ايلاف من طهران: قال السفير الايراني في بغداد حسن كاظمي قمي إن الولايات المتحدة الاميركية، وفي الظروف الراهنة، ترتكب غلطتين إستراتيجيتين هما: إعادة البعثيين إلى الحكومة، وتسليح الجماعات الإرهابية التي ادت الى قتل الشعب العراقي. وأكد كاظمي قمي في حديث لشبكة quot;سي ان انquot; التلفزيونية أن الولايات المتحدة تسلح تلك المجموعات بدعوى دعم العشائر، ودون التنسيق مع الحكومة العراقية.

ومضى محذراً من العواقب، فقال: quot;الولايات المتحدة الاميركية تضع بذلك لبنة لأزمة أخرى على هامش الأحداث الرئيسية الجارية في العراق، إنها تخلق الشقاق بين القبائل المختلفةquot;. وتابع انتقاده قائلاً: quot;مشكلة الإرهاب لا يمكن حلها باستمرار الاحتلال أو بإعادة القتلة أو المجرمين السابقين إلى السلطةquot;.

وقال كاظمي قمي: توصياتنا إلى الإدارة الاميركية، إذا أرادت حل هذه القضايا وخدمة العراق، هو إنهاء هذه السياسات، عوضاً عن تسليح قوى تعمل خارج نطاق القانون والحكومة، على الولايات المتحدة الاميركية تسليح ومساعدة الحكومة والجيش والشرطة. واوضح السفير الإيراني لدى العراق: ان الخطط الأمنية الاميركية في العراق فشلت، والإدارة توجه أصابع الاتهام للآخرين، محاولة تغطية فشل خططها باتهام آخرين.

واضاف: إن اتهامات الولايات المتحدة لبلاده بدعم المليشيات المسلحة في العراق، وإعاقة مساعي تهدئة الأوضاع هناك، ليست سوى محاولة أميركية للتعتيم على إخفاقاتها . وتابع قائلاً: إذا نظرت إلى المشهد العراقي خلال الشهور القليلة الماضية، سترى بوضوح أن الإرهابيين والقوى التخريبية، يتوافدون من خارج العراق، ومعظمهم من دول حكوماتها حليفة للولايت المتحدة.

وقال: لكن الادارة الاميركية لا تعترف بهذا الواقع. وذكر قمي أنه رغم الاختلافات القائمة بين ايران والولايات المتحدة الاميركية وعدم وجود علاقات دبلوماسية بين الجانبين، إلا أنه لم يشارك أي مواطن إيراني في عملية انتحارية أو هجمات إرهابية ضد القوات الاميركية في العراق. ووصف السفير الإيراني التقارير الاميركية التي تتهم ايران بأنها تشابه السيناريو المسرحي أكثر من أي شيء آخر.

الى ذلك اكد محمد علي حسيني المتحدث باسم الخارجية الايرانية ان تعليق تخصيب اليورانيوم غير قابل للتفاوض ابدا. وقال تعليقا على التصريحات الاخيرة لامين عام المجلس الاعلى للامن القومي علي لاريجاني من انه حتى في حال اصدار قرار آخر فان ايران لن تنسحب من معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية، قال حسيني اليوم: ان تعاوننا مع الوكالة مستمر وقد سارت مسيرة التعاون بشكل جيد، الا انه في حال تنفيذ بعض الحالات التي تطرح بشأن قرار جديد ضد ايران فاننا سنعيد النظر في مستوى التعاون مع الوكالة.

ووصف حسيني موقف المانيا في معارضة تشديد العقوبات على ايران - في حال صحته - بأنه خطوة ايجابية وفي المسار الصحيح، قائلا: نظرا لتعاون ايران مع الوكالة وتأكيد سولانا والبرادعي على ضرورة منح فرصة من اجل حصول تقدم في المحادثات بين ايران والوكالة، فمن المؤكد ستبوء مساعي الاميركيين بالفشل في الضغط على البلدان الاخرى من اجل تحقيق مآربهم.

وبشأن الجولة القادمة من المحادثات الايرانية الاميركية حول العراق وتعليقا على اعلان وزير الخارجية العراقي عن عقد هذه الجولة وشيكا، اكد المتحدث باسم وزارة الخارجية ان: السيد زيباري قد طرح هذا الموضوع سابقا وهو يبذل جهوده في هذا المجال، مضيفا: اننا ورغم عدم مشاهدتنا اي تغيير في السياسات الاميركية ولم نر ايضا اي تعديل عملي في سلوكهم، الا اننا مستعدون لمساعدة الحكومة والشعب العراقي.

واوضح: انه في حال طلب المسؤولون العراقيون من ايران ان تشارك في هذه المحادثات، فان ايران ستشارك فيها. واشار حسيني الى زيارة وزير الاستخبارات الى السعودية ووزير الداخلية الى الصين وكذلك الزيارات الاخيرة لمساعدي وزير الخارجية، موضحا بان هذه الزيارات تأتي في اطار شرح انشطة وتعاون الجمهورية الاسلامية الايرانية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى جانب القضايا الثنائية.

ووصف محمد علي حسيني الاجتماع الاخير لمجلس محافظي الوكالة الدولية بانه مؤثر وايجابي، وقال: ان وجهات نظر المدير العام، والتقرير الذي عرض على الاعراض، والخطوات المؤثرة ومشاورات مندوب ايران، والبيان الذي اصدرته سائر البلدان كل ذلك كان له أثار جيدة وبناءة، مستنتجا ان الاجتماع لاخير لمجلس المحافضين عقد في اجواء افضل قياسا بالماضي.

وردا على سؤال quot;الا تنوي ايران ابداء رد حازم وقاطع على التهديدات الاميركية التي عكستها اخيرا وسائل الاعلام الغربية؟quot; صرح حسيني: التهديدات الاميركية ليست شيئا جديدا ونحن لا نشاهد ارضية لتنفيذها، مشددا ان ايران تتمتع بقوة دفاعية متكاملة، معربا عن امله بان يبذل العقلاء الموجودون بين المسؤولين الاميركيين جهودهم للحيلولة دون تنفيذ اجراءات لن تعود على بلادهم الا بمشاكل اكبر.

واشار المتحدث باسم الخارجية الايرانية الى مساعي اميركا لدفع الدول الاوروبية الى فرض عقوبات على ايران فوق اطار قرارات مجلس الامن، مؤكدا انه رغم هذه الضغوط الا ان التعاون الاقتصادي بين ايران ومختلف البلدان لم ينخفض بل شهد نموا في بعض الحالات.وفيما يتعلق بزيارة وزير خارجية بلجيكا الى طهران، افاد محمد علي حسيني انه خلال هذه الزيارة تم تسليم الرهينة البلجيكي الى هذا المسؤول، كما تم التأكيد على ضرورة تنمية التعاون بين الجانبين.

واضاف ان وزير الخارجية البلجيكي اعرب عن تقديره الخاص لايران لنجاحها في تحرير الرهينة البلجيكي، كما تناول الوزيران في محادثاتهما بالاضافة الى الموضوع النووي شتى القضايا بما فيها: الطاقة، والاستثمارات المشتركة، ومكافحة المخدرات، وتعاون ايران مع الاتحاد الاوروبي وكذلك ازالة العقبات المصرفية التي تحول دون تنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

وبخصوص المعتقلين الايرانيين في العراق، اشار حسيني الى ان رئيس الوزراء العراقي كان قد تحدث عن دراسة قضية السجناء الذين اعتقلوا بتهمة الدخول غير الشرعي قبيل شهر رمضان، وبالفعل اصدر اوامره لمتابعة هذا الموضوع. واضاف ان بغداد طلب خلال زيارة محمد رضا باقري قائمة باسماء هؤلاء المعتقلين، حيث تم ارسال هذه القائمة حسب الطلب العراقي، معربا عن امله بأن يتم الافراج عنهم قريبا.

كما طالب المتحدث باسم وزارة الخارجية المسؤولين العراقيين بأن يبذلوا جهودا اكبر من اجل الافراج عن الدبلوماسيين الايرانيين الذين اختطتفهتم القوات الاميركية من مكتب القصلية الايرانية في اربيل.واعتبر حسيني الاتصال الاخير بين احمدي نجاد والعاهل السعودي بانه ليس شيئا جديدا، مؤكدا ان ايران لديها علاقات واسعة ووطيدة مع العربية السعودية ولا ترى اي حدود لتنمية هذه العلاقات.

وبشأن مؤتمر السلام المزمع عقده في الخريف بدعوة من الرئيس الاميركي، اكد حسيني ان هذا المؤتمر يواجه انتقادات كثيرة حتى من قبل الذين اعلنوا سابقا عن استعدادهم للمشاركة فيه، مضيفا ان سياسة ايران واضحة في هذا المجال وترى ان عقد مثل هذه المؤتمرات لن يؤدي الى نتيجة، مشددا على ضرورة اجراء استفتاء عام في فلسطين وصولا الى سلام عادل ودائم.