الشرطة البريطانية تعتقل بلال
زيد بنيامين من دبي: نشرت صحيفة الصاندي تايمز البريطانية يوم الاحد الماضي مقالا لشيراز ماهر احد المتطرفين (السابقين) حسب وصف الصحيفة يصف فيها علاقته بالعراقي (بلال عبد الله) احد الذين تم القاء القبض عليهم لاتهامهم بتفجيرات (لندن وغلاسكو) الفاشلة والتي تعرف بـ quot;غزوة الاطباءquot;.

ويسلط المقال الضوء على الظروف التي قادت الاثنين للقاء ووصف لحياة عبدالله بالاضافة الى الكشف عن كواليس الحركات الاسلامية في هذا البلد .و يقول شيراز ماهر انه quot;حينما شاهدت اسم (بلال عبد الله) في الاخبار باعتباره واحداً من اولئك الذين تم القاء القبض عليهم للاشتباه في دورهم في الهجمات عبر السيارات المففخة في غلاسكو ولندن، نجحت في تمييز هذا الاسم في ذاكرتي سريعاً على الرغم من ان الامر تطلب مني وقتا لكي اكون متأكدا تماما انه هو نفسه الذي سبق لي لقاءه في يوم ماquot;.

انه بلال نفسه الذي عرفته في كامبريدج حينما كنت طالبا هناك في الوقت الذي كنت قد قررت فيه ان اكون مسلما (راديكالياً).

حينما شاهدت هجمات الحادي عشر من سبتمبر كنت قد بدأت توا اصلي بشكل اكثر انتظاماً واذهب الى المسجد ايضا بصورة لم اكن قد عهدتها من قبل، في فترة اعدت فيها اكتشاف ما كنت اؤمن به بالاسم فقط سابقاً. لقد كنت مترددا فيما انا عليه ولم اكن اعرف ما علاقة الاسلام بكل ما يجري، جزء مني كان يعتقد حقا ان ما حدث في الحادي عشر من سبتمبر يعتبر (عدلاً).

لم يكن احد في وقتها يوجهني في أي مسار، كنت قد تعرفت لتوي على حزب التحرير (حزب يدعي انه يتبع التعليمات الاسلامية بحذافيرها) لذلك تحدثت الى احد الشبان في مسجد ليدز الكبير وكان مسؤولا عن المنطقة واخذني الى بيته حيث شربنا الشاي معاً.

قال لي وقتها ان اميركا ستستخدم هذه الاحداث ضدنا نحن المسلمين وعالمنا الاسلامي من اجل اذلالنا اكثر ولمهاجمة الاسلام، وقد نجح في ضمي الى منظمته في غضون ايام قلائل وقد تقدمت في منصبي على المستوى الاداري، وسرعان ما وجدت نفسي في لجنة خاصة بالشمال الانجليزي وكان دورنا انذاك ان نتعاون مع قادة الخلايا وان نضم اكبر عدد من الشباب الى الحزب والخلايا هذه في نفس الوقت.

انتقلت الى كامبرديج في سبتمبر 2004 من اجل ان ابدأ دراستي في الدكتوراه وقد عشت في منزل مؤجر في (ميلتون روود) وكان عمر مشواري في كامبرديج مجرد ساعات حينما قابلت احد اعضاء الحزب في الجامعة وهو يصل الى منزلي للتباحث في مجموعة من الامور التنظيمية.

بدانا العمل مباشرة وفكرنا في كيفية نشر الحزب في المنطقة الجديدة التي وصلت اليها لتوي واطلعني على موقف الدعوة في هذه المدينة والاستراتيجية التي يجب ان اتبعها وقد مررنا في خلال قائمة من الطلاب الذين يحتمل انضمامهم الى الخلية (اعضاء محتملون) وكان من بين الاسماء ... بلال عبد الله!.

استقبلني بلال بحرارة ... كان يعرف كثيرا عن الاسلام على الرغم انه كان يحاول ان يكون (غربيا) بتطرف في ملابسه، كان متدينا جدا وكان تفسيره للقران جيدا وحينما كان يحضر بيننا كان هو من يؤم الصلوات.

نشأ بلال في بغداد حيث استقرت عائلته والتي شاركت ابنها المذهب الوهابي (المذهب الاكثر تطرفا في العالم الاسلامي) ولكنه لم ير نفسه يوما على انه (راديكالي) بل انه يتبع الاسلام على الطريقة الصحيحة.

كان بلال يكره الشيعة لان احد اقرب اصدقاءه قتل على يد الميليشيات الشيعية، كان يقول ان الشيعة بحاجة الى الذبح وكان يدعوهم بالكفار وغير المؤمنين كما كان يعتقد انهم اهانوا النبي محمد.

حينما قابلته لاول مرة اتذكر انه كان يستعد للبدء في دروسه الطبية الخاصة بالتاهيل ليكون ملائما للعمل في بريطانيا كطبيب، في الوقت نفسه كان يعمل في احدى المكتبات في بيع القرطاسية.

اتذكر احدى الحوادث جيدا، كان بلال يعيش فوق احد المطاعم البنغالية وكان الشاب الاخر في شقته قد اعتاد عزف الغيتار ، كنت هناك في يوم من الايام وسمعت هذا الشاب يعزف ويدندن بينه وبين نفسه. وسالت بلال quot;ما هذا؟quot;

بلال كان يطلق على شريكه في السكن هذا اسم (الضائع)، واكد انه (أي بلال) قبل ايام فقط استدعى الشاب الى غرفته وجلس معه وقال له انه يريد الصلاة مضيفا quot;اذا عزفت مرة اخرى ساحطم الغيتار!quot;.

بعد ذلك شغل بلال لضيفه فيلم لاحد الرهائن في عملية ذبح مسجلة في العراق وقال له quot; اذا كنت تعتقد انني الهو معك فانت مخطئ، هذا ما نفعله نحن ، هذا ما يفعله شعبي ، نحن نذبح الناسquot;، كان بلال يضحك وهو يخبرني هذه القصة، وكنت اضحك معه رغم انني فكرت للحظة ان كلمة (ذبح) غير مناسبة ابداً لتقال بهذه الصورة.

بلال بقي بعيدا عن الناس الذين اعتبرهم (مسلمين غير حقيقيين) كما رفض الحضور الى مقهى تركي بالقرب منه لان الشباب الاتراك الذين يديرون المقهى لم يكونوا يذهبون الى المسجد، وكان يقول دائما quot; يجب ان تحن قلوبنا على المؤمنين اما على غير المؤمنين فان قلوبنا يجب ان تكون من حجرquot; ، كان متواضعا ودبلوماسيا وكانت ضحكته مميزة وكان يقضي وقته يقرأ القرأن ويبحث في اللغة العربية او يطالع المواقع الجهادية الالكترونية.

اتذكر في رمضان نفس العالم 2004 وفي السابع والعشرين من الشهر والتي تسمى (ليلة القدر) قررنا الذهاب الى لندن في مسجد الريجينت بارك وكانت تلك الليلة التي بدأ فيها الاميركيون هجومهم على الفلوجة ، بلال امضى الليلة يصلي، كانت طاقته في الصلاة ومواصلتها كبيرة.

بعد ذلك بدأنا نجتمع في الاسبوع مرة واحدة، وخصوصا في المركز الثقافي او (اكاديمية شيراز) او (غيلبيرت هول) حيث كان هناك مكان مخصص للصلاة وثلاثة غرف للنوم ايضا.

احدى الغرف كانت مؤجرة من قبل شباب الحزب (حزب التحرير) وكانت تلك الغرفة هي النقطة الرئيسية التي نعقد فيها اجتماعاتنا ونناقش فيها مختلف الامور. بلال لم يكن لديه أي اصدقاء من غير المسلمين (كما كان حالي انا) وكانت الحلقة المقربة منه من المسلمين قد اختارهم بعناية وكانوا من القلائل.

كان حزب التحرير وايدولوجيته المتطرفة هما الطريق نحو معرفة بلال والذي اصبح فيما بعد احد (المفجرين المحتملين) ، وبدون حزب كحزب التحرير لما وجد بلال الدعم ولما استمر في الطريق الذي جاءت نهايتها محزنة.

لم اكمل دراستي للدكتوراه في كامبرديج لانني لم يكن لدي الدعم المادي اللازم وفي يوليو 2005 تركت الجامعة وتحولت الى برمنغهام قبل ايام فقط من 7/7/2005 وقد قطع الاتصال بيني وبين بلال وتركت حزب التحرير ولم اسمع عنه منذ ذلك الوقت حتى الاسبوع الماضي.

حزب التحرير تأسس في القدس في عام 1953 ولديه مليون عضو في 40 دولة مع اعضاء يصل عددهم الى 8000 مسلم في بريطانيا وهدفه توحيد البلاد الاسلامية تحت حكم اسلامي و احياء (الخلافة الاسلامية)، في بريطانيا لم يدعم الحزب علنيا أي اعمال للعنف كما تم منع الحزب في العديد من الدول الاسلامية والاوروبية بما في ذلك سوريا ومصر وهولندا والمانيا.