صدام حسين سأل من سيبقى في الصورة!
الحسينيون .. ماذا حل بهم؟
صدام حسين مع أفراد عائلته
زيد بنيامين: منهم من مات... ومنهم من لجأ الى الخارج... ومنهم من ينتظر مصيرًا مجهولاً، كما هي حال رغد صدام حسين التي صدرت مذكرة توقيف دولية بحقها من قبل الإنتربول... لتضيف صفحة أخرى إلى صفحات عائلة عاشت حياة ساحرة، إنتهت على يد الغزو الأميركي للعراق.
حينما تم إلتقاط هذه الصورة... صورة العائلة الحاكمة في العراق... الصورة الشهيرة التي جمعتهم معها... لم يكن يتوقع أحد من الواقفين منهم مصيره المحتوم... ولا تلك السيدة التي تحمل طفلاً في يدها والتي يبدو انها لم تكن تفكر انها ستكون مطلوبة عالميًا، ومطاردة خارج حدود بلدها ، لكن رغد وهي ابنة صدام حسين الكبرى وأرملة الرجل الذي امر والدها بقتله في عام 1996 ويتّم ابناءها اتهمت بأنها تمول الحركات الإرهابية في العراق من أجل (التحرير) من الاحتلال الاميركي والبريطاني للبلاد والذي بدأ قبل اربعة اعوام.
في المذكرة التي صدرت بحق رغد البالغة من العمر 38 عاًما تم اتهامها بدعم (الجرائم ضد الانسانية)، إضافة الى الارهاب وهو ما يعني انها لا تستطيع بعد الآن الخروج من الاردن، البلد الذي يؤمن لها الحماية ، ومن الممكن لو تم إلقاء القبض عليها ان تقضي بقية حياتها خلف السجن وقد يكون مصيرها كمصير والدها... الإعدام.
حكومة بغداد بحسب صحيفة الاندبيندينت كانت قد اتهمت رغد بالاتهامات نفسها هذه قبل فترة، ولكن ما جد في الموضوع هو اصدار مذكرة ضدها مما ينذر بان تكون رغد سببًا مستقبليًا لازمة بين العراق والاردن حيث يعتقد أن رغد تقوم بدور مهم في دعم البعث العراقي وهو العنصر الرئيس في اعمال العنف في العراق.
بعض المحللين السياسيين يحللون قيام حكومة المالكي بهذه الخطوة بانه امر ناجم عن مدى اليأس الذي وصلت له الحكومة حيث فشلت في ايقاف اعمال العنف في البلاد ومواجهتها لأقوى معارضة منذ قيامها، وكانت الحكومة الاردنية قد رفضت طلبين مشابهين من قبل حكومتي العراق السابقتين لتسليم رغد صدام حسين ولكن الاردن يجيب بانها متواجدة في الاردن لسبب انساني وتحت حماية الملك عبد الله الثاني ملك الاردن ولن يتم تسليمها الى أي (حكومة شيعية) في بغداد تطالب بها!.
والد الملك عبد الله الثاني .. وهو الراحل الملك حسين كان قد استضاف رغد في وقت سابق برفقة اختها رنا بعد ان وصلتا الى عمان برفقة زوجيهما، حسين كامل المجيد وصدام كامل المجيد حيث طلب الرجلين اللجوء السياسي في الاردن، على الرغم من صلة القرابة التي تربطهم بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين كما كان حسين كامل ذو مرتبة عليا على صعيد حزب البعث العربي الاشتراكي وانتاج الاسلحة العسكرية في العراق، واثناء لجوءه الى الاردن تحدث الى مسؤولين من الولايات المتحدة وبريطانيا والامم المتحدة حول اسلحة صدام حسين الكيمياوية وبرامجه التسليح المتقدمة قبل ان يقبل عرضًا من الرئيس العراقي صدام حسين ليعود الى العراق سالما .. وهو ما تم لعدة ايام فقط.
تقول الرواية انه حال وصول (صدام وحسين وزوجتيهما رغد ورنا) الى الحدود العراقية الاردنية، تم فصل حسين وصدام كامل عن زوجتيهما رغد ورنا من قبل اخيهما عدي صدام حسين حيث انتقل الزوجان الى بغداد وتم قتلهم فيما بعد، بعد مواجهات في منطقة السيدية ببغداد قادها علي حسن المجيد ابن عم الرئيس العراقي وقتل ابناء اخيه بالاضافة الى اخيه ايضا (لغسل العار) وقد قاطع الوالد ابنتيه رغد ورنا حيث لم تظهر أي منهما على العامة خلال هذه الفترة بعكس عدي وقصي حيث يقال ان رغد ورنا نقلتا للعيش في احد قصور الوالد في تكريت مسقط راسه.
وخلال الحرب انتقلت رغد الى بغداد ومن ثم الى عمان حيث استقرت، وقد قامت بعدة نشاطات من قبيل المقابلات الصحفية وزيارة المستشفيات حتى جاء خبر مقتل شقيقيها عدي وقصي وابن الاخير مصطفى في مدينة الموصل العراقية حيث ابلغ عنهم احد اقربائهم ونال من الاميركيين مكافأة قدرها 25 مليون دولار اميركي، ويقال ان كل من شاهد رغد اطلق عليها اسم (صدام الصغير) لتشابه تصرفاتها الفضة مع الشعب مع تصرفات ابيها.
وتقول الصحيفة البريطانية ان السلطات الاردنية تخاف من ردة الفعل الاميركية على رفض تسليم رغد صدام حسين اكثر من خوفها من ردة الفعل العراقية، وتؤكد انها تريد من رغد اتباع الشروط التي تم وضعها نظير السماح لها بالبقاء في الاردن من حيث عدم التعامل بالسياسة او اعطاء تصريحات علنية او التواصل مع الاعلام وهي شروط صعبة على رغد صدام حسين حيث اصبحت ابنة الرئيس العراقي السابق اكثر ثقة ورغبة في التحدث بعد الصعوبات التي باتت تواجهها القوات البريطانية والاميركية في العراق، وكذلك اعدام صدام حسين يوم عيد الاضحى الامر الذي تسبب في زيادة التأييد لتوجهاتها السياسية وتوجهات ابيها الراحل على المستوى العربي حيث نجح ذلك في تقوية موقعها.
وكانت رغد الشخصية الرئيسة في مراسم تشييع والدها الرمزية حيث شاركت في اربعينيته في اليمن تم اقامتها من قبل يحيـى محمد صالح قائد قوات الامن اليمنية وابن عم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح حليف الولايات المتحدة في حربها على الارهاب وقد قالت في كلمة مقتضبة quot;صدام حسين بطل وقائد عربي، انا فخورة به وفخورة بتضحيته العظيمة، ان استمرار المقاومة والجهاد في العراق في الالتزام بواجباتها سيعني شيئًا واحدًا فقط هو ان الشعب العراقي سينتصر في النهايةquot;.
تستقر رغد اليوم في منطقة عبدون حيث تعلق في شقتها العديد من صور والدها وافراد العائلة بالاضافة الى نسخ عديدة من مجلة (هالو) والروايات الرومانسية، وتواصل الاتصال باوساط المعارضة العراقية والاعلام بشكل منتظم، ويبدو انها تستمتع بالشهرة وخبرة المقابلات الصحفية.
رغد في مقابلة سابقة مع صحيفة الانديبيندينت رفضت التعليق على مقتل زوجها على يد ابيها واكتفت بالقول quot;كل العائلات لديها بعض الاختلافات والمشاكل ولكن في النهاية نحن عائلة واحدةquot; وطالبت ان يكون في وقتها التركيز الرئيس على الدفاع عن والدها في محكمته الشهيرة وقد حاولت اشراك محامين من بريطانيا في الدفاع عن والدها ومن بين الاسماء انتوني شريفينور الذي كان قد ظهر في احدى الصحف البريطانية وقال quot;ان محاكمة الرئيس صدام حسين ورفاقه غير واقعية او شرعية بسبب المخاوف التي تحيط بها من كل جهةquot;.
رغد قالت في هذا الصدد quot;انهم يعاملون والدي كانه ليس من البشر، لوالدي بنات ولبناته اطفال، عليهم ان يحترموا الجانب الانساني، يعتقدون ان والدي لا يهتم بحياة الناس، ولكن دون ان ادخل في التفاصيل ، على الامريكيين ان يكونوا انسانيين حينما يتعاملون مع عائلتهquot;.
رغد تتعاون الان مع مجموعة من العاملين في الميدان الفني في تقديم شهادتها لفيلم (قبيلة صدام) الذي سيعرض في وقت لاحق على القناة الرابعة البريطانية وقد علقت مونيكا غارنسي على الفيلم بالقول quot;كل الناس يريدون ان يسمعوا منها ان والدها كان فظيعا ولكنها لن تقول ذلك، طريقة وفاته كانت قد سببت ازمة عاطفية كبيرة، لديها ذلك الاحساس بضرورة اتباع والدها والياس في الوقت نفسهquot;.
تعيش رغد حياة الاغنياء في العاصمة الاردنية عمان حيث تتوافد بصورة شبه يومية على مكة مول للبحث عن جديد الملابس والاحذية والحقائب والاتصال بافضل المصممين وقد تابعتها كاميرا القناة الرابعة حينما قامت هي واختها رنا بصرف 9000 دولار امريكي في 20 دقيقة فقط في السوق الحرة التابعة لمطار الدوحة الدولي.
يقول رجل اعمال عراقي كان يتعامل مع نظام صدام حسين ومازال يتعامل مع النظام الحالي بعد ان دفع رشوة بهذا الصدد quot;ليس من الغريب في اسيا ان تتبع البنات طريقة ابائهم نفسها ولكن رغد لم تتمرن لتكون سياسية، ولنكن صريحين ليس لديها الكاريزما لذلكquot;.
ويضيف quot;يجب ان تكون حذرة لانه من الممكن ان يغير الاردنيون رأيهم في أي لحظة ويقررون ارسالها الى العراق، انها تتمتع بهذا المكان لان بقية افراد عائلتها اما قتلوا او انهم التزموا الصمتquot;.
ويبقى علي وهو ابن صدام حسين من سميرة الشابندر والذي يعيش مع والدته في لبنان بعد ان كان يمضي ايامه تحت اضواء شوارع منطقة عرصات الهندية ولا يبدو انه يريد الظهور في الحياة السياسية العراقية بينما تم اعدام برزان التكريتي شقيق صدام حسين وفي الطريق ابنه عمه علي حسن المجيد (علي كيمياوي) الذي ينتظر الاعدام لدوره في الهجوم الكيمياوي على الاكراد وعلى حلبجة وقد تلحق بهم رغد في صفقة مع الاردن .. الشقيق.