إيلاف أول من أعلن عن المبادرة القطرية
قادة الحوثيين يغادرون إلى قطر وإغلاق ملف التمرد في صعده نهائياً

محمد الخامري من صنعاء : علمت إيلاف من مصادر حسنة الاطلاع أن زعماء التمرد الذي بدأ أواخر كانون الثاني quot;ينايرquot; الماضي ضد الحكومة والجيش اليمني بمحافظة صعده quot;شمال اليمنquot; غادروا أو على وشك مغادرة الأراضي اليمنية إلى العاصمة القطرية الدوحة وفق اتفاق مسبق بين اليمن وقطر التي عرضت استضافتهم مطلع الشهر الجاري وإغلاق الملف الدامي بمحافظة صعده نهائياً والى غير رجعة بعد تجدده لأربع مرات منذ 18 حزيران quot;يونيوquot; العام 2004م. وأضافت المصادر أن قوات عسكرية من لواء العمالقة أنيط بها تأمين خروج قادة التمرد وذكر منهم عبد الملك الحوثي وعبد الكريم الحوثي وعبد الله عيضة الرزامي وعائلاتهم بعد رفضهم الخروج عبر العاصمة صنعاء ، مشيراً إلى أن quot;مشاورات جرت مع الجانب السعودي لتسهيل خروجهم عبر مطار ظهران الجنوب بالمملكة العربية السعودية التي قيل أنها باركت الاتفاق وساهمت في تنفيذه وتسهيل خروجهم عبر أراضيها ومنه عبر طائرة قطرية خاصة لنقلهم إلى الدوحةquot;.

وكانت مصادر إعلامية نقلت عن مصدر سياسي رسمي رفيع توصل الحكومة اليمنية وزعماء التمرد في صعده إلى اتفاق يباشر بتنفيذ بنوده التسعة الطرفان اعتباراً من اليوم الجمعة، يقضي بوقف جميع الأعمال المسلحة، وترحيل زعماء التمرد إلى دولة قطر.

وأكدت المصادر أن اجتماعاً عقده الرئيس علي عبد الله صالح مساء أمس الخميس بحضور كبار المسئولين في الدولة بينهم رئيس الحكومة، ونائب رئيس الوزراء وزير الداخلية، ووزير الدفاع، ورؤساء الأجهزة الأمنية، والأمين العام للمؤتمر الشعبي العام، وآخرين أقر في ساعة متأخرة من الليل محضر الاتفاق على إغلاق ملف صعدة نهائياً. وتضمن الاتفاق الذي نشرت نبا نيوز مقاطع منه quot;وصول عبد الملك الحوثي، ويحيى الحوثي، وعبد الكريم الحوثي، وعبد الله عيضة الرزامي إلى قطر، دون ممارسة أي نشاط سياسي أو إعلامي معادي لليمن، وعدم مغادرتهم دولة قطر إلا بموافقة الحكومة اليمنيةquot;.

كما تضمن الاتفاق المؤلف من تسع نقاط فقط وقف العمليات العسكرية، وإنهاء حالة التمرد وإطلاق سراح المعتقلين مع الالتزام ببنود قرار العفو، وأن تعود الحياة إلى طبيعتها قبل اشتعال الفتنة وبسط نظام الدولة العام بكافة أجهزتها وتسليم الأسلحة المتوسطة مع ذخائرها، واحترام حرية التعبير وحق إنشاء حزب سياسي.

وشمل أيضاً: quot;وقف كافة الحملات الإعلامية والأعمال التحريضية، وعلى أن تقوم الحكومة اليمنية بإعادة إعمار المدن والمناطق التي طالها الدمار والتخريبquot;.

وتم خلال الاجتماع الإعلان عن تشكيل لجنة برئاسة محسن العلفي ndash; نائب رئيس مجلس الشورى- ومؤلفة من تسعة أشخاص من رؤساء الكتل البرلمانية والهيئات الشوروية في مجلسي النواب والشورى لتقوم بالإشراف على تنفيذ الاتفاق المبرم.

وكانت إيلاف أول من أعلن عن المبادرة القطرية لاستضافة قادة التمرد بمحافظة صعده مطلع الشهر الجاري، مشيرة إلى أن مشاورات بين السلطات الرسمية في كل من صنعاء والدوحة لتحديد أسماء معينة والتي يُعتقد أنها السبب في تجدد المواجهات بصفة مستمرة منذ العام 2004م بسبب آرائها الفكرية المتشددة.

وقالت مصادر مطلعة لإيلاف آنذاك أن الرئيس علي عبدالله صالح الذي استقبل في الـ6 من الشهر الجاري رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وافق على تشكيل لجنة خاصة من شخصيات يمنية معروفة للقيام بنقل وجهة النظر القطرية إلى الحوثيين ومعرفة ماذا كانوا سيوافقون عليها أم لا ، مشيرة إلى أن مشاورات أجراها السفير القطري في ألمانيا مع يحي الحوثي وضعت النقاط على الحروف فيما يخص الأشخاص وعائلاتهم إلا أن الجانب القطري طلب تشكيل لجنة يمنية تحمل عرضهم إلى أتباع الحوثي في صعده ومن ثم يتم الاتفاق على الإجراءات اللاحقة وتحديد مدة زمنية لإيقاف الحرب ونقلهم مع عائلاتهم إلى الدوحة للإقامة الدائمة كضيوف على الأمير القطري حمد بن خليفة آل ثاني.

وكان المستشار السياسي للرئيس علي عبدالله صالح الدكتور عبد الكريم الإرياني حمل مطلع الشهر الجاري رسالة من الرئيس صالح إلى الأمير القطري تتعلق بالمبادرة ذاتها ، إضافة إلى تحسين العلاقات اليمنية الإيرانية التي ساءت مؤخراً بسبب التصريحات الرسمية لرئيس الوزراء الدكتور علي محمد مُجوّر ونائبه وزير الداخلية الدكتور رشاد العليمي الذين اثبتا تورط جهات إيرانية في دعم الحوثيين من خلال العديد من الشواهد التي أورداها في تصريحاتهم الصحافية خلال الفترة القليلة الماضية كالتحركات والزيارات المتكررة التي قام بها السفير الإيراني السابق إلى محافظة صعده ومحاولة السفير الحالي الذهاب إلى محافظة حجة والقبض على متهمين إيرانيين يتاجرون بالمخدرات عبر اليمن إلى السعودية.

تقديم خلية ثالثة تابعة للحوثي بينهم امرأة إلى محكمة الإرهاب بصنعاء

على صعيد متصل، قالت مصادر قضائية مطلعة أن النيابة الجزائية المتخصصة بقضايا امن الدولية ستباشر غدا السبت التحقيقات مع خلية صنعاء الثالثة المكونة من 15 متهما بينهم امرأة بعد اعترافهم في محاضر جمع الاستدلالات أنهم كانوا يخططون لضرب وتفجير منشآت اقتصادية وعسكرية وأمنية حيوية واستهداف وسائل النقل العسكرية والمدنية والشخصيات الهامة من كبار مسؤولي الدولة ووضع السموم في خزانات المياه في أمانة العاصمة ومطابخ الدوائر والوحدات والألوية العسكرية المتواجدة في أمانة العاصمة وتمويل العمليات العسكرية الجارية في صعده وتحضير المواد الكيماوية المتفجرة من الأحماض.

وأضافت المصادر أن الخلية التي يتزعمها جعفر المرهبي فيها طبيبٌ قام بعدة زيارات ميدانية إلى محافظة صعده لمعالجة الجرحى من أتباع الحوثي ، إضافة إلى أنها تضم ثاني امرأة يمنية يتم تقديمها إلى المحاكمة بتهمة الإرهاب بعد انتصار السياني التي لا تزال تحاكم مع خلية صنعاء الأولى وتدعى سعده صالح خميس صغير ، مشيرة إلى أنها quot;قامت بالتستر على مطلوبين للأمن من أفراد الخلية وقامت بفتح باب المنزل لتأمين الضابطين يحيى راوع وعبد الغني المعمري أثناء تكليفهما بالقبض على أحد أعضاء الخلية قبل قيامه بقتلهماquot;.

وكان نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الدكتور رشاد العليمي قال في تقرير إيضاحي ردا على استفسارات أعضاء مجلس النواب الأسبوع الماضي أن quot;تلك الخلايا الإرهابية التابعة لعناصر التخريب في بعض مناطق صعده قامت بارتكاب عدد من الجرائم في أمانة العاصمة ، وان أفراد تلك العصابة الإرهابية قاموا بإطلاق النار على قوات الأمن أثناء مداهمة أوكارهم مما أدى إلى استشهاد ضابطين، قبل ان تتمكن قوات الأمن من ضبطهمquot;.

وجاء في التقرير أن quot;تلك العصابة كانت تخطط أيضا للقيام بتنفيذ أعمال إجرامية في أمانة العاصمة بما في ذلك استهداف المنشآت الحيوية وكبار الشخصيات في الدولة وتسميم خزانات مياه الشربquot;.

وقدم نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية وعدد من المختصين بالوزارة شرحا عن مخططات تلك العصابة وأهدافها الإجرامية إلى جانب عرض للمضبوطات التي كانت بحوزتها بما في ذلك أنواع متعددة من الأسلحة والمتفجرات والمعدات والتجهيزات .

كما تم عرض فيلم لعشرة أشخاص بينهم امرأة quot;سعدة صغيرquot; قالت وزارة الداخلية بأنهم من خلية صنعاء الإرهابية، كانت تخطط لتفجير منشآت حكومية وتقدم دعماً لوجستياً للمتمردين في صعدة . وقال العليمي بحسب مصادر برلمانية إن وزارته قامت بضبط هذه الخلية وبحوزتها مواد متفجرة لأول مرة تدخل اليمن.