الهلع والخوف يعتري النساء والأطفال ويدفعهم إلى تخزين الغذاء
تخوف فلسطيني من تهديدات إسرائيل بإجتياح غزة

إسرائيل تكشف خطة حماس لخطف جنود جدد

سمية درويش من غزة : أصابت التهديدات الإسرائيلية المتواصلة بشن عملية عسكرية واسعة النطاق ضد قطاع غزة، السكان المدنيين لا سيما الأطفال والنساء منهم بالهلع والخوف، خشية من تكرار فصول مأساة عائلة العثامنة التي أبيدت بالقصف الإسرائيلي المدفعي لمنزلها خلال الإجتياح الأخير، كما دفعتهم إلى تخزين بعض المواد الغذائية والحليب تحسبًا لأي طارئ.

وقالت مصادر فلسطينية مطلعة لـquot;إيلافquot;، إن الفصائل الفلسطينية أبلغت الوفد الأمني المصري المتواجد في قطاع غزة، أنها مع التهدئة ووقف إطلاق النار، غير انه أكد أن إسرائيل هي من خرقت الهدنة التي تم التوصل إليها في تشرين ثاني (نوفمبر) العام الماضي.

وأضافت، أن الفصائل الفلسطينية أكدت فجر اليوم للوفد الأمني المصري برئاسة اللواء برهان حماد، بأنها ستلتزم بالتهدئة في حال إلتزمت إسرائيل هي الأخرى بها، وأوقفت إعتداءاتها ومسلسل القتل والإعتقالات التي تشنها ضد النشطاء الفلسطينيين.

وقتلت إسرائيل تسعة فلسطينيين بالضفة الغربية وقطاع غزة، في هجمات منفصلة، كان أعنفها الهجوم الجوي الذي أغارته على شمال القطاع، واجتياحها البري لمدينة جنين في شمال الضفة الغربية.

وتأخذ المنظمات الفلسطينية، التهديدات الإسرائيلية على محمل الجد، حيث أعلنت حالة التأهب في صفوف مقاتليها لصد أي هجوم إسرائيلي محتمل على قطاع غزة، ونشرت رجالها بكثافة بالمناطق المعرضة للضربة الإسرائيلية.

ومن المتوقع أن تكون منطقة المطار شرق مدينة رفح، وشرق مدينة غزة، ومنطقة بيت حانون وبيت لاهيا شمال القطاع، المرشحة لمسرح عمليات الجيش الإسرائيلي، لاسيما أن الأخير يعتبرها منصات لإطلاق الصواريخ على المستعمرات اليهودية.

عناصر من المقاومة الفلسطينية في حالة تأهب واستعداد
ودعا الجنرال المصري، الفصائل الفلسطينية إلى وقف إطلاق الصواريخ على المستعمرات الإسرائيلية، وإفساح المجال وتهيئة الأجواء لإستعادة التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وتفويت الفرصة على إسرائيل كي لا تتخذ من ذلك ذريعة لشن عمليات عسكرية ضد أبناء الشعب الفلسطيني وقياداته.

وذكرت مصادر فلسطينية وشهود عيان، أن رجال المنظمات المسلحة بدوا مستعدين للهجوم الإسرائيلي، حيث quot;المتاريسquot; وحقول الألغام التي زرعت بمناطق متفرقة لتعطيل حركة الآليات الحربية وإعاقة تقدمها صوب المناطق الفلسطينية.
وأعادت الأجواء المشحونة لأذهان المواطنين بالمنطقة الشمالية أحداث الأشهر الأخيرة التي عايشتها مع الإجتياح الإسرائيلي، وخلفت عشرات القتلى ومئات المصابين إلى جانب الزلزال الهائل الذي أحدثته آليات الحرب الإسرائيلية بالبنية التحتية ومنازلهم.

ويرغب الفلسطينيون بالتهدئة ووقف إطلاق النار مع الإسرائيليين، غير أن عمليات القتل التي تواصلها قوات الإحتلال بالضفة الغربية وقطاع غزة ضد نشطاء الإنتفاضة، تجبر المنظمات الفلسطينية على الرد، حسبما قال الحاج الستيني أبو أسامة.

وأعرب أبو أسامة الذي ينظر بقلق للتهديدات الإسرائيلية، عن خشيته من تكرار أحداث نهاية العام الماضي، حيث قتل العشرات من الأطفال والنساء وهم نيام في قصف مدفعي إسرائيلي لمنازل المدنيين في بيت حانون وبيت لاهيا.

ولعل السائل يقرأ في عيون النساء والأطفال سكان المناطق المحاذية للحدود مع إسرائيل، مدى الرعب والهلع الذي أصابهم جراء التهديدات الإسرائيلية، حيث ازداد طلب المواطنين على المواد التموينية، خاصة على المعلبات والبقوليات وحليب الأطفال، بهدف تخزينها لأيام قد تبدو أكثر قتامه.

أم رامي في العقد الخامس من عمرها تقطن في منطقة الأبراج القريبة من مرمى القذائف الإسرائيلية، تعرب عن خوفها من التهديدات الإسرائيلية المتواصلة ضد قطاع غزة، مشيرة إلى أنها لا تملك مكانًا أخر قد تنتقل إليه وأبنائها في حال أقدمت إسرائيل على إجتياح منطقتها.

وكل ما تملكه أم رامي هو التضرع لله، بان يحميها وعائلتها من القذائف الإسرائيلية التي غالبًا ما تسقط في محيط سكناها، مشيرة إلى أنها خزنت بعض المواد الغذائية في منزلها تحسبًا لأي طارئ.

ولم تخف أم رامي، خوفها من إقدام قوات الإحتلال على إرتكاب مذابح ضد المدنيين، مذكرة بفصول مأساة عائلة quot;العثامنةquot; التي أبيدت بالقصف الإسرائيلي المدفعي لمنزلها خلال الإجتياح الأخير لشمال قطاع غزة