بيروت: رفض أمين عام حزب الله اللبناني السيد حسن نصرالله مساء الأحد، أن تقوم الإمم المتحدة بإقرار نظام المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتهمين باغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري quot;تحت الفصل السابعquot; من ميثاق الأمم المتحدة. وأيد نصرالله في حديث إلى قناة quot;العالمquot; التلفزيونية الإيرانية بثته في الوقت نفسه قناة المنار الناطقة باسم الحزب الشيعي، دعوة حليفه الزعيم المسيحي ميشال عون لانتخاب رئيس الجمهورية باقتراع شعبي مباشر.

واعتبر أن قرار الحرب الإسرائيلية على لبنان صيف عام 2006 كان قرارًا أميركيًا لترتيب منطقة الشرق الأوسط، تواطأت معه أطراف إقليمية ولبنانية لم يسمها. وقال نصرالله: quot;نرفض أن يتم إقرار المحكمة تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يسمح باستخدام القوةquot;. ودعت الأكثرية النيابية المناهضة لسوريا مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لإقرار المحكمة بعد فشل الجهود لإقرار إنشائها ضمن الآليات الدستورية في لبنان، بما اعتبر ضمنًا موافقة على اللجوء إلى الفصل السابع.

وجاء طلب الأكثرية بعد رفض رئيس مجلس النواب نبيه بري (معارض) دعوة المجلس إلى الاجتماع لإقرار النص. وطالب نصرالله بحل الأزمة عبر انتخابات نيابية مبكرة، معربًا عن تأييده للفكرة التي طرحها رئيس التيار الوطني الحر النائب ميشال عون المرشح إلى رئاسة الجمهورية، لانتخاب الرئيس عبر الإستفتاء الشعبي.

وقال إن اللجوء إلى الشعب للخروج من المأزق الحالي هو خيار طبيعي جدًا، وفكرة انتخاب الرئيس من قبل الشعب ولو لمرة واحدة أو لمرات عديدة هي فكرة ديمقراطية متحضرة ومدنية ومتطورة وجديرة بالإهتمام. وأضاف أن الطريق الوحيد لحل الازمة اللبنانية الحالية، هيإما بإجراء استفتاء شعبي أو بإجراء انتخابات نيابية مبكرة. وجدد نصرالله التأكيد على مطالبة المعارضة بحكومة وحدة وطنية، مشيرًا إلى أن سبب هذا الأصرار هوquot;تقييمنا لسلوك حكومة فؤاد السنيورة وأدئها قبل الحرب (الاسرائيلية) وأثناء الحرب وبعد الحربquot;.

من جهة أخرى، قال نصرالله إن تقرير (لجنة) فينوغراد لم يكشف خلفيات إتخاذ قرار الحرب، التي شنتها اسرائيل على حزب الله اثر اختطافه جنديين اسرائيليين من الاراضي الاسرائيلية في 12 تموز (يوليو). واكد أن نشر الأجزاء السرية سيكشف أن الإدارة الأميركية هي التي اتخذت القرار، وسيظهر تواطؤ عدد من الأطراف الداخلية اللبنانية والإقليمية في العدوان.

يذكر بأن حزب الله سبق له أن اتهم أطرافًا من الأكثرية النيابية في لبنان بالتواطؤ مع اسرائيل في هذه الحرب بهدف نزع سلاحه. واضاف: quot;لو كشف النقاب عن خلفيات القرار لتبين بأن قرار الحرب في تموز ليس اسرائيليًا بل القرار كان اميركيًا، والادارة الاميركية هي التي اتخذت قرار الحرب على المقاومة اللبنانية وحزب الله كجزء من مشروعها لترتيب منطقة الشرق الاوسط وفق مصالحها والمصالح الاسرائيلية.

وحمل تقرير لجنة فينوغراد الذي نشر في 30 نيسان (أبريل) خصوصًا رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ووزير دفاعه عمير بيرتيس مسؤولية quot;الفشل الذريعquot; في ادارة الحرب الاخيرة بين 12 تموز (يوليو) و14 آب (أغسطس) 2006، ما اثار ازمة سياسية في الدولة العبرية ودعوات إلى استقالة اولمرت وبيريتس.

واسفرت الحرب على لبنان عن مقتل أكثر من 1200 لبناني معظمهم من المدنيين فيما قتل 121 عسكريًا و41 مدنيًا في الجانب الاسرائيلي. ونفى نصرالله ان يكون النائب العربي الاسرائيلي المستقيل من الكنيست عزمي بشارة قد زود حزب الله معلومات خلال حرب الصيف الماضي.

وقال: quot;أنفي بشكل حازم وقاطع كل الإتهامات التي وجهتها إليه إسرائيل حول تزويده حزب الله خلال الحرب بالمعلوماتquot;. وأضاف أن لا علاقة له (عزمي بشارة) على الإطلاق، معتبرًاأن إسرائيل تحاكمه على آرائه السياسية. واعلنت الشرطة الاسرائيلية انه يشتبه في أن بشارة قدم نصائح الى حزب الله حول خطته العسكرية في الحرب ضد اسرائيل الصيف الفائت.