سكينة اصنيب من نواكشوط

قام سيدي ولد الشيخ عبد الله بخطوة غير مسبوقة بين الرؤساء والمسؤولين الموريتانيين حيث أعلن خلال اجتماع مجلس الوزراء الأخير أنه قرر التنازل عن نسبة %25 من راتبه وطلب من أعضاء الحكومة اتخاذ مبادرة مماثلة نتيجة انخفاض مستوى الدخل للعائدات النفطية والفوارق الكبيرة بين مستويات مرتباتهم مع مرتبات باقي موظفي الدولة.

وقد وافق أعضاء الحكومة على التنازل عن نسبة %25 من رواتبهم، وكان الرئيس الموريتاني الأسبق معاوية ولد سيدي أحمد الطايع قد ضاعف رواتب الوزراء 7 مرات لمنعهم من السرقة واختلاس المال العام سنة 2005، ومن المنتظر أن يقوم عدد من المسؤولين بخطوة مماثلة بالتنازل عن %25 من رواتبهم، بينما ينتظر الموريتانيون من رجال الأعمال والتجار وكبار المستثمرين الموريتانيين العاملين في افريقيا المساهمة بأموالهم في دعم الحكومة واغاثة فقراء موريتانيا وذوي الدخل المحدود من الأزمة الغذائية التي تهدد بمجاعة وشيكة.

وتطمح الحكومة الموريتانية المشكلة حديثا الى ترشيد النفقات لسد العجز الحاصل في الميزانية والمقدر بأكثر من 30 مليار من الأوقية موزعة إلى 17 مليار ناتجة من نقص ارادات النفط وحوالى 14 عن النفقات الزائدة.

كما تواجه الحكومة منذ تسلمها مهامها خلفا لحكومة المجلس العسكري وضعية اقتصادية واجتماعية صعبة اثر ظهور عدة أزمات كانقطاع الكهرباء والماء، وتهريب المخدرات، وعجز الميزانية، ونقص المواد الغذائية.

وخلال اجتماعه الأخير أجاز مجلس الوزراء الموريتاني اتفاقية القرض الموقعة بتاريخ 21 آذار (مارس) في تونس بين الحكومة الموريتانية والصندوق الإفريقي للتنمية والمتعلقة بتمويل مشروع دعم قدرات فاعلي التمويل الخفيف.

وتنص هذه الاتفاقية على قرض يبلغ 2,39 مليار أوقية موريتانية سيقدمه الصندوق الإفريقي للتنمية لموريتانيا وفق شروط مسيرة لتمويل مشروع دعم قدرات فاعلي التمويل الخفيف الذي سيتم تنفيذه خلال الفترة من 2007 إلى 2012.

وسيسهم هذا القرض في خلق أنشطة مدرة للدخل كما سيستفيد منه المقاولون الصغار مع التركيز على الشباب والنساء خصوصا في الولايات الأكثر تضررا من وطأة الفقر. ويهدف هذا التمويل إلى التغلب على النواقص التي يعانيها القطاع مع دعم المكتسبات التي حققها مشروع التخفيف من وطأة الفقر.

الى ذلك أعلنت مصادر متطابقة في العاصمة الموريتانية نواكشوط أن الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله سيتوجه إلى مالي في أول زيارة له منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد في نيسان (أبريل) الماضي لحضور تنصيب الرئيس المالي المنتخب أمادو توماني توري مع عدد من زعماء العالم.