لندن، بغداد: أعلن القائد البريطاني في العراق في مقابلة نشرت اليوم الإثنين، أن بريطانيا كانت مستعدة لسحب قواتها من مدينة البصرة في جنوب العراق، منذ نيسان/أبريل الماضي، لكنها قررت تأخير هذا الإنسحاب بناءً على طلب الولايات المتحدة. وقال جيمس مارشال قائد اللواء الأول الميكانيكي لصحيفة دايلي تلغراف،إن القيادة العسكرية كانت ترغب في الإنسحاب من قصر البصرة، المقر السابق لقيادة القوات البريطانية في هذه المدينة التي تبعد 550 كلم جنوب بغداد، منذ نيسان/ابريل الماضي، معتبرة أن هذا القرار هو quot;الأمر الجيد الذي يتعين القيام بهquot;. وأضاف أن quot;الاميركيين طلبوا منا البقاء فترة أطولquot;، موضحًا أن قرار البقاء في المدينة كان نتيجة quot;استراتيجية سياسية تقررت على أعلى المستوياتquot;.

وردت وزارة الدفاع البريطانية في بيان على مقابلة المسؤول العسكري، موضحة أن quot;القرار بالإنسحاب من قصر البصرة جزء من خطة انتقالية، أعدت بالتشاور مع الحكومة العراقية وشركائنا في التحالفquot;. وفي الثالث من ايلول/سبتمبر، انسحب حوالى 500 جندي بريطاني من القصر الذي بناه الرئيس السابق صدام حسين.

وبعد اربع سنوات على اجتياح العراق، تخلت لندن بالكامل مطلع ايلول/سبتمبر عن الاشراف على اربع من القواعد الخمس التي كانت تشرف عليها في محافظة البصرة. وانكفأ 5500 جندي بريطاني إلى قاعدة جوية معززة غرب المدينة. وتأمل لندن في ان تنقل في الخريف الى العراقيين الإشراف على كامل محافظة البصرة. وفي السنتين الماضيتين انسحب الجنود البريطانيون من ثلاث محافظات جنوبية هي ميسان والمثنى وذي قار.

وكان قد حذر مستشارون عسكريون وسياسيون للرئيس الأميركي جورج بوش الكونغرس من أن أي تغييرات محورية في إستراتيجية حرب العراق الراهنة ستهدد التقدم الأمني والسياسي المحدود الذي تم إحرازه حتى اللحظة. وكشفت مصادر أميركية مطلعة، رفضت تسميتها، أن السفير الأميركي لدى العراق رايان كروكر سينضم إلى جانب قائد القوات الأميركية الجنرال ديفيد بتريوس في التوصية بالحفاظ على معدل الحشود العسكرية الحالية، ودون تغيير، عند 160 ألف جندي عقب زيادتها بـ30 ألف جندي إضافي في فبراير/شباط.

وذكرت المصادر أن بتريوس وكروكر يريان في بقاء القوات الأميركية عند مستوياتها الراهنة الخيار الأوحد والقابل للتطبيق لمنع امتداد المزيد من الفوضى في العراق والمنطقة، نقلاً عن الأسوشيتد برس. ومن المتوقع أن يرفع المسؤولان تقريراً إلى الكونغرس الثلاثاء لتقييم مدى فعالية زيادة القوات الأميركية في العراق على الصعيدين العسكري والسياسي.

ويتفق بتريوس وكروكر، في التقرير، على أن رفع حجم القوات الأميركية نجح، بعض الشيء، في تحقيق ما فشلت فيه الجهود السابقة لكبح موجة العنف والعناصر المسلحة واستتباب الأمن. ومن المقرر أن يلتقي بتريوس وكروكر الأحد لمراجعة التقرير والاستعداد لجلسة استجواب ساخنة من المشرعين على مدى يومي الاثنين والثلاثاء. وقال مصدر مطلع إن المسؤولين لن يتشاورا مع الرئيس الأميركي أو رؤسائهما المباشرين قبيل جلسة الاستجواب للحفاظ quot;على استقلالية ونزاهة شهادتيهماquot;.

وكان مسؤول ديمقراطي بارز قد اتهم الإدارة الأميركية الجمعة بالتلاعب في تقرير العراق المتوقع صدوره الأسبوع المقبل، وقبيل أيام من شهادة بتريوس، أمام الكونغرس حول أن مدى فعالية زيادة القوات الأميركية التي دفع بها بوش إلى هناك، عقب صراع مرير مع الديمقراطيين. وقال السيناتور ديك ديربن، ثاني أعلى مسؤول في مجلس الشيوخ، الجمعة: quot;عبر التلاعب بحذر في الإحصائيات، تقرير بوش-بتريوس سيسعي لإرغامنا على أن العنف في العراق في تراجع، وأن زيادة القوات الأميركية هناك فعالةquot;.

ويشار إلى أن بوش كان قد أجرى خلال زيارته المفاجئة للعراق الثلاثاء لقاءات مطولة مع بتريوس وكروكر بمشاركة وزيري الخارجية كوندليزا رايس والدفاع روبرت غيتس. وقالت المصادر إنه على الرغم من الأداء الضعيف لحكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الهشة، إلا أن كروكر لن يوصي بدعم الإدارة الأميركية لقيادة عراقية جديدة أو محاولة تشكيل تحالف جديد يضم كافة الأطياف العراقية.

الخلاف الأميركي- البريطاني

من جهتها تتحدث صحيفة الديلي تليغراف عن الخلاف الأميركي البريطاني الذي سبق انسحاب القوات البريطانية من قاعدتها في مدينة البصرة جنوبي العراق والذي ظهر إلى العلن مؤخرًا.

وتقول الصحيفة إن الخلاف بين الجانبين تعمق أكثر مؤخرًا بعد إعلان احد كبار القادة العسكريين البريطانيين أن الانسحاب كان من المقرر أن يتم قبل خمسة أشهر لولا الضغوط الأميركية على الجانب البريطاني لـتأجيل الانسحاب مما كبد القوات القوات البريطانية 12 قتيلاً و 62 جريحًا خلال المدة بين شهر ابريل/نيسان الماضي وتاريخ انسحابها مؤخرًا. وتنقل الصحيفة عن قائد الفرقة الآلية الأولى في الجيش البريطاني اللواء جيمس باشال قوله إن القوات البريطانية أجلت الانسحاب من قاعدتها في مدينة البصرة نتيجة ضغوط سياسية.

وقد جاءت تصريحات القائد البريطاني خلال جداله مع المسؤولين الأميركيين الذين اتهموا البريطانيين بالفشل في السيطرة على الأوضاع في مدينة البصرة وتركها quot;مرتعًا لصراعات مختلف العصاباتquot;.