الجلبي يؤكد استحالة الانقلاب العسكري ويدعو إلى انتخابات مبكرة
الاميركيون سلحوا 12 ألف سني بقيادة ضباط صدام

أحمد الجلبي نائب رئيس الوزراء السابق رئيس المؤتمر الوطني العراقي
أسامة مهدي من لندن: قدم نائب رئيس الوزراء العراقي السابق رئيس لجنة الحشد الشعبي لخطة امن بغداد احمد الجلبي تصورا متشائما للاوضاع العراقية ودعا الى انتخابات مبكرة وكشف عن تسليح القوات الاميركية لحوالى 12 الف من رجال العشائر السنية حول بغداد يقودهم ضباط من الحرس الجمهوري لنظام الرئيس السابق صدام حسين وقال ان الاميركيين يضغطون بدفع عربي من اجل تشريع قانون بديل لاجتثاث البعث واوضح ان هناك 15 الف عراقي في السجون السورية لارتكابهم جرائم.

مواقف الجيران والولايات المتحدة والامم المتحدة

واضاف الجلبي وهو رئيس المؤتمر الوطني في لقاء مع عراقيين في لندن وشاركت فيه quot;إيلافquot; الليلة الماضية ان العراق يعاني مشاكل سياسية واقتصادية ودبلوماسية وعسكرية واخرى مع الجيران. وقال ان قرارات مجلس الامن حول العراق نصت على تنظيم وجود القوات المتعددة الجنسيات التي تتشكل في معظمها من القوات الاميركية لكن هذا لم يحدث لحد الان .. فهذه القوات تتصرف وتنفذ عملياتها المسلحة من دون استشارة السلطات العراقية وفي سجونها وحدها الان 22 الف معتقل عراقي . وقال انه بعد ان حل الاميركيون القوات المسلحة العراقية قاموا بتشكيل قوات جديدة قائمة على اسس طائفية . واضاف ان عملية التجنيد حصل فيها فساد كبير ودفعت رشاوى من اجل قبول انخراط راغبين في القوات المسلحة . واشار الى ان في العراق الان 160 الف جندي تابعين لوزارة الدفاع و220 الف شرطي لوزارة الداخلية اضافة الى 144 الف عنصر في قوة حماية المنشآت.

اما بالنسبة إلى جيران العراق فقد اشار الى ان سوريا تعتقد ان العراق قد تستخدمه الولايات المتحدة وسيلة ضدها في قضيتي لبنان واسرائيل . اما ايران فتعتقد ان العراق قد يكون انطلاقا لهجوم اميركي ضدها .. والكويت ساكتة .. اما السعودية فتعتقد ان استقرار العراق يجعل منه منافسا نفطيا لها وان واقامة نظام ديمقراطي فيه قد يؤثر فيها .. والاردن يشعر ان استقرار العراق يشكل خطرا عليه ايضا . كما ان تركيا متخوفة من نشاط حزب العمال الكردستاني المعارض فلجأت الى تفاهمات عسكرية وسياسية مع ايران التي تخشى عمليات خزب كيجاك الكردي الايراني المعارض.

اما بالنسبة إلى ايران فقال الجلبي ان لهذا البلد نفوذا كبيرا في العراق من خلال علاقات تاريخية مع احزاب شيعية وصلت الى السلطة .. ثم انها اقامت علاقات مع رجل الدين مقتدى الصدر وجيش المهدي الذي يقوده . واوضح ان ايران هي الوحيدة المتعاونة في مساعدة العراق على توفير الخدمات وفي المقدمة منها المشتقات النفطية . واشار الى ان كل هذا قد خلق لايران نفوذا كبيرا في العراق .. وهي تعتقد الان بضرورة وجود عسكري لها فيه قادر على عرقلة الاهداف الاميركية ضدها والتي قد تنطلق من العراق. واوضح ان الامم المتحدة عاجزة عن القيام باي دور ايجابي حقيقي في العراق ولذلك فان دورها فيه ضعيف.

وعن اوضاع اللاجئين العراقيين في دول الجوار وخاصة في الاردن وسوريا حيث يتواجد فيهما اكثر من مليوني لاجئ عراقي فقد اشار الى انها مأسوية حيث يتعرضون لاهانات يومية وقال انه زار مع وفد رسمي عراقي سوريا قبل اشهر وهناك ابلغه مسؤولون سوريون ان في سجون بلادهم 15 الف عراقي نتيجة ارتكابهم لجرائم .

الانسحاب الاميركي وتسليح العشائر السنية

واوضح انه في الوقت الذي يتنامى فيه رأي داخل الولايات المتحدة يدعو إلى انسحاب اميركي من العراق فان جميع القوى العراقية المنخرطة في العملية السياسية ومعها الحكومة تقف ضد هذا الانسحاب في الوقت الحالي وكذلك الدول العربية . وقال ان الدول العربية ترى ان هذا الانسحاب سيعزز وضعا طائفيا في العراق يهددها .. اما الحكومة العراقية فإنها تخشاه لانها لاتملك اليات للسيطرة على الاوضاع الامنية. واضاف ان الولايات المتحدة واعتقادا منها بضرورة خلق توازن مسلح فقد اقدمت رغم معارضة الحكومة العراقية على تسليح حوالى 12 الف شخص ينتمون الى العشائر السنية المحيطة بالعاصمة بغداد في مناطق ابو غريب والرضوانية واليوسفية والتاجي .. موضحا انهم يشكلون حاليا ما يصل الى حجم فرقة عسكرية في أي جيش مسلح . واكد ان قادة هؤلاء المسلحين هم ضباط من قوات الحرس الجمهوري في نظام الرئيس السابق صدام حسين .

دور السعودية والاردن وسوريا في الارهاب داخل العراق

وقال الجلبي انه لاعلاقة للحكومتين السعودية والاردن بالعمليات الارهابية التي تجري في العراق . واشار الى ان المنظمات الارهابية وفي مقدمتها القاعدة تنفذ هذه العمليات الارهابية في العراق مثلما تنفذها في السعودية والاردن .. لكنه اوضح ان هذه المنظمات تحصل على التمويل من منظمات خيرية سعودية عن طريق الاردن .. وتعبر هذه مع العناصر الارهابية الى العراق عبر سوريا .

حكومة ضعيفة وخدمات مفقودة

واضاف الجلبي ان العراق يعيش مشاكل سياسية حقيقية اساسها وجود حكومة تتمتع بشرعية دستورية ولكن اداءها ضعيف وقال ان الانتخابات السابقة كانت طائفية والفائزين فيها اختيروا طائفيا . واوضح ان اداء الدولة ضعيف حاليا وليس هناك أي نشاط اقتصادي مجد ولا دخل للمواطنين الا من المرتبات وواردات الحكومة تأتي من مصفاة نفط واحدة في الخليج . وقال ان تصدير النفط تراجع بسبب البنية التحتية المنهارة للمنشآت النفطية . واكد ان العراق بحاجة الى 22 مليون لتر بنزين يوميا و23 مليون لتر من الديزل بينما الانتاج الحالي لايتجاوز 10 ملايين لتر من البنزين والاستيراد متعثر ولذلك فان هناك نقصا في مشتقات الوقود تبلغ نسبته 40% من الحاجة المحلية . اما بالنسبة للكهرباء فقد اشار الى انه ليس اقل سوءا فمن بين 14 خطا للضغط الحالي هناك 12 منها مقطوعة .

وعن اوضاع المواطنين داخل العاصمة بغداد اشار الى انه مأسوي والخدمات المقدمة لهم تتسارع نحو الاسوأ . وقال ان هناك نقصا كبيرا في خدمات الماء والكهرباء والوقود اضافة الى البطالة العالية . واوضح ان في بغداد وحدها 85 الف عائلة مهجرة الى ادخل البلاد .

اجتثاث البعث والضغط العربي الاميركي

وقال الجلبي وهو رئيس الهيئة الوطنية لاجتثاث البعث انه رغم الضجة المثارة حول قانوني اجتثاث البعث والنفط والغاز والقول بقرب تشريعهما فان مجلس النواب المكلف بذلك والذي يستأنف اجتماعاته غدا لم يتوصل إلى نسختي القانون لحد الان من اجل مناقشتهما واقرارهما.

وعن اجتثاث البعث قال ان الهيئة قد عملت على الفصل بين الحزب كمنظمة شوفينية وبين البعثيين كافراد ومنع عمليات الانتقام منهم . اضافة الى انها منعت عودة البعثيين الى رأس السلطة من جديد . واشار الى ان مجموع البعثيين في العراق كان مليون و299 الف منتسب منهم 38 الفا اعضاء فرق فما فوق وهؤلاء خضعوا للاجتثاث بينهم 32 الف عضو فرقة . وقال ان 2000 منهم قدموا طلبات تقاعد فحصلوا عليها .. ثم طلب 15 الفا استثناءهم من الاجتثاث وتمت الموافقة على 14 الفا منهم .. وبقي 15 الفا وهؤلاء لم يطلبوا تقاعدا او استثناءً وهم الان اما في خارج العراق او يقاتلون مع المسلحين . واوضح ان عدد الشيعة الذين كانوا منتسبين الى حزب البعث اكثر من عدد السنة .. وقال انهم في جنوب العراق يتعرضون لعمليات اغتيال بين فترة واخرى.

وحذر الجلبي من المحاولات الرامية الى إعادة تعيين أعضاء سابقين في حزب البعث في وظائف حكومية قائلا ان ذلك يمثل محاولة أميركية بضغط من دول عربية . وأعرب عن اعتقاده أن الولايات المتحدة وبفعل ضغط لوبي لدول عربية لم يسمها تحاول اعادة كبار البعثيين الى مناصب في الدولة والأجهزة الأمنية.

وابدى الجلبي عدم رضاه عن بعض مواد قانون المساءلة البديل لقانون اجتثاث البعث وقال انه ينص القرار أنالعاملين في الأجهزة الأمنية السابقة كأعضاء الأمن الخاص والعام والاستخبارات وفدائيي صدام ينقلون الى تشكيلات الشرطة والجيش برتبهم العسكرية نفسها . وكانت هيئة اجتثاث البعث قد تشكلت في اعقاب الإطاحة بالنظام وتشكل إعادة النظر في قانون اجتثاث البعث احدى الركائز الأساسية للمصالحة التي تسعى واشنطن الى تحقيقها في العراق فضلا عن قانون النفط وانتخابات مجالس المحافظات.

المستقبل وما يمكن ان يحصل

وحول افاق المستقبل في العراق اوضح الجلبي ان الحكومة وهي المسؤولة عن الوضع السياسي تعاني مشكلة كبيرة بسبب المحاصصة التي نتجت من الانتخابات الطائفية السابقة. وقال ان رئيس الحكومة نوري المالكي لايستطيع اختيار وزراء كفوئين بدل المنسحبين رغم الشرخ الكبير الذي تعانيه حكومته بسبب هذه الانسحابات . واشار الى ان الانقلاب العسكري مستحيل في ظروف العراق الحالية .. وقال انه اذا ما حصل فان القوات العراقية ستتفكك طائفيا . وشدد على انه لاحل لمشاكل العراق الحالية فإنه لا حل الا من خلال العراقيين وحدهم وداخل العراق عبر تفاهمات سياسية بين جميع الاطراف الفاعلة على الساحة السياسية . واضاف ان الحل هو باجراء انتخابات مبكرة بعد إلغاء قانون الانتخاب الحالي القائم على القوائم الموحدة والاستعاضة منه بالدوائر الفردية . لكنه اوضح ان القوى السياسية لا تريد تغيير قانون الانتخابات لانها تدرك انها ستخسر الكثير في أي انتخابات على اساس الدوائر الفردية.