الجيش الإسلامي يهاجم القاعدة ويتهمها بتجاوزات شرعية
قتل علماء الدين وإستباحة البيوت وتكفير الناس

واشنطن بوست: صدام حسين لم يتعاون مع القاعدة
أسامة مهدي من لندن: هاجم الجيش الإسلامي في العراق وهو أكبر الفصائل المسلحة التي تواجه القوات الأجنبية في العراق تنظيم القاعدة، واتهمه بأخطاء وتجاوزات شرعية، وقال إنه أصبح يقاتل فصائل مسلحة أخرى واستباح دماء قتل أئمة المساجد والمؤذنين والعزّل من أهل السنة، وكذلك الأغنياء فإما أن يدفعوا له ما يريدون أو يقتلونه، وكل من ينتقدهم أو يخالفهم ويبين خطأهم في مثل هذه الأفعال، فإنهم يسعون لقتله حتى أصبحت القضية سهلة وتبريرها أسهل لدى التنظيم الذي بات الإعتداء على بيوت الناس وأخذ أموالهم أمرًا سائغًا وأصبح رمي الناس بالكفر والردة أمرًا مألوفًا مشاعًا.

ودعا الجيش الإسلامي الذي يضم 17 فصيلاً مسلحًا، في بيان له اليوم حصلت على نسخة منه quot;إيلافquot;، جميع منتسبي تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين إلى مراجعة أنفسهم ويتقوا الله تعالى، فإن الله موقفهم فسائلهم عما كانوا يفعلون ولمن إقترف حرامًا بأن يسارع بالتوبة إلى الله الغفور الرحيم.

وأضاف الجيش الإسلامي أن القاعدة تتهمه بعلاقة مع حزب البعث المحظور مع أنه ليس في الجماعة بعثي واحد، ولا يوجد أي إرتباط بأي شكل من الأشكال بينه وبين الحزب أو البعثيين لا فكريًا ولا تنظيميًا ولا ميدانيًا... كما أنها تهدد عناصره بالقتل إن لم يبايعوا القاعدة أو أسماءها الأخرى. وأكد أن القاعدة تطاولت كثيرًا، فقتلت بعض المقاومين ظلمًا وعدوانًا، تجاوز عددهم الثلاثين حتـى الآن. ولم تكتف بذلك بل ناصبت الجماعات الجهادية الأخرى العداء وتحول هذا العداء إلى مواجهات مع بعض الجماعات مثل كتائب ثورة العشرين، ولا تزال إلى هذه الساعة مواجهات بينهم بين الحين والآخر في أبو غريب، كان من أحدثها قتل أحد قادتهم الميدانيين وهو حارث ظاهر الضاري، وقتلوا بعض أفراد جيش المجاهدين وبعض أفراد أنصار السنة وهددوا الجبهة الإسلامية (جامع) فتحملت كل الجماعات أعباءً هائلة صيانة للمشروع الجهادي كي لا ينحرف عن مساره وأهدافه.

وأشار الجيش إلى أن هذا الصبر الجميل جرّأهم أكثر، فاستحلوا قتل طائفة من المسلمين وخاصة الأهداف السهلة مثل أئمة المساجد والمؤذنين والعزّل من أهل السنة ومنهم أعضاء في هيئة علماء المسلمين، بل أصبح عامة أهل السنة هدفًا مشروعًا لهم وخاصة الأغنياء، فإما أن يدفع لهم ما يريدون أو يقتلوه وكل من ينتقدهم أو يخالفهم ويبين خطأهم في مثل هذه الأفعال، فإنهم يسعون لقتله فالقضية سهلة وتبريرها أسهل.

وأوضح أنه أصبح الإعتداء على بيوت الناس وأخذ أموالهم أمرًا شائعًا عند القاعدة، كما أصبح رمي الناس بالكفر والردة أمرًا مألوفًا مشاعًا. وقال إن التنظيم أخذ يتجنى على الأمة وعلمائها، بإيراد أحكام وقضايا عجيبة ومن ذلك إعتبار ديار الإسلام جميعًا ديار كفر، وإن قتال جيوش الحكومات العربية أوجب من قتال المحتل الصليبي... وحكمه على طوائف أهل الكتاب في العراق بأنهم أهل حرب لا ذمة لهم. وأشار إلى أن القاعدة حكمت على جميع أبناء الجماعات الجهادية بأنهم عصاة، وهذه مجازفة غير مبررة. وأضاف أن القاعدة أخذت تتهم الجماعات المسلحة بأنها تريد معاهدات مع الأميركيين، والظاهر عدم التفريق بين المفاوضات المشروطة المنضبطة بضوابط الشرع وبين معاهدات الإستسلام التي يسعى لها الخائبون .

وأكد الجيش الإسلامي أنه مع إيمانه بمشروعية التفاوض مع الأعداء، وأضاف:quot;إلا أننا لم نفاوض أي عدو لا الأميركيين ولا الصفويين ولا غيرهم إلى هذه الساعة، وشروط المفاوضات ذكرت كثيرًا حتى أغنى عن إعادة ذكرها، كما لا نعلم أي جماعة جهادية كبرى فاوضت الأميركيين ومن معهم إلا ما كان من بعض العالة على الجهاد وأمرهم مفضوحquot;.

وأوضح الجيش الإسلامي أنه مع كل هذه التجاوزات التي يرتكبها تنظيم القاعدة فأنه قد أثار النصح والإرشاد وذلك لأسباب عدة هي:
1 . إنشغالنا بقتال أعداء الله تعالى من الأميركيين والصفويين ومن يعينهــم ،
2 . الحفاظ على إخوة الإسلام والدين مع كافة المجاهدين،
3 . الحفاظ على المشروع الجهادي الذي هو ملك الأمة جميعًا،
4 . الحذر من إستغلال ذلك من قبل أعداء الإسلام والمسلمين،
5 . إعطاء فرصة كافية للإصلاح والرجوع للحق ،

وقال إنه أثار معاملة القاعدة بالحكمة والصبر الجميل... لكنه أوضح أن هذا لم يجدِ نفعًا،فأصبح من أهم ما يهمها النيل من الجيش الإسلامي بشتى الوسائل والأساليب، ومنها إتهامه بعدم ضرب القواعد والقوات الأميركية في العراق. وأجاب على ذلك بأن الأصدقاء والأعداء علموا وشهدوا ببعض ذلك وما خفي عنهم كان أعظم، وما قامت به جماعة الجيش الإسلامي من إقتحامات لقواعد وثكنات عسكرية يبلغ بالعشرات وأسقطت قواعد كبرى بفضل الله أولاً وآخرًا ومنها أكبر قاعدتين، وهما القاعدة الذهبية في جرف الصخر التي أصبحت من أخبار الغابرين في عام 2003 قبل أن يتأسس تنظيم القاعدة في العراق، وقاعدة الصقر التي أصبحت أثرًا بعد عين في 2006 ، وقواعد الأوكرانيين حتى هربوا إلى بلادهم خائبين خاسرين،والكثير من العمليات التي تجاوز معدلها هذه الأشهر الألف عملية في الشهر الواحد.

وأضاف أن القاعدة تتهم الجيش الإسلامي بالتآمر مع الصحافي quot;يسري فودهquot; والموساد بكلام سمج، وهو فرية علينا لو مزجت بماء البحر لأفسدته. وقال إنه للمفارقة فإن الصحافي نفسهقد إلتقى بقادة تنظيم القاعدة، وعمل لهم برامج وأفلامًا وذهب إلى أماكنهم ومقراتهم فماذا كان؟هل كان هؤلاء القادة من أعوان الموساد المتآمرين؟quot; .

ووجه الجيش الإسلامي نداءات حول معالجة تجاوزات تنظيم القاعدة في بلاد وادي الرافدين وعلى الخصوص إلى قائد تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وكما يلي :

النداء الأول: إلى علماء الأمة بأن يقوموا بواجبهم الشرعي لتدارك المشروع الجهادي في العراق وحقن دماء المسلمين بإصدار الفتاوى الشرعية في المسائل المهمة والنوازل بعد معرفة الواقع على حقيقته، وعدم السكوت وخاصة في المسائل التي تعم بها البلوى والمسائل المستجدة والتي لا يجد المجاهدون جوابًا لها علنًا، وقد أخذ الله تعالى عليهم الميثاق بأن يبينوا الحق.

النداء الثاني: إلى قادة تنظيم القاعدة وعلى رأسهم الشيخ المجاهد أسامة بن لادن حفظه الله تعالى الذي إشتهر عنه التحرز الشديد من دماء المسلمين وأعراضهم واشتهر بزهده وورعه وخوفه من الحساب يوم الدين، أن يستبرِئَ لدينه وعرضه وأن يتحمل مسؤوليته عن تنظيم القاعدة الشرعية والتنظيمية، وأن يستقصي الحقائق ويتثبت ليكون على بينة من أمره، فإنه ومن معه من إخوانه قادة القاعدة مسؤولون يوم القيامة عمّا يحدث من قبل أتباعهم،ولا يكفي البراءة من الأفعال بل لا بد من تصحيح المسار.

النداء الثالث: إلى كل منتسب إلى تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين بأن يراجعوا أنفسهم ويتقوا الله تعالى، فإن الله موقفهم فسائلهم عما كانوا يفعلون. ولمن اقترف حرامًا بأن يسارع بالتوبة إلى الله الغفور الرحيم.

النداء الرابع: إلى كافة الجماعات والفصائل الجهادية أن يناصحوا إخوانهم في تنظيم القاعدة وهذا واجب شرعي لإصلاح أمر الجهاد.