جناج مرتبط بالحرس الثوري يطارد المعتدلين العراقيين
انشقاق غير معلن في تيار الصدر

عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: تحدث مصدر عراقي لايلاف عن وجود انشقاق حاد في تيار الصدر بلغت حدته في الايام الاخيرة بين جناحين احدهما معتدل والاخر متشدد يجنح نحو اشعال كل الجبهات وتصفية كل قيادي في التيار يدعو للتفاوض مع الاميركيين. وقال المصدرفيحديث هاتفي مطول لايلاف من البصرةان تنحية وزير النقل السابق سلام المالكي والنائب قصي عبد الوهاب اخر ماقام به الجناح المتشدد الذي يسيطر عليه آل النوري المحيطين بزعيم التيار مقتدى الصدر. وكشف عن عدة اساليب يتبعها هذا الجناح ضد المعتدلين من الصدريين منها تسريب اسمائهم واماكن تواجدهم الى الجانب الاميركي من خلال اخبار كيدية يوصلها اتباع له نجح في بثهم كمترجمين ومستشارين داخل الجيش الاميركي وداخل الحكومة العراقية واتهام من يختلف معهم بالعمل على تصعيد العنف وقيادة مليشيات تستهدف افشال ضد العملية السياسية.

واضاف المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه ان كل من القي القبض عليهم او اغتيلوا من قادة التيار الصدري هم من المعتدلين والداعين للتهدئة والحوار مثل الشيخ عبد الهادي الدراجي الذي كان يميل لفتح حوار موسع مع القائمة العراقية وزعيمها رئيس الوزراء السابق اياد علاوي والشيخ قيس الخزعلي وبعض مساعديه لانهم رفضوا التوجه لايران والاقامة فيها فالقي القبض عليهم مؤخرا في البصرة بوشاية من قبل مضيفهم وهو احد اتباع التيار الصدري اتصل به جناح آل النوري واجبروه بان يبلغ الجانب البريطاني والاميركي عن تواجدهم لديه فالقي القبض عليهم وهم نيام. وان من وشى بهم اعترف بذلك ومكتب الصدر بالبصرة يعلم بذلك.

وحول التهمة التي اعلنها الجانب الاميركي حول مسؤلية الخزعلي عن خطف وقتل خمسة جنود اميركان قال المصدر ان الخزعلي ومن اعتقل معه لايتحدثون الانكليزية وانهم كانوا في مدينة الصدر وبعضهم في البصرة في يوم وقوع حادثة خطف وقتل الجنود الاميركان بين كربلاء والحلة من قبل مجموعة كوماندوس يتحدثون الانكليزية. ورجح المصدر ان من نفذ تلك العملية هم كوماندوس من الحرس الثوري الايراني. وجاءت ردا على مداهمة واعتقال موظفين ايرانيين في القنصلية الايرانية في اربيل.

وكشف المصدر بان جناح ال النوري المتمثل بجليل ورياض النوري من عائلة المبرقع يسيطرون على تصريحات وعلاقات السيد مقتدى الصدر الامر الذي شوش عمل التيار واربك علاقاته مع التيارات الاخرى. وقال ان اول عمل قام به رياض النوري بعد خروجه من السجن هو التصادم عام 2005مع اهالي النجف وتسبب ايضا بقتال بين تيار الصدر ومنظمة بدر. وشجع هذا الجناح استهداف مساجد السنة وابنائهم وتسبب في قطع علاقات التيار بحلفائهم من ابناء الطائفة السنية.

ويضيف المصدر الصدري بأن جناح النوري يتبع طريقة معروفة في مدينة الصدر وهي التشهير على منبر الجمعة بكل من يخالفهم. وقد تم تلفيق تهما عديدة لمخالفيهم تسببت بقتل بعضهم او تشريد البعض الاخر.

وقال انه كان متواجدا في مدينة الصدر حين سمع جليل النوري يتعهد عام 2005 بان ينحي سلام المالكي من وزارة النقل وقال حرفيا ( ساحلق شاربي اذا بقي سلام المالكي وزيرا) وحصل ماقاله. وان ماحصل هذا الاسبوع من تشهير بسلام المالكي وقصي عبد الوهاب جاء ترشيح سلام المالكي لتسلم حقيبة وزارة النقل فجن جنون جليل النوري وعمد الى تنحيته من مجلس النواب ايضا وطرده من الكتلة الصدرية.

وقال ان المؤشرات لدى قادة التيار الصدري تؤكد على ارتباط جناح النوري بالحرس الثوري الايراني الذي يمولهم ويعمل على شراء ذمم عدد من اتباع التيار لغرض بث الدعايات والتشهير بالمخالفين في بغداد والمحافظات. خاصة في البصرة ومدينة الصدر. ويؤكد هؤلاء على ان جناح النوري كان خلف محاولة اغتيال قائم مقام مدينة الصدر عبد الرحيم الدراجي نهاية الشهر الماضي وتسببت بمقل سائقه محمد الفريجي بعد ان كان جناح النوري يصر على المواجهة مع القوات الاميركية فيما نجح الدراجي في التهدئة بعد مفاوضات استمر اسابيع مع الجانب الاميركي حيث يرى جناح النوري انه اي تفاوض بمثابة خط احمر ويتسبب بصاحبه الى القتل والتكفير وهو ماحصل مع النائبين عبد الوهاب القصاب وسلام المالكي اللذين يؤكدان بان امر فصلهما من التيار لم يوقع من قبل مقتدى الصدر بل من الهيئة السياسية التي يهيمن عليها جليل ورياض النوري وعدد من الاتباع من بعض النواب مثل صالح العقيلي وفلاح حسن شنشل واخرين.

واكد المصدر ان جناح النوري كان جند عددا من فدائيي صدام السابقين الذين اقنعهم بأن تبعيتهم له عصمة لهم من التصفية وقد تم توزيعهم في مدن البصرة والسماوة والديوانية ومدينة الصدر والحرية والشلعة ببغداد من اجل تصفية كل مخالف لجناح النوري. ويشرف هذا الجناح على ادخال وتدريب اتباعهم على تصنيع تفجير وتهريب العبوات الناسفة في العراق وبيعها ايضا. خاصة عبوة ناسفة صغيرة وذات مفعول كبير تسمى (خمينية) تتسبب باحداث انفجار كبير ولها فعل تدميري سيطر الجيش الاميركي على عددا منها وعرض بعضها على وسائل الاعلام. ويؤكد المصدر بان هذا الجناح يتبع مع اتباعه الاتصال الخيطي تجنبا للوشاية بقادته.

وردا على سؤال لايلاف عن قدرة جليل النوري في السيطرة على زعيم التيار مقتدى الصدر وتصديقه في كل مايقول قال المصدر اننا في التيار نلقب جليل النوري بعمر بن العاص في الدهاء ويستطيع اقناع مخاطبه بقلب الحق باطلا والباطل حقا وانه اكاديمي لم يكمل اطروحة الماجستير ويمتلك لغة وقدرة على الحديث المنمق. ولايحب الظهور في الاعلام الا نادرا.

ويرى المصدر ان النوري هو من يامر بتصوير لقاءات الصدر الخاصة وتوزيعها على شبكة الانترنيت لاضعاف صورة الصدر اعلاميا. وقد تسبب في عزوف كثير من رجال الدين الصدريين عن الاستماع للصدر بسبب اصراره على الابقاء على جناح النوري حوله. وقال رياض النوري قام بتزويج شقيقته من شقيق مقتدى الصدر مرتضى الصدر ليبقى اواصر العلاقة مع زعيم التيار دائمة ومصيرية.

واستشرف المصدر الصدري في حديثه الهاتفي لايلاف بان يتسبب جناح النوري المرتبط بحرس الثورة الايراني تمويلا وتبعية في تمزيق تيار الصدر مستقبلا.