باريس: أثارت زيارة سيسيليا ساركوزي المفاجئةلليبيا، حيث إلتقت الزعيم الليبي معمر القذافي والممرضات البلغاريات المحكوم عليهن بالإعدام، التساؤلات بشأن الدور العام الجديد الذي تنوي quot;سيدة فرنسا الأولىquot; القيام به.

وغداة جولة لساركوزي في دول مغاربية، فجرت زوجته مفاجأة بتدخلها المثير وغير المتوقع في ملف دبلوماسي معقد تعمل عليه بجهد السفارات الغربية.
وقال كلود غيان السكرتير العام للإليزيه الذي عاد الليلة الماضية من طرابلس مع سيلسيليا ساركوزي quot;لدينا شعور معقول بالتفاؤلquot; في الوصول إلى مخرج ايجابي لقضية الممرضات والطبيب البلغاري المحكوم عليهم في ليبيا.

وكانت قرينة الرئيس الفرنسي التي لا يمنحها الدستور أي دور رسمي، قدزارت الخميس الممرضات الخمس في طرابلس والطبيب غداة تثبيت عقوبة الإعدام، قبل أن تزور اسر الاطفال المصابين بالايدز في بنغازي (الف كلم شرق طرابلس).

وتساءلت الصحف الفرنسية الجمعة عن مغزى هذا التحرك، وما اذا كان يكشف عن دور قادم لزوجة ساركوزي وذهبت صحيفة quot;لو باريزيانquot; الشعبية الى حد توقع ان تدلي سيسيليا ساركوزي بحديث تلفزيوني بمناسبة عيد 14 تموز/يوليو الوطني. فيما اعتبرت quot;الفيغاروquot; (يمين) أن أزمة الممرضات البلغاريات تعتبر بالنسبة إلى سيسيليا quot;فرصة لرسم حجم الدور الذي تنوي القيام به على الساحة السياسية الدوليةquot;.

وكانت سيسيليا ساركوزي، عارضة الازياء السابقة البالغة من العمر 49 عامًا، قد حرصت على الابتعاد عن الاضواء منذ انتخاب زوجها في ايار/مايو الماضي ولم تترك للصحف سوى الحديث عن اناقة ملابسها في قمة مجموعة الثماني الاخيرة في ألمانيا. كما كانت موضع جدل باستخدامها بطاقة اعتماد رئاسية لدفع فواتير دعوتين إلى الغداء قبل أن تضطر الى اعادتها.

وعلى الرغم ممّا يقال عن تأثيرها الكبير على نيكولا ساركوزي تعمدت سيسيليا التواري عن الانظار طوال حملته الرئاسية ما دعا الصحف الى التساؤل عن وضع الحياة الزوجية للاثنين بعد الصعوبات التي مرت بهما والتي كشفت عنها الصحف باستفاضة عام 2005.

وهذه المرأة الطويلة القامة الأم لثلاثة ابناء والحفيدة الصغرى للموسيقار الاسباني اسحق البينيث والمعروفة بنزعتها الاستقلالية قالت قبل الانتخابات انها لا ترى نفسها quot;سيدة اولىquot; مؤكدة quot;هذا يزعجني كثيرًاquot;.

وكان الرئيس الفرنسي، قدقال الشهر الماضي عن دور سيسيليا في الاليزيه quot;نتحدث معًا طويلاً في هذا الامر وهي تتريث وتفكرquot; مشيرا الى ان هذا الدور سيحدد لاحقًا. واضاف quot;تريد أن تأخذ وقتها وأن تحمي عائلتهاquot;.

ولسيسيليا مكتب في الاليزيه وفريق من المستشارين مخصص لخدمتها، شأن زوجات جميع الرؤساء. وتشير الاستطلاعات الى ان الفرنسيين يريدون ان يكون لسيسيليا دور إنساني وليس سياسيًا. إذ ينتظر ثلث الفرنسيين (62%) من سيسيليا أن تشارك في الاعمال الانسانية او الخيرية، وفقًا لاستطلاع لمؤسسة ايفوب نشرته مجلة quot;ايلquot; (هي)، فيما توقع 15% فقط ان quot;تقدم نصائح سياسية لزوجهاquot;.