مجلس الأمة الكويتي ينافس لحود فى مفرداته

إستقالة وزير النفط الكويتي بعد صدام مع البرلمان

فهد العامر-عامر الحنتولي من الكويت: علمت quot;إيلافquot; قبل قليل من مصادر كويتية رفيعة المستوى، بأن الشيخ علي الجراح الصباح وزير النفط الكويتي، قد أبلغ مسؤولين كويتيين بأنه سيحضر جلسة مجلس الوزراء الكويتي لتقديم استقالته إلى رئيس الحكومة الشيخ ناصر المحمد الصباح، بعد أن يكونا قد التقيا بأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، صباح اليوم ذاته في أقوى توجه حتى الآن للسيطرة على الصدام الذي نشب بين كتل نيابية في مجلس الأمة الكويتي والوزير الجراح، على خلفية مقابلة صحافية مع جريدة quot;القبسquot; الكويتية، قال فيها إن الشيخ خليفة العذبي الصباح وزير النفط السابق وأحد المتهمين بما اصطلح كويتيًا على تسميته quot;اختلاس أموال الناقلات الكويتيةquot;، هو أستاذه وموضع مشاوراته في شؤون وزارة النفط الكويتية. الأمر الذي أثار غضبًا نيابيًا عارمًا بلغ حد اعتبار الوزير الجراح بأنه بات عنصر تأزيم بين الحكومة والبرلمان، فيما تخطط كتل نيابية أخرى إلى استجوابه قبل أن تأتي استقالته المتوقعة الأحد، لتضع حدًا لصدامات أخرى تحت عناوين مختلفة بين الحكومة والبرلمان ظلت هاجس الشارع الكويتي الأيام الماضية.

ووفقًا لمعلومات استقتها quot;إيلافquot; من جهات كويتية رفيعة، فإن رئيس الحكومة الكويتية الشيخ ناصر المحمد الصباح الذي توجه أمس إلى العاصمة الأردنية عمان للمشاركة في أعمال منتدى دافوس الإقتصادي العالمي الذي يعقد على ضفاف الشاطئ الشرقي للبحر الميت، سيستقبل صباح السبت ممثلين عن كتل مؤثرة في مجلس الأمة الكويتي للإستماع إلى مواقفهم بشأن وزير النفط الجراح ونيتهم استجوابه، إذا أصر الشيخ المحمد أن يبقى الجراح عضوًا في فريقه الوزاري، حيث لا يحبذ الشيخ المحمد بأن تبدأ حكومته صراعًا وتأزيمًا مبكرًا مع مجلس الأمة الكويتي الذي سيدخل أواخر الشهر المقبل إجازته السنوية التي تمتد الى منتصف شهر تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، حيث من المقرر أن يقبل الشيخ المحمد استقالة الجراح من الحكومة، علمًا أن الشيخ الجراح الموجود الآن في العاصمة المصرية لتمثيل الكويت في مؤتمر نفطي هناك، كان قد دفع بتوضيح لجريدة القبس بشأن مقابلته، أوضح خلاله بأنه وصف الشيخ العذبي بـquot;الأستاذquot; وليس بأستاذه، إلا ان التوضيح الذي نشرته القبس على صدر صفحتها الأولى اعتبره نواب بأنه رد رديء ولا يعفيه من تقديم الإعتذار علنًا أمام مجلس الأمة الكويتي.

شتائم واتهامات خلال جلسة مجلس الأمة الأخيرة

وكانت جلسة مجلس الأمة الكويتي الثلاثاء الماضي، قد دخلت التاريخ من أوسع أبوابه إثر جانب مثير منها، تخللته شتائم بذيئة واتهامات خلال مناقشة قضايا الفساد والهدر مالي، الأمر الذي اعتبره رئيس مجلس الأمة الكويتي جاسم الخرافي بأنه يخشى على الديمقراطية في الكويت ويتألم بشأنها ولما آلت عليه، خاصة وانه رفع الجلسة بعد ان أصبح من المتعذر السيطرة على الكثير من النواب الكويتيين.

و يشهد الشارع الكويتي كذلك ردة فعل غير مسبوقة، قوامها الامتعاض، والتذمر بلغ حد الكفر بالديمقراطية بسبب quot;الحوار الذي دار في جلسة مجلس الأمة الأخيرة، والتي ذكرت فيها مفردات quot;قنادر واكل خرا وتخسي وتوعد بالانتقام اليدوي خارج قبة البرلمان وتنابز بالالقابquot;. وهو ما يذكر بالجدل الكلامي الذي دار بين رئيس الجمهورية اللبناني اميل لحود والوزير مروان حمادة في احدى جلسات مجلس الوزراء حيث طالبه الأخير بالاستقالة فرد عليه لحود quot; قعود وبلا أكل هواquot;، وهذا الجدل لم يكن الاخير حيث سجل الكثير من الجدل وصل حد السباب داخل أروقة مجلس الوزراء اللبناني.

وبالعودة الى الكويت، لم تجد نفعًا محاولات بعض النواب في إصدار بيانات توضيح في اليوم التالي لانعقاد الجلسة لإنقاذ ما يمكن انقاذه أو الهروب عن مواقفهم التي ظهرت في الجلسة. واصبحت محل استهزاء وتذمر لدى الشعب الكويتي، لا سيما موقف عضو الحركة الدستورية الإسلامية الدكتور ناصر الصانع (تمثل الاخوان المسلمين) الذي فاجأ حضور الجلسة بهجوم شخصي على رئيس البرلمان العربي الانتقالي النائب محمد الصقر، وهو الأمر الذي أثار موجة من التساؤلات لدى الكويتيين، أدت إلى تفسيرات وتحليلات لإبعاد موقف الصانع في تلك الجلسة، وهو ما ألمح إليه الصقر في الجلسة ذاتها من أن الصانع ضليع في تجاوزات مالية يمثلها مشروع quot;الحكومة الإلكترونيةquot; الذي يتناوله الكويتيون منذ سنوات على نطاق واسع.

أما أساس المشكلة التي خلقت انبطاعًا سلبيًا تجاه المجلس، بدأت بانتقادات لاذعة وجهها النائب وليد العصيمي للنائب المخضرم احمد السعدون من انهquot; يشكل غطاءً سياسيًا لابنه عبدالعزيز الذي حصل على مناقصة في مشروع quot;الفحم المكلسنquot; وبلغت موازنته نحو 250 مليون دينار( نحو 750 مليون دولار)، بعد أن كانت ميزانية الشركة 50 الف دينار، وبعد أن وجه العصيمي من قبل النواب بتساؤلات عن صدقية المعلومات الذي ذكرها امام السلطتين التشريعية والتنفيذية وفي جلسة رسمية رد بالمفردات التالية:quot; تخسى واسكتquot; وحينما احتج نواب على تلك المفردات اردفها العصيمي قائلا: quot;كل خ.... ياقندرهquot; وهو الأمر الذي لم يصدقه كل من تابع الجلسة!

ويردد الكويتيون حاليًا تساؤلات حول quot;المستوى الذي وصل اليه العمل الديمقراطيquot;، لاسيما أن تلك التساؤلات طرحت بعد ان وجهت قبل اشهر عدة انتقادات لاذعة من سياسيين خليجيين للتجربة الديمقراطية الكويتية، كانت أبرز تلك الانتقادات من قبل الامير طلال بن عبدالعزيزالذي رأى أن التجربة الكويتية قد انحرفت عن مسارها ولا بد من تصحيحها. وهو الأمر الذي أثار- حينها- موجة من الرفض الكويتي ضد تصريحات الامير طلال بحجة انه لا يجوز انتقاد الديمقراطية.

إلا أن الحوار الذي شهدته جلسة مجلس الأمة أخيرًا جددت تلك الانتقادات، لا سيما وأن أمير الكويت قال للنواب حينما اقام لهم حفل غداء على شرف اعضاء مجلس الامة أنه quot;يخشى على ديمقراطيتنا لا سيما أن انتقادات من دول الجوار توجه إلى التجربة الكويتيةquot;.