عقب عملية قصف موقع quot;زيكيمquot; العسكري
الفلسطينيون يتوقعون ردًا إسرائيليًا وشيكًا على غزة

إيلاف من غزة-واشنطن-وكالات: فيما يواصل رئيس السلطلة الفلسطينية محمود عباس جهوده لإحتواء الأزمة القائمة بين حركتي فتح وحماس، وفي ظل التحضيرات والمساعي العربية والدولية لإنجاح المؤتمر الدولي حول الشرق الأوسط الذي سيعقد في الولايات المتحدة الأميركية، توقع الفلسطينيون إقدام إسرائيل على تنفيذ هجمات عسكرية قوية على أهداف مختلفة في قطاع غزة، وذلك ردًا على القصف الذي نفذته، فجر أمس، تنظيمات فلسطينية مسلحة تجاه موقع عسكري اسرائيلي شمال قطاع غزة، أسفر عن إصابة نحو 70 جنديًا إسرائيليًا تفاوتت جراحهم بين الخطرة والطفيفة.

وكان المجلس العسكري الإسرائيلي المصغر قد تنادى لعقد اجتماع عاجل وفوري للرد على العملية الفلسطينية الجديدة، وترأسه رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت مع طاقمه الأمني المكون من وزير الجيش ايهود براك، ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني وقائد هيئة الأركان العسكرية غابي اشكنازي، حيث لم يدل المجتمعون بأي تصريح حول طبيعة الرد على عملية موقع quot;زيكيمquot;.

وتنادي أوساط سياسة وعسكرية إسرائيلية بضرورة تنفيذ الهجوم الإسرائيلي على غزة، ولكن يتريث المجلس الأمني المصغر في إطلاق العنان للقيادة العسكرية من أجل تنفيذ هذا الهجوم، لعدة أسباب ومبررات، لكن العملية الأخيرة، وتصاعد وتيرة إطلاق صواريخ محلية الصنع على بلدات اسرائيل الجنوبية، قد تسرع في إعطاء الضوء الأخضر لتنفيذ مثل هذه العمليات.

حتى أن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت حذر في تصريح سابق له الخميس الماضي، من ان بلاده ستضرب quot;من دون رحمة ولا ترددquot; المجموعات المسلحة الفلسطينية الضالعة في هجمات على اسرائيل، حيث قتل الجيش الإسرائيلي في اليوم ذاته عشرة ناشطين فلسطينيين في قطاع غزة.

في غضون ذلك، دعا وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، صراحة، إسرائيل بألا يؤثر ردها المتوقع على غزة، على الحوار المستمر بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وذلك بعد لقائه المسؤول الثاني في الحكومة الاسرائيلية حاييم رامون ووزيري الدفاع ايهود باراك والخارجية تسيبي ليفني، وأعلن في مؤتمر صحافي مشترك مع الاخيرة انه لمس quot;تصميمًاquot; على التحرك اثر تعرض قاعدة للجيش الاسرائيلي .

وقال الوزير الفرنسي الذي زار اسرائيل أمس الثلاثاء quot;تم اطلاق 90 صاروخًا في الشهر الأخير، اي ثلاثة (صواريخ) يوميًا، اذا لا يمكن الصبر طويلاً على هذا الهجوم على القرى والمدن في محيط غزةquot;. واضاف quot;لا اعلم القرار الذي سيتخذ لكنني فهمت انه سيتم القيام بشيء ما، فهمت ان على اسرائيل ان تدافع عن سكانهاquot;.

وقالت تقارير صحافية اسرائيلية، إنه من غير المتوقع أن يقوم الجيش بعملية سور واقي في قطاع غزة على غرار العملية التي نفذها الجيش الإسرائيلي في الضفة عام 2002، لكنها توقعت بشكل مؤكد أن تتخذ إسرائيل إجراءات عقابية ضد قطاع غزة، من ضمنها وقف إمداد القطاع الساحلي بالمياه والكهرباء ونقل البضائع، دون إسقاط الخيار العسكري.

وتضيف المصادر ذاتها، أن العمليات الاسرائيلية التي قد تستهدف غزة، ستتركز على عمليات قصف جوي لأهداف محددة في قطاع غزة، تشملها عمليات إغتيال ضد قادة ونشطاء التنظيمات الفلسطينية سواء السياسيين أم العسكريين، إلى جانب عمليات توغل محدودة للدبابات في المناطق التي تطلق منها الصواريخ تجاه الأراضي الإسرائيلية، مثل بيت حانون شمال قطاع غزة، ورفح جنوبه.

وكانت التنظيمات الفلسطينية المسلحة قد أوقعت فجر الثلاثاء خسائر فادحة في الجيش الاسرائيلي حين جرح 69 جنديًا إسرائيليًا إثر سقوط صاروخ محلي اطلق من شمال قطاع غزة على قاعدة عسكرية.

وهذه اكبر حصيلة جرحى في سقوط صاروخ فلسطيني منذ العام 2000 عندما بدأت الصواريخ تطلق على جنوب اسرائيل. وتبنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين والوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية مسؤوليتهما عن القصف الذي أوقع العديد من الجنود في حالات حرجة وخطرة وأخرى متفاوتة، حيث اعلنت مسؤوليتها عن هذه العملية المشتركة التي اطلقت عليها اسم quot;فجر الانتصارquot;.

وقال ناطق عسكري اسرائيلي إن نحو 20 سيارة اسعاف فضلاً عن مروحيتين قاموا بنقل الجرحى الى عدة مستشفيات في اسرائيل. ووقع الصاروخ على خيمة في وسط قاعدة زيكيم جنوب مدينة عسقلان التي يستخدمها الجنود خلال تعليمهم، لكن لم يكن في الخيمة سوى قوارير مياه ومواد تنظيف، بالإشارة إلى أن جنودًا وجنديات كانوا نائمين في خيم مجاورة اصيبوا بشظايا.

وسارع عشرات من اهالي الجنود الى القاعدة عند ورود نبأ سقوط الصاروخ لمعرفة مصير اولادهم على ما ذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي. بدورها، توعدت الفصائل الفلسطينية، بالرد على أي اعتداء أو هجوم اسرائيلي على غزة، مؤكدة أن ارتكاب اسرائيل اي حماقة ضد قطاع غزة سيجد أمامها رجالاً اشداء بانتظارها.

وحذرت تلك الفصائل على اختلاف مشاربها إسرائيل من القيام بذلك، في حين أكدت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ منتصف حزيران ( يونيه) الماضي، عملية إطلاق الصواريخ هي quot;جزء من المقاومة المشروعةquot;.

وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم حركة حماس إن quot;هذه العملية جزء من المقاومة المشروعة لمواجهة عدوان اسرائيلي مستمر وهي تمثل حالة الدفاع عن النفس في مواجهة جرائم اسرائيلية مستمرةquot;. وأضاف ان quot;هناك اغتيالات وشهداء ومن الطبيعي ان تكون هناك مقاومة لمواجهة العدوان والمشكلة في العدوان والاحتلال وليس في المقاومة التي تمثل حالة الدفاع عن النفسquot;.

واشنطن تدعو اسرائيل إلى ضبط النفس بعد اطلاق صاروخ عليها

الى ذلك دعت الولايات المتحدة الثلاثاء اسرائيل الى ضبط النفس بعد اطلاق صاروخ فلسطيني على اراضيها اسفر عن اصابة 69 جنديًا اسرائيليًا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك quot;قبل كل شيء يجب ان تتوقف هذه الهجماتquot;، لكنه رجح إلا تلتزم حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة هذا الأمر.

واضاف quot;سننصح ايضا الاسرائيليين الذين تكبدوا خسائر في هذا الهجوم، ان يأخذوا في الاعتبار التداعيات على عملية السلامquot;. وجرح 69 جنديًا اسرائيليًا الثلاثاء في سقوط صاروخ اطلقته تنظيمات فلسطينية من قطاع غزة على قاعدتهم في جنوب اسرائيل. وهذه اكبر حصيلة جرحى في سقوط صاروخ فلسطيني منذ عام 2000 عندما بدأت الصواريخ تطلق على جنوب اسرائيل انطلاقًا من قطاع غزة.

وشدد ماكورماك على أن إطلاق الصاروخ يتناقض مع النتيجة quot;الايجابية جدًاquot; للمحادثات الاخيرة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت. وأفادت وسائل اعلام الثلاثاء، أن اولمرت وعباس يعملان على اتفاق مبدئي من ثماني نقاط يعتزمان ابرامه قبل الاجتماع الدولي حول الشرق الاوسط المقرر عقده في الخريف برعاية الولايات المتحدة.

وتابع المتحدث ان الولايات المتحدة تتوقع ان تعمد الفصائل الفلسطينية المتطرفة والتي ترفض السلام مع اسرائيل الى quot;محاولة تعطيل الخطوات الايجابية بين الاسرائيليين والفلسطينيينquot;. وقال quot;علينا ألا نسمح لبعضهم بقطع الطريق على طموحات الفلسطينيين بدولة لهم. الوسيلة الوحيدة لبلوغ هذا الهدف هي الجلوس الى طاولة المفاوضاتquot;.