المالكي يعرض للأمم المتحدة مستقبل العلاقات مع الجوار
حملة اغتيالات لمساعدي السيستاني واحتقان في النجف
أسامة مهدي من لندن :
تتصاعد حملة اغتيالات تستهدف مساعدين للمرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني في محافظات العراق الجنوبية وسط مخاوف من تفجر اقتتال دام في مدينة النجف خلال إحياء مراسم مقتل الامام علي بن ابي طالب في الحادي والعشرين من شهر رمضان الحالي مثلما حدث في مدينة كربلاء مؤخرا من اقتتال شيعي شيعي حيث بدأت الاجهزة الامنية اتخاذ اجراءات احترازية منذ الان وسط احتقان تعيشه المدينة.. بينما قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكيانه سيعرض على الامم المتحدة في كلمة هناك الاربعاء المقبل
رؤية بلاده للاوضاع الداخلية والاقليمية والدولية ومستقبل علاقتها مع دول الجوار.
وتعيش مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) حاليا أجواء من التوتر بسبب مخاوف من تفجر اقتتال شيعي شيعي في ذكرى استشهاد الامام علي رابع الخلفاء الراشدين التي تصادف الحادي والعشرين من رمضان الحالي. فقد بدأت الاوضاع بالاحتقان اثر توزيع بيان صادر عن جيش المهدي التابع لرجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر في انحاء المدينة يتحدث عن quot;
انتشار عناصر مسلحة من حماية حرم الامام علي وتجميع أكداس من الاسلحة والعتاد داخل الصحن العلوي والمدينة القديمةquot;. واشار البيان الى ان جيش المهدي قد ألغى مراسم احياء المناسبة التي اعتاد على إقامتها مما زاد من مخاوف السكان.
معروف ان عناصر حماية المراقد المقدسة في مدينتي النجف وكربلاء يعينون ويؤدون مهامهم باشراف مرجعية السيد السيستاني ومعظمهم ينتمون الى منظمة بدر التابعة للمجلس الاعلى الاسلامي بزعامة السيد عبد العزيز الحكيم الامر الذي يسفر في كثير من الاحيان عن تشاحنات مع عناصر جيش المهدي التابع لرجل الدين مقتدى الصدر على خلفية خلافات بين الطرفين تتفجر دماء في احيان كثيرة مثلما حصل في كربلاء مؤخرا وانتقلت الى بغداد والحلة والنجف وبلدات اخرى.
وتشهد مدينة النجف إجراءات أمنية مشددة منذ أحداث كربلاء الدامية اواخر الشهر الماضي، زادت مع بداية شهر رمضان بهدف السيطرة على الاوضاع الامنية ومنع أي صدامات بين المسلحين.
ويعقد المسؤولون الاداريون والامنيون في المحافظة اجتماعات متواصلة حاليا لإعداد خطط امنية لحماية المواطنين والزائرين القادمين من المحافظات الاخرى والذين يتوقع ان يزيد عددهم على المليونين اضافة الى اتخاذ اجراءات لتوفير المركبات اللازمة لاعادة الزائرين الى اماكن سكناهم بعد انتهاء مراسم الزيارة. وفي كلمة له خلال اجتماع اليوم قال محافظ النجف اسعد ابو كلل quot; اننا لسنا اعداء لاحد او طرف من الاطراف انما نحن ضد كل من يريد اختراق القانون والنجف الاشرف تختلف عن غيرها من المحافظات بثقلها السياسي والديني والحوزوي ويجب ان يعلم الجميع انه لامكان للمتهاونين بينناquot;.. فيما تم تشكيل غرفة عمليات للاشراف على الزيارة والاجراءات الامنية التي سترافقها.

وتترافق هذه المخاوف مع تصاعد ملحوظ في عمليات استهداف وكلاء ومساعدي المرجع السيستاني في محافظات العراق الجنوبية.
وفي اخر تطور في هذا المجال هو اغتيال أحد معتمدي السيستاني واصابة آخر كان برفقته على أيدي مسلحين مجهولين غرب مدينة البصرة (550 كم جنوب بغداد).
فقد فتح مسلحون مجهولون نيران أسلحتهم الليلة الماضية على الشيخ أمجد الجنابي والشيخ عدنان الجنابي في ضاحية البصرة الغربية مما تسبب بمقتل الشيخ احمد الجنابي معتمد السيستاني في الحال واصابة الشيخ عدنان الجنابي مسؤول مؤسسة المرتضى الثقافية في البصرة التابعة لمرجعية السيستاني إصابات بليغة نقل على أثرها إلى المستشفى.
كما قتل مسلحون مجهولون الليلة الماضية ايضا الشيخ احمد عبد الكريم بشير وكيل السيستاني في مدينة الديوانية (180 كم جنوب بغداد) عندما كان عائدا إلى منزله وهو يستقل سيارته الخاصة في حي الفرات وسط المدينة.
وضمن هذه الحملة ايضا نجا عماد عبد الكريم إمام جامع موسى الكاظم في منطقة حي الحسين وأحد وكلاء السيستاني في البصرة من محاولة اغتيال تعرض لها مساء الثلاثاء الماضي فيما قتل أحد أفراد حمايته.
وتعرض ثلاثة من ممثلي السيد السيستاني خلال أسبوعين لعمليات اغتيال في البصرة قتل فيها كل من مسلم البطاط أمام جامع في منطقة المشراق وسط المدينة و حسين الحسيني أمام جامع المحطة في منطقة المعقل شمال المدينة.
واتهم عضو مجلس محافظة البصرة فؤاد المازني جهات خارجية تسعى إلى تقويض مرجعية السيد علي السيستاني عبر تصفية وكلائه ومعتمديه وخصوصا في البصرة.
وحذر من تصاعد وتيرة التصفيات في الأيام المقبلة لأن مخطط هذه الجهات واسع وكبير كما ابلغ وكالة انباء quot;اصوات العراقquot;. وأوضح أن quot;مخططا واسعا ينم عن أجندة خارجية، يسعى إلى تقويض مركز المرجعية، وخصوصا مرجعية السيد السيستاني بدأت ملامحه تطفو على السطح وذلك باستهداف وكلائه ومعتمديه في البصرة.quot;
وقد دفعت عمليات الاغتيال هذه بعض معتمدي السيد السيستاني الى التخلي عن لبس العمامة والرداء الديني اللذين اعتادوا عليهما مكتفين بلبس الرداء الشعبي من دون تغطية الرأس في ما يقولون انها احدى الوسائل للمحافظة على حياتهم.
وخلال خطبة صلاة الجمعة في مدينة كربلاء اليوم هاجم ممثل المرجعية الدينية العليا السيد أحمد الصافي التصفيات الجسدية والاغتيالات التي تطال العديد من المواطنين ومعتمدي السيستاني.
وقال ان محافظة كربلاء وحدها شهدت خلال الثمانية أشهر الماضية حوالى 200 عملية اغتيال وهو أمر خطر بالقياس إلى حجم هذه المحافظة نسبةً إلى العديد من مدن العالم كما قال. واشار الى ان هذه الاغتيالات تحمل تداعيات كثيرة ومنها ما جرى في هذه المحافظة إبان الزيارة الشعبانية الماضيةquot;.
وأكد أن quot;هناك تقصيرا من المسؤولين المعنيين بالجانب الأمني إزاء ما يجري من اغتيالات.. وقال quot;اعتقد أن السيطرة على الأمور كانت ممكنة ومازالت سواء في كربلاء المقدسة أو العديد من المحافظات الأخرى الآمنة نسبياquot;. وحذر من أن quot;هذه الجرائم قد تنسحب على شخصيات أخرى لغرض إحداث خلل في مفاصل الدولة وهو أمر يدق ناقوس الخطر على مستقبل البلادquot;..

المالكي يعرض على الامم المتحدة اوضاع بلاده وعلاقاتها مع الجيران
قال بيان لمكتب اعلام مجلس الوزراء العراقي ارسلت نسخة منه الى quot;إيلافquot; اليوم ان رئيس الحكومة نوري المالكي سيلقي الاربعاء المقبل كلمة امام الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك
يشرح فيها التقدم الحاصل في مبادرة المصالحة الوطنية وانجاز مشاريع القوانين ذات الصلة بالجوانب السياسية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية.
واضاف ان المالكي الذي غادر بغداد الى نيويورك اليوم سيتطرق في كلمته الى انجازات حكومة الوحدة الوطنية والتحديات الارهابية التي تواجهها ورؤية العراق لمستقبل العلاقات مع جيرانه ودول العالم وتطلعه للقيام بدور فاعل وايجابي يخدم تحقيق الامن والاستقرار والرفاه الاقتصادي ويبعد شبح الحروب والازمات اضافة الى العديد من المحاور ذات العلاقة بالشأن المحلي والاقليمي والدولي.
واشار الى ان المالكي سيستعرض فيها اهم مراحل العملية السياسية quot;منذ سقوط النظام الدكتاتوري والانجازات الديمقراطية التي شهدها الشعب العراقي والمتمثلة بإجراء الانتخابات في ظل اجواء الحرية والتعددية وإنبثاق اول حكومة عراقية منتخبة بعد عقود طويلة من القمع والاستبداد والمعاناة والتي دفع الشعب العراقي ثمنها في المقابر الجماعية وجرائم الانفال واقبية السجون وغيرها من الجرائم التي ظلت شاهدا على همجية النظام البائدquot;.
واوضح البيان ان المالكي والامين العام للامم المتحدة بان كي مون سيترأسان غدا السبت الملتقى العالي المستوى لدعم العراق بمشاركة ممثلي الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي ودول الجوار اضافة الى مصر والبحرين والذي يهدف الى دعم الحكومة العراقية ومساعدتها في تحقيق خططها الرامية الى المصالحة الوطنية واعادة الاعمار وتعزيز الحوار والتعاون الاقليمي ومتابعة تطبيق وثيقة العهد الدولي مع العراق.

وسيشارك في المؤتمر ممثلون عن عشرين دولة بينها الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا. وتمت كذلك دعوة ثماني من دول الجوار العراقي إلى المنتدى وهي السعودية والبحرين ومصر وايران والاردن والكويت وسوريا وتركيا، إضافة الى الاتحاد الاوروبي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي. ويشارك البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بصفة مراقب. وسينظر الاجتماع اولاً في وسائل تجسيد قرار منح دور اكبر للامم المتحدة في العراق الذي اتخذه مجلس الامن الدولي في العاشر من الشهر الماضي في قراره رقم 1770 الذي ينص على ان ممثل الامم المتحدة في العراق الذي عين أخيرًا ستافان دي ميستورا وبعثة الامم المتحدة في العراق يجب quot;اذا سمحت الظروف بذلكquot; ان يقدما quot;النصح والدعم والمساعدةquot; للحكومة العراقية في العديد من المجالات السياسية والانتخابية والدستورية والقانونية والاقتصادية والدبلوماسية. ويفترض ان تمتد هذه المساعدة الى قطاعات مثل العمل الانساني والنهوض بحقوق الانسان وعودة نحو 4,5 ملايين لاجئ واعادة دمجهم. وكلفت الامم المتحدة ايضًا بمساعدة الحكومة العراقية من خلال quot;تسهيل الحوار الاقليميquot;.
وكان بان كي مون اوضح ان الامم المتحدة ستقوم بدور الوسيط بهدف التشجيع على الحوار داخليا بين مختلف الاحزاب العراقية وخارجيا مع دول الجوار. وقال لين باسكو الامين العام المساعد للامم المتحدة المكلف الشؤون السياسية ان الامم المتحدة تريد القيام بكل ما يمكنها لمساعدة العراق وذلك بحسب الوضع الامني وبحسب ما يريد العراقيون انفسهم ان تفعل. واضاف انه حتى مع زيادة متواضعة في موظفي الامم المتحدة على الارض نعتبر أن بإمكاننا القيام بالمزيد للعراق في المجال الانساني مثلا ولكن ايضًا لتسهيل الحوار والمصالحةquot;. واشار الى ان ذلك quot;ضرورة عاجلة للعراق وهو من الامور التي برعت الامم المتحدة فيها في اماكن اخرى من العالم.
التطورات الامنية والعمليات العسكرية في انحاء العراق
قالت القوات الاميركية في العراق في بيانات ارسلت نسخ منها الى quot;ايلافquot; ان عملياتها في انحاء اليوم ضد المسلحين اسفرت عن قتل ارهابي واعتقال 35 اخرين.
وفي وسط العراق : قتلت القوات ارهابيا واعتقلت ثمانية اخرين خلال عدة عمليات اليوم الجمعة استهدفت قادة القاعدة وسط البلاد.
واعتقلت القوات احد قادة القاعدة في منطقة عرب جبور جنوب بغداد مسؤول عن تصنيع القنابل لشبكة بغداد للسيارات المفخخة واشرف على جميع عملياتهم وهو مسؤول ايضا عن تسهيل حركة وتدريب الارهابيين الاجانب في المنطقة.
وخلال العملية قام مسلح ارهابي بمناورة باتجاه العناصر الامنية مما جعل القوات تقتل المسلح الارهابي باستخدام الاجراءات القياسية في الدفاع عن النفس. كما تلقت القوات اطلاق نار من اسلحة خفيفة واسلحة رشاشة من العدو الذي تحرك الى المنطقة المستهدفة فطلبت القوات اسنادا جويا وقامت بالرد على النيران وبسبب الحالة الامنية فان القوات البرية لم تستطع تأكيد مقتل او جرح العدو بوساطة السلاح الجوي.
وفي عملية اخرى : اعتقلت القوات البرية ثلاثة ارهابيين في بغداد على صلة بقائد ينتمي إلى تنظيم القاعدة.
وفي الشمال الشرقي للرمادي اعتقلت قوات التحالف ارهابيا مسؤولا عن تسهيل الاسلحة للقاعدة والارهابيين في الدول الاخرى.كما اعتقلت قوات التحالف اثنين من المشتبه فيهم في عمليات جنوب شرق بلد.
وقال الرائد وينفيلد دانيلسون الناطق باسم القوات متعددة الجنسية quot;ان القاعدة تعمل بوضع مخز وان كل عملية تعطينا معلومات افضل تجعلنا نستهدف ونعتقل العديد من قادة القاعدةquot;.

وفي بلدة تلعفر شمال العراق : نفذت قوات الامن العراقية عمليات عسكرية مستقلة استعرضت فيها قدراتها وامكانيتها خلال مهمات متعددة في جميع انحاء محافظة نينوى.
وقد اظهر جنود الجيش العراقي من الفرقة الثانية والثالثة وكذلك الشرطة العراقية براعة تكتيكية واحتراسا خلال عمليات متعددة في انحاء المحافظة. واكتشفت القوات الامنية سيارة مفخخة وقامت بتدميرها بأمان وردت على هجوم صعب استخدمت فيه قاذفات الصواريخ وسيارة مفخخة واعتقلت 24 شخصا اثناء اشتباكات متفرقة.
وتعرض جنود اللواء الثاني/ الفرقة الثانية من الجيش العراقي الى اطلاق نار باسلحة صغيرة وقاذفات الصواريخ عند تنفيذهم لعملية مخططة في الموصل. اشتبك الجيش العراقي مع المتمردين واخمد هجومهم المفاجئ. قام الجنود بالمناورة لتأمين المنطقة والقوا القبض على 16 من المقاتلين الاعداء حيث اقتيد المتمردون الى معتقل تابع للجيش العراقي.
كما حدث هجوم اخر على جنود اللواء الثاني/الفرقة الثانية العراقية حيث استخدم الارهابيون اسلحة صغيرة وسيارة مفخخة، ادى الهجوم الى جرح اربعة جنود عراقيين وقتل جندي مع 15 من المقاتلين الاعداء وجرح سبعة اخرين اثناء الاشتباك.
واكتشف جنود من الفوج الثاني والفوج الرابع من الفرقة الثانية للجيش العراقي سيارة مفخخة قرب القاعدة الامامية لمعسكر في الموصل اثناء قيامهم بدوريات روتينية. وتم تدمير المركبة بأمان بعد وقت قصير من اكتشافها ولم يؤد تدميرها الى اي اصابات او اضرار في المنطقة. وفي النهاية تم اعتقال ثمانية ارهابيين اقتيدوا الى معتقل تابع للقوات الامنية العراقية في عمليتين منفصلتين في احياء الماثولين والنور قرب تلعفر.