أطلق أسوأ الأوصاف على السجون الأميركية
ذئب المافيا يعود مشتاقًا حتى إلى زنازين إسرائيل

أسامة العيسة من القدس : بدا الأمر وكأنه مشهد خيالي في فلم سينمائي، توقفت الطائرة في مطار بن غوريون الإسرائيلي، ونزل منها، فرحًا، متحمسًا، ومنتعشًا، قطب المافيا الإسرائيلية زئيف روزنشتاين، بعد أن كان قد غادر بطائرة من المطار نفسهقبل نحو 390 يومًا، مخفورًا إلى أميركا.
قطب المافيا الإسرائيلي الذي يطلق عليه لقب الذئب، عاد منتصرًا، رغم أنه زج في زنزانة في أحد السجون، ولكن عودته إعتبرت، رضوخًا من الولايات المتحدة الأميركية لعصابات المافيا.
الذئب مشهور في إسرائيل، بقوته وسطوته، وأيضًا بذكائه، وخلال نشاطه في عصابات المافيا، لم تتمكن الشرطة من إدانته، وكان كل مرة يطلب فيها للتحقيق يخرج رافعًا رأسه، ساخرًا من الشرطة، التي تخشاه، ويخاف رجال الشرطة من بطشه ونفوذه، لذا كان الأمر بالنسبة إلى لشرطة، أكثر من يوم عيد، عندما أوقفوا الذئب، قبل نحو عامين، بعد أن حصل مكتب الفدرالي الأميركي على شهادات وإثباتات تدينه بالمتاجرة بحبوب الاكزستازي المخدرة في الولايات المتحدة الأميركية.
واستجاب الإسرائيليون، لمذكرة توقيف أميركية فدرالية صدرت بحق الذئب، خصوصًا وأن أميركا أخذت الأمر بجدية، وعقد وزير العدل الأميركي مؤتمرًا صحافيا، حول تورط روزنشتاين، بتهريب ملايين من حبات مخدر اكزستازي إلى أميركا.
وحاول محامو الذئب، منع تسليمه إلى أميركا بالطرق القانونية، ولكن كل ذلك فشل، وتم تحميل روزنشتاين، في طائرة إسرائيلية، بمرافقة محققين إسرائيليين وعملاء من مكتب التحقيق الفدرالي الأميركي، هبطت في ميامي حيث أودع في السجن، وحكم عليه لاحقا بالسجن 20 عامًا.
ورافق مندوبو الصحف ووسائل الإعلام روزنشتاين في رحلته إلى أميركا، وبدا أن أسطورة الذئب في طريقها إلى التلاشي، وتبادل قادة الشرطة في إسرائيل الأنخاب للتخلص من الذئب، ولكن ما حدث لاحقًا، أثار الإستغراب، عندما تحدث موشي كوهين الناطق باسم وزارة العدل الإسرائيلية، عن وجود إتصالات مع روزنشتاين، لتوقيع صفقة إدعاء معه يتم بموجبها، إقرار الذئب بارتكابه عدد من الجرائم بما فيها الإتجار بالمخدرات، في حين سيوصي الإدعاء بأن تفرض عليه عقوبة السجن الفعلي لمدة إثني عشر عامًا يقضيها في السجن الإسرائيلي.
وفسر المتابعون ما جرى، وأن الولايات المتحدة الأميركية، لم ترغب في بقاء quot;حبة البطاطا الساخنةquot; التي اسمها روزنشتاين في يدها، وتريد التخلص منه بسرعة.
ولكن كيف ولماذا وافقت أميركا على ذلك؟ وهل تلقت تهديدات من عصابات المافيا؟ وما هو حجم هذه التهديدات، التي تجعل أكبر قوة في العالم ترضخ لبارون المافيا الإسرائيلية؟ هذه الأسئلة وغيرها من الصعب الإجابة عليها، وربما ستبقى سرًا إلى الأبد.
وتوجه مندوبو الصحافة الإسرائيلية إلى ميامي، لمرافقة روزنشتاين، في طريق عودته، وقدموا صورة تفصيلية عما حدث، حيث تم إلباس الذئب سترة واقية من الرصاص، خشية قتله من أحد الخصوم، ووضعه بشكل منعزل عن الركاب، الذين عاشوا في قلق عندما علموا أن الذئب معهم على الطائرة نفسها، أما الذئب نفسه فأبدى مشاعرًا طيبة عندما بدأت الطائرة تقترب من إسرائيل وقال: quot;لا شيء يعدل الوطنquot;.
وعندما هبطت الطائرة في مطار بن غوريون، نزل منها الذئب، مرتديًا قميصًا أبيض، ومعلنًا شوقه لإسرائيل حتى لزنازينها وسجونها، وأخذ يداعب رجال الشرطة، ويبدي حنينًا تجاههم.
وأشار إلى أنه حتى وهو في السجن الإسرائيلي، فإنه سيعيش كإمبراطور، مقارنة بوضعه في السجون الأميركية التي أطلق عليها شتى الأوصاف السيئة.
هل إنتهت حكاية بارون المافيا الإسرائيلي عند هذا النحو، بعد ما إعتبره مقربوه إنتصارًا على أكبر دولة في العالم؟ أو أنها ستشهد فصولا أخرى؟ لا شيء مستغرب في عالم المافيا الإسرائيلية التي يمتد نشاطها إلى خارج البلاد.