الصحف الإسرائيلية ترصد ردود فعل على تصريحاته
أولمرت شفهيًا للأسد:إسرائيل لا تنوي محاربة سوريا

أسامة العيسة من القدس: بعد أن دقت المواقع الإعلامية الإسرائيلية، يوم أمس طبول الحرب، وتحول تقرير منسوب للإستخبارات العسكرية الإسرائيلية، قدمه رئيسها أمام الحكومة الإسرائيلية، حول إستعداد سوريا وإيران وحزب الله لحرب قد تشنها الولايات المتحدة وإسرائيل على إيران، إلى الموضوع الرئيس، بعد كل تلك الضجة التي أقلقت إسرائيل والعالم، تغيرت لهجة الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم.

ونشرت صحيفة يديعوت احرنوت في صفحتها الأولى، تصريحات ايهود اولمرت، رئيس الوزراء الإسرائيلي، خلال مؤتمره الصحافي مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركيل، يوم أمس والتي نفى فيها علمه بما نسب للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، ووصف ذلك بأنها إشاعات من دون أي أساس، وإن إسرائيل لن تهاجم أحدًا.

وأبرزت الصحيفة دعوة اولمرت إلى عقد قمة إقليمية، تحضرها السعودية، وإشادته بالعاهل السعودي، وإعتباره زعيمًا مهمًا للغاية وتنويهه بالمبادرة السعودية (تطلق إسرائيل على المبادرة العربية اسم المبادرة السعودية). وإعتبرت الصحيفة هذه الإشادة الثانية من قبل أولمرت بالعاهل السعودي، وأن المرة الأولى كانت لدى اللقاء المفترض بين أولمرت وشخصية سعودية رفيعة قبل أشهر، وهو ما نفته إسرائيل رسميًا، ولكن الصحف تؤكد حدوثه، وتقول إن الشخصية السعودية التي شاركت فيه هي الأمير بندر بن سلطان، السفير السعودي السابق في واشنطن.

ورصدت الصحف الإسرائيلية ردود فعل الشارع السياسي في إسرائيل على تصريحات أولمرت، والتي إنقسمت إلى ثلاثة أقسام، الأول رفض هذه التصريحات وإعتبرها تنازلاً للعرب، ومثلها أعضاء الكنيست من الأحزاب المتطرفة.

أما القسم الثاني فقلل من أهمية هذه التصريحات، مثل حركة السلام الآن التي وصفتها بأنها تصريحات شعبوية فقط، وإن أولمرت لا يسعى إلى السلام، ولكنه يريد أن يداعب خيال الجماهير، مؤكدة أن السلام لا يأتي إلا بالشروع في مفاوضات جدية مع الأطراف العربية فورًا، على أساس المبادرة السعودية.

والقسم الثالث من ردود الأفعال، مثله عضو الكنيست عن حزب الليكود جدعون ساعر، الذي قال إنه يجب التمييز بين أمرين، الأول أهمية عقد قمة إقليمية تشارك فيها إسرائيل ودول عربية، وبين قبول فحوى المبادرة السعودية التي تعني قبولاً لشروط عربية تتعلق بإنسحاب إسرائيل من القدس والجولان، والموافقة على عودة اللاجئين وهي أمور مرفوضة من إسرائيل.

وسط هذا النقاش الداخلي، قالت صحيفة يديعوت احرنوت إن أولمرت، يريد أن يطمئن الرئيس السوري بشار الأسد، إلى أن إسرائيل لا تعتزم شن حرب على سوريا، وإن رئيسة مجلس النواب الأميركي نينسي بيلوسي، التي تزور إسرائيل، ستنقل رسالة شفهية من رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى الأسد، عندما تلتقيه غدًا الثلاثاء، بهذا الخصوص.
ومضمون الرسالة، أن إسرائيل لا تعتزم شن أي حرب على سوريا، وأنها لا تنسق، مع أميركا لشن هجوم على إيران.

وحسب الصحيفة، فإن رسالة من هذا النوع مهمة، بعد نشر وسائل الإعلام لإنذارات هيئة الإستخبارات العسكرية الإسرائيلية، بأن سوريا قد تهاجم إسرائيل في هضبة الجولان خلال الصيف المقبل، كضربة إستباقية، قبل الهجوم الأميركي الإسرائيلي على إيران.

ولن تحمل بيلوسي هذه الرسالة فقط، فلديها الكثير مما تقوله للأسد، كما أعلنت خلال العشاء الذي أقيم على شرفها في الكنيست، فهي ستطالبه بالعمل على إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين الثلاثة المخطوفين في لبنان وقطاع غزة، وإعادة رفات الجاسوس الإسرائيلي ايلي كوهين الذي أعدم في دمشق قبل 42 عامًا، باعتبار تلك أمورًا إنسانية.

وقالت داليا اتسيك رئيس الكنيست خلال العشاء، إنها تتمنى أن تتكلل زيارة بيلوسي لدمشق بالنجاح، وتتمكن من إقناع الأسد بالإبتعاد عن محور الشر، والإقدام على التفاوض مع إسرائيل بروح سلام حقيقية، وبنوايا صادقة، وأكدت اتسك أهمية طرح موضوع رفات كوهين مع الأسد.

وردت بيلوسي على مضيفتها، بأنها ستبذل جهدًا لإطلاق سراح الجنود الثلاثة، وإعادة رفات كوهين، وأنها تؤكد العلاقات المتينة بين أميركا وإسرائيل، و إلتزام الأولى بالحفاظ على أمن الثانية.

وتنتظر إسرائيل الآن، ما ستسفر عنه زيارة بيلوسي إلى دمشق، وتتابع ردود الفعل السورية على المطالب الإسرائيلية، وتعتبر ذلك إختبارًا لنوايا الأسد بشأن السلام والحرب.

ومن جانبه أبدى زعيم المعارضة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي ترتفع أسهمه بشكل كبير لدى إستطلاعات الرأي العام، رأيه في ما يتعلق بما يسمى إسرائيليًا quot;التهديد الإيراني لإسرائيلquot;، وقال في مقابلة مع صحيفة معاريف، إنه قلق من هذا التهديد، وإنه يرى بأنه يشبه التهديد الذي شكله نظام هتلر على الشعب اليهودي.

ومع ذلك، قال نتنياهو، إنه لا يفضل الخيار العسكري ضد إيران، إلا كخيار نهائي، داعيًا المجتمع الدولي، إلى فرض حصار إقتصادي على النظام الإيراني، لزعزعة هذا النظام، وإعتبر العقوبات الدولية التي تفرضها الأمم المتحدة على إيران بأنها غير ناجعة، ولن تؤدي إلى النتيجة المرتجاة، مطالبًا بالتعامل بشكل أكثر قوة، بفرض حصار إقتصادي دولي.

وفي المواضيع الداخلية، شكك نتنياهو، بقدرة حكومة اولمرت على الصمود، وقال إنه جاهز لتشكيل الحكومة الجديدة، ولكن بعد حدوث إنتخابات مبكرة.

وإهتمت صحيفة هارتس، بموضوع الرئيس الإسرائيلي موسى كتساف، الذي أضيفت إلى ملفه الطويل، قضية إغتصاب جديدة.

ورصدت الصحف كذب الإسرائيليين في أول نيسان (أبريل) ومن بينها، تواطؤ رئيس بلدية حيفا مع الإذاعة الإسرائيلية، لتمرير كذبة على مواطنيه، حيث دعاهم، عبر الإذاعة للخروج من منازلهم لرؤية الثلج الذي يغطي المدينة.

ونشرت معاريف تقريرًا عن بيع الجيش الإسرائيلي كلابًا عسكرية مدربة لنظيره الأميركي، الذي سيواجه المختصون فيه مشكلة قد تكون عويصة، وهي أن هذه الكلاب، بحسب الصحيفة، لا تفهم إلا اللغة العبرية، لتستجيب للأوامر، مما يستلزم، عقد دورات باللغة العبرية للأميركيين، وبالطبع فإن الذي سيتولى التدريس بها إسرائيليون.