باريس: ساحة الكونكورد في آخر جادة الشانزيليزيه في باريس. الساعة 00،20 تماما. الالاف من انصار نيكولا ساركوزي يطلقون العنان لفرحهم ويصرخون بصوت واحد quot;ساركو رئيسا! ساركو رئيسا!quot; ما ان تظهر صورة مرشحهم على شاشة عملاقة تؤكد فوزه في الانتخابات الرئاسية. وتصرخ مارتين فيلار (52 عاما) وهي تلوح بعلم فرنسا الابيض والازرق والاحمر quot;لقد فزنا، يحيا نيكولا! يحيا ساركو!quot;.

ثم تقول quot;يجب اعادة فرنسا الى العمل. لا يريد الناس ان يعملوا فقط 35 ساعة في الاسبوع ولا يريدون فرنسا دولة الرعايةquot;. وتدير مارتين فيلار مؤسسة صغيرة في شاتودان (وسط) على بعد مئات الكيلومترات من باريس. الا انها اصرت على المجيء الى العاصمة مع زوجها وابنها للاحتفال، بعد ان احست بان النصر الذي توقعته كل استطلاعات الرأي، محتوم.

ويلوح الحشد بالاعلام وهو يحيط بالمنصة التي اقامها فريق ساركوزي. وتوالى على هذه المنصة فنانون بينهم فوديل وميراي ماتيو وجوني هاليداي الذي قال في وقت سابق لدى خروجه من مطعم فوكتس حيث كان ساركوزي يشرب نخب فوزه quot;انا سعيد جداquot;. واضاف هاليداي quot;اعرف ان ساركوزي سيفي بالوعود التي قطعها. فرنسا، او غالبية الفرنسيين، ارادت تغييرا. سنحصل عليه مع نيكولا ساركوزيquot;.

وانتشر حوالى 800 عنصر من الشرطة في محيط الكونكورد. وشهدت قاعة غافو القريبة حيث المقر العام لحزب الاتحاد من اجل حركة شعبية حشدا شعبيا كبيرا ايضا. وقد بدأ المتجمعون يصفقون من دون توقف فور الاعلان عن فوز ساركوزي على منافسته الاشتراكية سيغولين روايال ورفعوا اشارة النصر.

ومع وصول ساركوزي الى ساحة الكونكورد بعد القائه خطاب النصر في غافو، كان عدد الموجودين في المكان وصل الى ثلاثين الفا. وقال ساركوزي الذي رافقته زوجته وسط هتافات انصاره وتصفيقهم quot;ساكون رئيسا لجميع الفرنسيين من دون استثناءquot;، داعيا انصاره الى التسامح وقبول الآخرين.وانشد المتجمعون النشيد الوطني الفرنسي quot;لا مارسييزquot; مرات عدة.

وتقول سيفرين لوغران (53 عاما) التي تعمل في قطاع السياحة quot;انا احب نيكولا. وجئت لانني اشعر بالاشمئزاز من كل ما يقال عنه. انا واثقة بانه رجل نزيه وسينفذ ما وعد بهquot;. وتقول الحلاقة اوريلي جيرار القادمة من روان في النورماندي مع عائلتها quot;يجب وقف نظام دولة الرعاية. لا بد من اجراء تغييرات اقتصادية وتشجيع العملquot;.

ويقول الخبير في علم السلالة العائلية فرانسي اندريفو (62 عاما) quot;جئنا لنثبت ان اليمين ايضا يستطيع ان يخرج الى الشارع. سئمنا من اليسار الذي يريد ان يحكم عبر التظاهر في الشارع كل الوقتquot;. وتقول المهندسة باربرا نييف (24 عاما) انها تعيش quot;لحظة استثنائيةquot;، مضيفة quot;جئنا لنشارك في الاحتفال كما فعلنا لدى الفوز بكأس العالم في بطولة كرة القدم في 1998quot;.

وقالت الطالبة ماريون رومان (19 عاما) quot;ستتنفس فرنسا اخيراquot;، مضيفة quot;انها المرة الاولى التي اصوت فيها واجد ان مشاركة مثل هذه اللحظة التاريخية مع اشخاص يفكرون مثلي امر مؤثرquot;. وانتشرت مئات الصحون اللاقطة في ساحة الكونكورد، في دليل واضح على اهتمام الراي العام العالمي بالانتخابات الفرنسية التي قامت مئات المحطات التلفزيونية الفرنسية والاجنبية بنقل نتائجها والاحتفالات بعدها الى العالم.