أسامة مهدي من لندن : اصدرت الشرطة الدولية quot;الانتربولquot; اليوم مذكرة اعتقال بحق رئيس اركان الجيش العراقي الاسبق نزار الخزرجي لاتهامه بالمشاركة في عمليات ابادة الاكراد المسماة quot;الانفالquot; واضافة اسمه الى متهمين جدد بهذه القضية.

ونشرت الشرطة الدولية مذكرة الاعتقال على موقعها في شبكة الانترنيت مشيرة الى ان الطلب جاء بناء على اصدار محكمة دنماركية أمر قبض بحق الخزرجي بتهمة الابادة الجماعية والجرائم ضد الانسانية فيما يبدو انها دعاوى مرفوعة من مواطنين عراقيين ضده في الدنمارك التي كان يقيم فيها ثم انتقل العام الماضي منها الى احدى الدول الخليجية .

ودعت الشرطة الى التبليغ عن الخزرجي في حال معرفة أي معلومات عن مكانه الى اقرب مركز شرطة في البلد الذي يوجد فيه من اجل مثوله امام محكمة ستجري لمتهمين اخرين بقضايا الانفال في وقت لاحق.

وكانت المحكمة الجنائية العراقية العليا قد اصدرت في حزيران (يونيو) الماضى احكاما ضد المجموعة الاولى من متهمي الانفال حيث قضت باعدام كل من على حسن المجيد ابن عم رئيس النظام السابق وسلطان هاشم أحمد وزير الدفاع السابق وحسين رشيد التكريتي معاون رئيس أركان الجيش السابق لادانتهم بارتكاب جرائم ابادة، فيما تمت تبرئة طاهر توفيق العاني محافظ الموصل ابان حملات الانفال. وحكمت ايضا بالسجن مدى الحياة على صابر عبد العزيز الدوري مدير الإستخبارات العسكرية إبان حملات الأنفال، وفرحان مطلك الجبوري رئيس الإستخبارات في المنطقة الشمالية.

وحوكم هؤلاء الستة بتهم ارتكاب جرائم بحق الانسانية وجرائم حرب وجرائم ابادة جماعية عن مسؤوليتهم عن مقتل ما يقارب 180 الف عراقي كردي، بحسب الاحصاءات الكردية قضوا في سلسلة من العمليات التي شنها النظام السابق في مناطق كردستان العراق عامي 1987 و1988 قبيل انتهاء الحرب العراقية الايرانية.

واشارت الانتربول الى ان الاسم الكامل للخزرجي هو نزار عبد الكريم الخزرجي ومن مواليد مدينة الموصل العراقية الشمالية في 17 نوفمبر (تشرين الثاني عام 1937 وجنسيته عراقية ولغته هي العربية .

وكانت منظمة quot;جاكquot; المعنية بالدفاع عن حقوق ضحايا حلبجة والأنفال قد حاولت مرارا تقديم الخزرجي الى محكمة أوروبية بتهمة التخطيط لعمليات الأنفال وذلك عندما كان يقيم في منفاه بالدانمارك لكنه إضطر الى الإختفاء عن الأنظار بعد ملاحقة المنظمات الكردية الناشطة له في أوروبا لتقديمه الى المحاكمة.

واشارت الى أن المحكمة التالية سيمثل أمامها عدد كبير من ضباط النظام السابق بدرجات مختلفة بالإضافة الى عدد مماثل من رؤوساء أفواج الدفاع الوطني الموالون للنظام السابق الذين كان يطلق عليهم quot;الجحوشquot; والذين شاركوا بالفعل في الحملات العسكرية لقوات النظام السابق على مناطق كردستان أثناء عمليات الأنفال .

يذكر أن نزار الخزرجي الذي ترأس هيئة الأركان العراقية في عهد صدام حسين قد إنتمى الى صفوف حزب البعث عام 1956 وتخرج من دورة الضباط عام 1958 برتبة ملازم وتدرج في الرتب العسكرية حتى وصل الى رتبة مقدم وعين عندها قائدا للفرقة السابقة في الجيش العراقي.

وفي عام 1984 رقي الى رتبة لواء فعينه صدام قائدا للفيلق الأول الذي نشر تشكيلاته العسكرية في مناطق كردستان العراق ثم رفع الى رتبة فريق أول ركن. لكنه ترك صفوف النظام أوائل عام 1999 ويعتقد أنه مر من كردستان العراق متوجها الى الاردن حيث عمل في صفوف حركة الوفاق الوطني العراقي بزعامة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي لكنه اختلف معه وغادر الى الدانمارك التي وصلها في تموز (يوليو) من عام 1999 وطلب اللجوء السياسي فيها لكن السلطات أبلغته برفض الطلب في عام 2001 .

وبسبب تزايد الضغوطات من الجالية الكردية في أوروبا وسعيها الى تقديمه لمحاكمة دولية إختفى الخزرجي من الدانمارك قبل ستة أيام من سقوط النظام السابق وقيل أن الأميركيين نقلوه الى دولة مجاورة للعراق لإشراكه في خطط الحرب على النظام ثم شوهد في احدى الدول الخليجية عام 2004 ويعتقد أنه يعيش الآن في النمسا متمتعا بحق اللجوء السياسي فيها.