بين غانم وحرب وعون وسليمان
لبنان يشهد طفرة أسماء لرئاسة الجمهورية

ريما زهار من بيروت: مع اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي في لبنان، تكثر على ابواب بعبدا طلبات الترشيح لرئاسة الجمهورية، فمن النائب بطرس حرب الذي سيعلن برنامج ترشيحه اواخر شهر آب (اغسطس) الى النائب روبير غانم الذي اعلن انه قدم برنامج ترشيحه في العام 2004، الى مرشح التيار الوطني الحر الجنرال ميشال عون، واسماء اخرى بدأت تبرز تباعًا منها اسم قائد الجيش العماد ميشال سليمان.
واذا كانت الزيارات لبعض أقطاب من يمثلون مفتاح رئاسة الجمهورية ومن بينهم رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ومنها زيارة النائبين حرب وغانم له، بدأت تشق طريقها، فان اسم قائد الجيش العماد ميشال سليمان بدأ يبرز بقوة على الساحة كمرشح لرئاسة الجمهورية رغم ان الكثيرين يرون في ترشيحه خرقًا للدستور اللبناني، والبعض الآخر رأى في تصريحاته الاخيرة حول فتح الاسلام وإن هذا التنظيم ليس تابعا للمخابرات السورية، وليس مدعوما من جهات حكومية لبنانية، إنه فرع لتنظيم القاعدة، لم يأت في اطاره الصحيح.
غير ان مصادر دبلوماسية رأت في اللقاء بين البطريرك الماروني مار نصرالله صفير والعماد سليمان السبت الماضي، بانها تأتي ضمن اطار الانتخابات الرئاسية، رغم نفي الاطراف المقربة من كليهما، وجرى الحديث عن ان البطريرك صفير اراد ان يجس نبض العماد سليمان اذا كان بامكانه تولي رئاسة الجمهورية.
وبالنسبة إلى المصادر الدبلوماسية فان تجرد العماد سليمان ووقوفه على خط مواز بين قوى 14 و8 آذار( مارس) يزيدان من رصيده في وصوله الى رأس السلطة، علمًا ان هذه القوى لم تبد اي ممانعة ضد شخصية العماد سليمان، علمًا ان هذا الاخير يحظى بدعم عربي وعالمي كبير، كونه استطاع ان يحافظ على وحدة الجيش اللبناني، رغم الاحداث الحرجة التي حصلت في شوارع بيروت، وما يحصل حتى الآن من مواجهات في مخيم نهر البارد.

السعودية

وتضيف هذه المصادر ان لقاءات السفير السعودي في لبنان عبد العزيز خوجة مع رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، كانت كلها تصب في خانة ارادة السلطات السعودية في تقريب وجهات النظر بين كل الفئات المتناحرة على الساحة اللبنانية.
وكان الهدف منها ايجاد مخرج وتسوية بين الاطراف تسمح بانتخاب رئيس للجمهورية يرضى عنه جميع الاطراف، والغرض ايضًا الوصول الى حل للحكومة المستقبلية في ما خص القرار 1701، والمحكمة الدولية التي ستحكم في قضية الشهيد رفيق الحريري، وتضيف هذه المصادر ان جهود الرئيس نبيه بري في هذا الصدد تبقى غير كافية، علمًا ان بري اعلن انه في حال عدم الوصول الى حكومة كما تراها المعارضة، فان الازمة قد تمتد الى 4 اشهر اضافية، وستتعدى موعد الاستحقاق الرئاسي، الذي يفصلنا عنه تقريبًا شهر واكثر.
واعلنت هذه المصادر بان الرئيس بري رفض قطعيًا بان يلتقي مع قيادات الرابع عشر من آذار(مارس) وفي مقدمهم رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري.

من جهة اخرى فان اسم النائب بطرس حرب يظهر ايضًا كمرشح احتمالي لرئاسة الجمهورية غير ان هذا الاسم قد يقابل بالرفض من قبل المعارضة، التي تطرح اسم الجنرال ميشال عون كمرشح وحيد لها، وفي المقابل فان الاكثرية لن ترضى على اسم الجنرال ميشال عون لانها تعتبر انه انشق من قوى 14 آذار وانضم الى الحلف الآخر اي 8 آذار، وبعدما كان يدعو إلى خروج سورية من لبنان فاذا به يتحالف مع من يؤيد سورية وبقوة، وذلك بحسب ما تراه قوى الاكثرية.
مما لا شك فيه ان نهاية ايلول( سبتمبر) ستشهد اسماء كثيرة تبرز على ساحة الاستحقاق الرئاسي، غير ان معظم اللبنانيين ينشدون رئيسًا توافقيًا، ترضى عنه كل الاطراف وتجنب البلاد معركة قاسية قد يكون لها مردودها السلبي على الحياة الاقتصادية والسياحية، التي عادت وازدهرت نوعًا ما رغم التشاؤم الذي اصاب اصحاب المرافق السياحية بداية فصل الصيف.