كوبا: تسري تكهنات قوية بين الكوبيين في الولايات المتحدة بوفاة الزعيم المخضرم فيدل كاسترو رغم إصداره السبت مقالة مطولة تغاضى فيها عنالتطرق إلى صحته في غمرة الشائعات المتناقلة عن موته.واختفى الزعيم الكوبي، 81 عاماً، عن الأنظار والساحة السياسية في هافانا منذ خضوعه لجراحة في الأمعاء في 31 يوليو/تموز العام الماضي، سلم على أثرها مقاليد الحكومة إلى شقيقه وزير الدفاع راؤول كاسترو.
ونشرت صحيفة quot;يوفينتو ربيدليquot; الأحد آخر مقالة من سلسلة مقالات الزعيم الكوبي التي تنشر منذ أواخر مارس/آذار تحت عامود انعكاسات قائد الجيشquot; موقعة بتاريخ أول من أمس السبت.ولم يظهر كاسترو منذ خضوعه للجراحة سوى في بعض الصور الفوتوغرافية، إلا أن عدم نشر حكومة هافانا أيا منها بمناسبة ذكرى عيد مولده الـ81 في 13 أغسطس/آب الجاري، أو إصدار كاسترو خطابا أو تسجيلا كما هي العادة، أجج تكهنات وفاته.
وتفرض هافانا تعتيمًا شديداً على صحة كاسترو، إلا أن وزير الخارجية فيليب بيريز روكيو صرح خلال زيارته للبرازيل الأسبوع الماضي قائلاً quot;فيدل بصحة جديدة ومنتظم في برنامج نقاهته.quot;وشدد على أن الزعيم على اتصال quot;دائمquot; مع كبار المسؤولين الحكوميين، نقلاً عن الأسوشييتد برس.
وبلغت التكهنات أوجها إثر اجتماع عقده المنشقون الكوبيون في ميامي الجمعة لمراجعة خطط ما بعد رحيل كاسترو.وعلق رئيس فنزويلا هوغو تشافيز، أقرب حلفاء الزعيم الكوبي، على تلك الشائعات قائلاً quot;لن أقوم بتوضيح الشائعات والمزيد من الشائعات يومياً.. فهم يقولون بوفاة فيدل بين حين وآخر.quot;
وكان راؤول كاسترو قد أشار في وقت سابق من الشهر الماضي إلى أن بلاده نجحت بتجنب الانهيار الذي توقعته واشنطن، بعد مرور عام على مرض زعيم الثورة، واحتجابه لفترات طويلة عن الظهور العلني، وأبدى راؤول استعداده لفتح حوار مع واشنطن بعد مغادرة إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش.
وأكد راؤول أن كوبا تلقت quot;صفعة قويةquot; مع مرض فيدل، غير أنه شدد على وجوب النظر نحو المستقبل.وأضاف: quot;لقد تمنى (أعداؤنا) حدوث فوضى وتوقعوا انهيار الاشتراكية الكوبية.. بل إن عددًا من كبار المسؤولين الأميركيين طالب بضرورة اقتناص الفرصة لتدمير الثورة.quot;
وتابع راؤول خطابه أمام الحشود بالحديث عن وضع شقيقه قائلاً: quot;لم تكن كوبا تتوقع أبداً أن تتلقى هذه الصفعة القوية.. لكن، ورغم الحزن الشديد، فإننا لم نقصر في أداء أي مهمة.. هناك نظام في البلاد، وأمامنا الكثير من العمل.quot;
ووصف القيادي الكوبي الإدارة الأميركية الحالية بأنها quot;ضالة وخطرة،quot; غير أنه عاد وأبدى ليونة دبلوماسية بالإشارة إلى أن هافانا سترحب بأي بادرة تفاوض مع الولايات المتحدة quot;إذا قررت واشنطن التخلي عن عجرفتها.quot;
ولفت في خطاب راؤول إشارته إلى المصاعب الاقتصادية التي تواجه بلاده، وأقرّ بأن الحد الأدنى للأجور، والذي لا يتجاوز ما يوازي 16 دولارا شهرياً، بات لا يتناسب مع الحاجات المعيشية للشعب، في حين تجنب القيادي الحديث عن موعد عودة شقيقه إلى السلطة.