أسامة مهدي من لندن: حذر ممثل للمرجع الشيعي الأعلى آية الله السيد علي السيستاني العراقيين وخاصة من قال إنهم يرعون الإرهاب من حرب أهلية في العراق بعد أحدث تلعفر الأخيرة وهدد نوابًا مقصرين قال إنهم يعقدون صفقات خلف الكواليس تحاول الإلتفاف على مكتسبات الجماهير بسحب ثقة الشعب بهم.. بينما دعا رجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر إلى تظاهرة سنية شيعية موحدة في ذكرى سقوط بغداد للدعوة إلى رحيل القوات الأميركية من البلاد.
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) اليوم، إن ما حدث في قضاء تلعفر في محافظة نينوى الشمالية أمر يستوجب الإستنكار والإدانة مؤكدًا أن هذه الأعمال الإرهابية التي تطال الشيعة والسنة على حد سواء هي إمتداد لما جرى من أعمال إرهابية في الفلوجة والرمادي وكركوك. كانت سيارة محملة بمادة الطحين قد إنفجرت الأربعاء الماضي وسط حي سكني شيعي في حادث مروع راح ضحيته أكثر من 100 قتيل و200 جريح أعقبه حالة من الثأر قام بها مسلحون يرافقهم رجال شرطة بقتل العشرات من السنة.
وحذر الكربلائى الكتل السياسية التي قال إنها تساعد الإرهاب قائلاً إن عليهاإداك أنها ستحرق أرض العراق لأن الإرهاب سيطال حتى المناطق التي إحتضنته لبعض الوقت مشيرًا إلى أن ما حصل في مدينة تلعفر من أعمال إرهابية كان دليلاً على الهمجية.
وقال في الخطبة التي نقلتها وكالة أنباء أصوات العراق إن ما حدث بعد التفجير هو قيام مجموعة ممن لم يستطيعوا السيطرة على عواطفهم وهم يرون أهلهم يسقطون صرعى بالإنتقام العشوائي الذي راحت ضحيته أرواح بريئة. وأضاف محذرًا أنه أدق ناقوس الخطر من هذه الحادثة ووجه تحذيرًا للجميع وخاصة من يرعون الإرهاب وإن هذه الحادثة تنذر بحرب أهلية لا يعرف إلا الله متى تنتهي. وودعا إلى التعقل والصبر وعدم الإندفاع وراء ردود الأفعال العاطفية.
من ناحية أخرى حذر الكربلائى من تمرير بعض فقرات القانون الجديد لإجتثاث البعث الذي عرضت مسودته على مجلس النواب. ودعا إلى اليقظة والحذر من بعض فقرات القانون الجديد لإجتثاث البعث الذي تمت صياغة مسودته ويعرض للتصويت في مجلس النواب لأنه سيكون منفذًا لعودة العناصر الإجرامية والفكر البعثي والتكفيري إلى مفاصل الشرطة والجيش والدوائر العامة.
كان مجلس الوزراء قد قدم مسودة quot;قانون المساءلة والعدالةquot; إلى مجلس النواب لغرض إقراره وتطبيقه وهو ينص على إحالة من كان بدرجة عضو فرع فما فوق في حزب البعث المنحل على التقاعد وكذلك من كان بدرجة عضو شعبةوينقل العاملون في الأجهزة الأمنية (الأمن العام، جهاز الأمن الخاص، الأمن القومي، فدائيو صدام، الأمن العسكري) إلى مناصب موازية لدرجتهم في الجيش والشرطة والقطاع المدني العام ويحال على التقاعد ممن لا تتوافر درجتهم في هذه القطاعات.
ثم ذكّر الكربلائي أعضاء مجلس النواب بمسؤوليتهم الشرعية التي قلدها لهم الشعب في ملحمة الإنتخابات الأخيرة كممثلين له لسن القوانين التي تنظم حياتهم.
وحذر بعض الأعضاء مما يعقدونه من صفقات خلف الكواليس تحاول الإلتفاف حول مكتسبات الجماهير في المراحل الإنتخابية الماضية. كما بيّن خطورة إخفاء بعض جلسات المجلس عن الإعلام، مضيفًا أن عهد إتخاذ القرارات في جنح الظلام قد ولى.
وفي خطوة تعد تصعيدًا مهمًا لمعالجة التلكؤ الحاصل في أداء مجلس النواب والحكومة بين معتمد المرجعية الدينية العليا قإن الشعب قادر على إزاحة المقصّرين من أعضاء مجلس النواب المسؤولين ممن لم يستجيبوا إلى أداء مسؤولياتهم تجاه الشعب.
كما حذر مجلس النواب من أن يمرر عليهمالقانون البديل لقانون إجتثاث البعث والذي تتيح بعض فقراته إمكانية صعود الكثير من المجرمين من أزلام النظام الديكتاتوري السابق إلى وهو ما يشكل خرقًا للكثير من فقرات الدستور الدائم.
وحول القمة العربية، إستغرب الشيخ الكربلائي من بعض المقررات الصادرة منها والتي تحمل طابع التدخل في الشؤون الداخلية العراقية، كما إستغرب من عدم إستنكار هذه المقررات للمجازر التي ترتكب ضد العراقيين يوميًا من كل القوميات والأديان والتي لا تستثني أحدًا.
الصدر يدعو إلى تظاهرة شيعية سنية في ذكرى سقوط بغداد
دعا الزعيم الشيعي رجل الدين الشاب مقتدى الصدر المتواري عن الأنظار اليوم الجمعة إلى تظاهرة موحدة في النجف بمناسبة الذكرى الرابعة لسقوط بغداد.
وقال بيان للصدر تم توزيعه في مسجد الكوفة (150 كلم جنوب بغداد): quot;أدعوكم إلى مظاهرةموحدة في التاسع من نيسان (أبريل) المقبل على أن تكون جامعة وفي النجف الأشرفبمناسبةذكرى إحتلال العراقquot;.
وجدد رجل الدين الشيعي مطالبته القوات الأميركية المغادرة قائلاً: quot;نطالب بخروج قوات الإحتلال ليس من حق أحد تجديد مدة بقاء الإحتلال أو المطالبة ببقائه لأن ذلك من حقالشعب العراقي الرافض لذلكquot;. ودعاإلى رفع الإعلام العراقية فوق البيوت والعمارات والدوائر الحكومية لتدل على سيادة العراق وإستقراره. كما طالب جميع أطياف الشعب العراقي بضرورة إسماع العالم بأسره أن العراقيين يرفصون الإحتلال. وأهاب بالمسلمين كافة والشعوب العربية quot;مساندة العراق والتظاهر من أجلهquot;. معتبرًا العراق درع الأمة العربية الواقي وسندهم الكبيرquot;.
وإنتقد الصدر ما آلت إليه أوضاع العراق جراء الإحتلال من ظلم وإستبداد وإراقة دماء الأبرياء quot;منددًاquot; بقلة الخدمات الصحية والبلدية وعلى كافة الصعدquot;.
وقال: quot;لم يكتف المحتل بذلك بل عزل العراق عن العالم العربي والإسلامي فكل الدول باتت لا تعتني بعراق الخرابquot;. وأوضح أن ذلك ما كان ليحصل لولا الإحتلال الذي وصفه بأنه إستطاع أن يزرع الفتنة الطائفية والعرقية بين العرب وغيرهم من المسلمين وغيرهم.
ودعا الصدر في نهاية بيانهالشعوب العربية إلى مساندة العراق والوقوف إلى جانبه.
وقد أكد مسؤولون عراقيون عشية إنطلاق الخطة الأمنية في بغداد في الرابع عشر من الشهر الماضي، أن الصدر غادر العراق. وقال سامي العسكري مستشار رئيس الوزراء نوري المالكي أن الصدر يقوم بزيارة إلى إيران وسيعود قريبًا لكن التيار الصدري ينفي مغادرة الصدر إلى إيران.
ويتزعم الصدر ميليشيا جيش المهدي التي إعتبرتها وزارة الدفاع الأميركية أنها أكثر المجموعات المسلحة ضلوعًا في العنف الطائفي في العراق، حيث قتل أكثر من 34 ألف شخص عام 2006 وفقًا لإحصاءات الأمم المتحدة.
وفي وقت سابق اليوم قال مصدر عراقي أن 16 مواطنًا قتلوا وأصيب 14 آخرين في غارة جوية أميركية على أحد أحياء مدينة الصدر الشيعية في بغداد.
فقد أغارت طائرات أميركية على أحد أحياء مدينة الصدر معقل مقتدى الصدر ممّا أدى إلى مصرع وإصابة 30 شخصًا لكن القوات الأميركية لم توضح أسباب الغارة غير أنها تتهم عادة عناصر جيش المهدي التابع للصدر بتنفيذ عمليات مسلحة ضدها والقيام بأعمال عنف طائفية. ومنذ ثلاثة أشهر تستهدف القوات الأميركية أنصار الصدر في بغداد ومحافظات العراق الجنوبية وإعتقلت أكثر من 600 منهمحتى الآن.
ومن المتوقع أن تثير هذه الحادثة ردود فعل غاضبة لدى التيار الصدري الذي يقوده مقتدى الصدر وله 30 عضوًا في مجلس النواب وخمسة وزراء في حكومة نوري المالكي الحالية.