واشنطن: ظل التباعد يطبع العلاقات بين الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته جاك شيراك ونظيره الأميركي جورج بوش، وقد شهدت مواجهة شديدة بشأن الحرب على العراق عام 2003.
وقال سايمون سرفاتي الخبير في مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية في واشنطن quot;سنذكر خصوصا في الولايات المتحدة كيف عارض (شيراك) الحرب. وبالرغم من انه لم يكن مخطئا في الحقيقة، إلا أن ذلك لن يؤثر كثيرا على صورته لدى قسم كبير من الرأي العام الأميركيquot;.
وقال جيمس هوليفيلد الأستاذ في الجامعة الميتودية في دالاس (تكساس، جنوب) أن quot;الجميع سيذكره على انه الرئيس الفرنسي الذي لم يشأ مساندة الولايات المتحدة في هذه الحربquot;.
ولفت سرفاتي إلى أن quot;تصميم (شيراك) على التصديquot; لمغامرة إدارة بوش في العراق عزز quot;بعض الميول المعادية لفرنساquot; في الولايات المتحدة.
وتابع أن صعوبات الوضع في العراق بعد الحرب اثبت صحة موقفه، إلا أن هذا لن يجعل منه quot;البطل الجديد لتوجه معاد للحرب يتشكل في الولايات المتحدةquot;.
ولم تكن العلاقات الشخصية التي أقامها شيراك مع بوش تتسم بالود وقال هوليفيلد أن quot;شيراك كان يميل قليلا إلى الاستخفاف ببوش. ثمة فارق الجيل، لكأنه والد يكلم ابنه. وكان الأمر صعبا للغاية بالنسبة لرئيس أميركيquot;.
ولم ينجح التقارب الحاصل بين فرنسا والولايات المتحدة منذ مطلع 2005 حيث عقد مجددا لقاء ودي ولو متشنج بعض الشيء بين الرئيسين، في تحسين صورة شيراك بين الأميركيين.
وأوضح سرفاتي أن هذا التحسن quot;لم يحدث حتى في ظل هذه الظروف المؤاتية لان فرنسا شهدت في تلك الفترة مشكلة الاستفتاء حول الدستور الأوروبي وأزمة الاضطرابات في الضواحيquot;.
ويستغرب هوليفيلد عداء الأميركيين لشيراك لافتا إلى أن أطباعه اقرب إلى النموذج الذي يجذب الأميركيين بعيدا عن الصورة الهزلية للفرنسي المثقف والمتعجرف الأقرب بنظره إلى شخصية رئيس الوزراء دومينيك دو فيلبان.
وقال quot;لديه تلك الميزة السياسية التي تعجب الأميركيين كثيرا، انه يتكلم مع الناس وهو ودود جدا ومحبب جدا. يتكلم الانكليزية بشكل جيد وبلكنة شبيهة بلكنة موريس شوفالييه التي تعجب الأميركيينquot;.
وبالرغم من ذلك، فان الأميركيين قد لا يذكرون من شيراك سوى وقوفه بوجه الولايات المتحدة، على ما قال هوليفيلد وسرفاتي.
وقال هوليفيلد quot;أنها بنظري صورة غير صحيحة. لا اعتبر أن سياسته كانت معادية للأميركيين بل اعتقد انه كان منفتحا جدا على ما تمثله أميركاquot;.
وشدد سرفاتي على أن شيراك quot;يحب أميركا والأميركيين. وطموحه في الأساس بعد انتخابه عام 1995 كان في الواقع إنهاء هذا الشجار العقيم بين باريس وواشنطنquot;.
وقام شيراك برحلة إلى الولايات المتحدة حين كان طالبا وهناك عمل نادلا في مطعم واغرم بفتاة أميركية.
ويبدو أن خلفه في قصر الاليزيه نيكولا ساركوزي يتباين معه إذ يجاهر بإعجابه بالولايات المتحدة، غير أن الخبيرين لا يعتبران أن ذلك يضمن حصول تبدل جذري في العلاقات بين البلدين.
وقال سرفاتي quot;الواقع إننا لا نعرف الكثير هنا عن ساركوزيquot;، فيما اعتبر هوليفيلد أن quot;التطلعات حول ما سيقوم به على صعيد العلاقات الفرنسية الأميركية قد يكون مبالغ بها. أن مصالح فرنسا تختلف عن المصالح الأميركية سواء كان الرئيس مؤيدا أو معاديا للولايات المتحدةquot;.