طهران، لندن، برلين: نقلت وكالة فارس الإيرانية شبه الرسمية اليوم السبت عن الجنرال علي رضا افشر أحد كبار المسؤولين العسكريين الإيرانيين أن عناصر البحرية البريطانية الذين إعتقلتهم القوات المسلحة الإيرانية في شمال الخليج قد إعترفوا بدخولهم المياه الإقليمية الإيرانية بطريقة غير شرعية.

وصرح افشر مسؤول العلاقات الرسمية في هيئة أركان الجيش الإيراني، أنهم حاليًا قيد التحقيق معهم واعترفوا بانتهاكهم المياه الإقليمية للجمهورية الإسلامية.

وأضاف افشر في حديث آخر أدلى به إلى الفضائية الإيرانية الناطقة بالعربية quot;العالمquot;: quot;لدينا براهين قاطعة تثبت أنه جرى إعتقالهم داخل مياهنا الإقليمية. وهم أنفسهم إعترفوا وأقروا بإرتكابهم خطأquot;.

وقالت الوكالة إن البحارة البريطانيين الخمسة عشر، الذين إعتقلوا بسبب عدم إحترامهم للحدود الدولية ودخولهم المياه الإقليمية الإيرانية بشكل غير مشروع، حسب تعبير الوكالة، قد نقلوا إلى طهران للتحقيق معهم.

من ناحية أخرى إستمرت المحادثات لحل الخلاف بين بريطانيا وإيران حول البحارة، وقد أجرى دبلوماسيون من الطرفين محادثات في طهران ولندن منذ يوم الجمعة.

وصرح مسؤول إيراني أن الحكومة الإيرانية قد إستدعت القائم بالإعمال البريطاني في طهران وسلمته، إحتجاجًا قويًا، حول ما وصفه بانتهاك البحرية البريطانية للمياه الإقليمية الإيرانية.

وقال إبراهيم رحيمبور مسؤول العلاقات مع أوروبا الغربية في وزارة الخارجية الإيرانية إنه قدم إحتجاجًا شديد اللهجة للقائم بالأعمال البريطانية حول إنتهاك البحارة البريطانيين للمياه الإقليمية الإيرانية.

وكان التلفزيون الإيراني قد أعلن في وقت سابق عن أن القوات البحرية الإيرانية إحتجزت مجموعة من البحارة البريطانيين يوم الجمعة بعد دخولهم المياه الإقليمية الإيرانية بشكل غير قانوني.

وكانت بريطانيا، التي نفت أن يكون بحارتها قد إنتهكوا المياه الإقليمية الإيرانية، قد طالبت إيران بالإفراج عنهم خلال لقاء جمع السير بيتر ريكتس مساعد وزير الخارجية البريطانية مع السفير الإيراني في لندن رسول موحديان.

وكانت وزارة الخارجية البريطانية قد إستدعت موحديان على وجه السرعة بعدما إحتجز البحارة أثناء وجودهم على قاربين مطاطيين في مياه الخليج.

وتقول بريطانيا إن البحارة كانوا يقومون بأعمال روتينية في المياه الإقليمية العراقية.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية إن الإاجتماع بين ريكتس والسفير الذي دام 20 دقيقة كان سريعًا، لكنه كان وديًا وطلب خلاله المسؤول البريطاني عودة الجنود البريطانيين ومعداتهم سالمين.

ولم يشأ دبلوماسيون بريطانيون الإفصاح عمّا إذا أعطى السفير الإيراني في بريطانيا أي تفسيرات للحادث الذي وقع صباح الجمعة.

وأفادت السلطات البريطانية أن البحارة البريطانيين كانوا ضمن دورية روتينية لمكافحة التهريب في المنطقة كانت تقوم بها الفرقاطة البريطانية H.M.S.Cornwall ، وقال مسؤولون بريطانيون إن المواجهة قد حدثت عندما كان الجنود يبحرون قريبًا من الخط الفاصل بين المياه الإقليمية العراقية والإيرانية.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن الحادث وقع في العاشرة والنصف في التوقيت المحلي بعدما قامت الدورية البحرية البريطانية بتفتيش سفينة تجارية، وبعد إنتهاء عملية التفتيش حاصرت زوارق إيرانية الزورقين البريطانيان وواكبتهما إلى المياه الإقليمية الإيرانية.

وأضاف بيان وزارة الدفاع أن السلطات البريطانية تتابع هذا الأمر على أعلى المستويات مع السلطات الإيرانية، وبطلب من وزارة الخارجية تم إستدعاء السفير الإيراني في لندن على الفور.

من جهته، قال الكومودور كيفن آندال وهو أحد قادة الأسطول الخامس الأميركي في البحرين إن جنود الحرس الثوري الإيراني هم الذين نفذوا العملية ضد الجنود البريطانيين، مشيرًا إلى أن العملية جرت دون إطلاق نار، ما يدعو إلى القول إن لا خوف على صحة الجنود الذين تمت مواكبتهم إلى إيران.

دورية روتينية
وفي مقابلة أجرتها معه بي بي سي عن ملابسات الحادث، قال الكومودور نيك لامبرت قائد الفرقاطة البريطانية: quot;قلقي الفوري هو على سلامة بحارتي الـ 15 الذين هم قيد الإحتجاز عند الإيرانيين. وأريد أن أقول لعائلات هؤلاء البحارة إننا نبذل كل ما بوسعنا على أعلى المستويات في الحكومة البريطانية ومع قوات التحالف من أجل عودتهم سالمين وبأسرع وقت ممكن.

وأضاف الكومودور أن البحارة كانوا يقومون بأعمال الدورية الروتينية، فتشوا خلالها سفينة تجارية وكانت عملية التفتيش طبيعية جدًا، وبعدها عاد البحارة إلى زوارقهم، وهناك فقدنا الإتصال بهم، فأرسلنا طوافة عسكرية إلى المنطقة، ولكن، تبين فيما بعد أن العملية كانت قد تمت، مشيرًا إلى أنه مقتنع بأن الدورية البريطانية كانت ضمن حدود المياه الإقليمية العراقية، إلا أن إيران قد تدعي العكس.


ويأتي هذا الحادث بعد أيام من إعلان أحد قادة الجيش البريطاني في العراق الكولونل جاستن ماسيجيوسكي وهو مسؤول القاعدة العسكرية البريطانية في البصرة أن إيران تسلح بعض الأطراف العراقية كي تقوم بهجمات ضد الجيش البريطاني.

إتهامات سابقة
وقال المسؤول العسكري إن هناك العديد من الأسلحة المتطورة التي يستعملها المسلحون ضد الجيش البريطاني وهذه الأسلحة مصدرها دولة حتمًا.

وأضاف الضابط البريطاني للإذاعة الرابعة في بي بي سي أنه لم يتم العثور على أي من هذه الأسلحة، إلا أن الأدلة تشير إلى أن إيران لها علاقة بالتفجيرات التي تقع في البصرة.

وإعتبر الكولونل أن الشيوخ المحليين في البصرة قالوا للجيش البريطاني إن العملاء الإيرانيين يدفعون مبالغ تصل إلى 500 دولار أميركي شهريًا لكل شاب من البصرة للقيام بهجمات ضد الجيش البريطاني.

أوروبا تطالب إيران بإطلاق سراحهم

واعلن وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير اليوم السبت في برلين ان الرئاسة الالمانية للاتحاد الاوروبي quot;طلبت الافراج الفوريquot; عن عناصر البحرية البريطانية ال15 الذين اعتقلتهم ايران الجمعة في مياه الخليج.
وصرح للصحافيين على هامش الاحتفال بالذكرى الخمسين لمعاهدة روما quot;نطالب بالافراج فورا عن الجنود البريطانيينquot; الذين اعتقلتهم ايران الجمعة.

واضاف ان رئاسة الاتحاد ستؤكد على ضرورة الافراج عن الجنود البريطانيين في اعلان ينشر بعد ظهر اليوم.