عمان، غزة: يصل الرئيس المصري حسني مبارك اليوم الأربعاء إلى عمان في زيارة تستغرق يومًا واحدًا لإجراء مباحثات مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني تتمحور حول quot;آخر تطورات الشرق الاوسط والعملية السلميةquot;، حسبما أفاد مصدر أردني مطلع.
وقال المصدر في تصريح مقتضب إن quot;الرئيس المصري حسني مبارك سيصل عمان في وقت لاحق اليوم حيث يجري مباحثات مع الملك عبد الله الثاني حول آخر تطورات الشرق الاوسط والعملية السلميةquot;. واضاف المصدر ان quot;الزعيمين سيتطرقان كذلك الى مؤتمر السلام حول الشرق الاوسطquot; المزمع عقده قبل نهاية العام الحالي.
وكان وزير الخارجية الاردني عبد الاله الخطيب قد دعا من نيويورك الثلاثاء إلى quot;الاعداد الجيد لهذا الاجتماع من اجل تحقيق النتائج المرجوة المؤدية الى انطلاقة جادة للمفاوضات بما يكفل قيام دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة في الاراضي الفلسطينية وضمن اطار زمني محددquot;. واكد الخطيب quot;على ضرورة احراز تقدم حقيقي بين الفلسطينيين والاسرائيليين وتكثيف جهود المجتمع الدولي خلال الفترة التي تفصلنا عن المؤتمر المقبلquot;.
يذكر ان العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني كان قد زار مصر في الرابع من الشهر الحالي في زيارة قصيرة استغرقت عدة ساعات اجرى خلالها مباحثات مع الرئيس حسني مبارك حول الجهود المبذولة لتحريك عملية السلام في الشرق الاوسط.
الاردن يشارك في الاجتماع الدولي حول السلام
ويشارك الاردن في الاجتماع الدولي حول السلام في الشرق الاوسط الذي دعت اليه الولايات المتحدة لكن المسؤولين الاردنيين يؤكدون ان مستوى التمثيل سيعتمد على جدول اعمال هذا اللقاء. وترتبط كل من مصر والاردن باتفاقية سلام مع اسرائيل. واوضح المسؤول ان quot;الاردن سيشارك في الاجتماعquot; ،الا ان مستوى التمثيل سيعتمد على quot;جدية الاعدادquot;.
وتشتكي المملكة الهاشمية شأنها في ذلك شأن الكثير من الدول الحليفة للولايات المتحدة من مسألة quot;نقص الايضاحاتquot; حول هذا الاجتماع. وقال المسؤول الاردني quot;حتى هذه الساعة ليست لدينا رؤية واضحة حول هذا الاجتماع لذلك نحن نخشى ان يتحول مجددا الى مجرد فرصة لالتقاط الصورquot;. واكد المسؤول quot;ضرورة ان يعتمد الاجتماع على خطة عمل يتم الاعداد لها بصورة جيدة من اجل اقامة دولة فلسطينية وحل المسائل المتعلقة بها كالحدود واللاجئين والقدس والتي يصر الاردن على ضرورة الاطلاع عليهاquot;. واوضح ان quot;هذه المسائل لها علاقة بالاردن لهذا يجب ان تكون المملكة على دراية كاملة بما يجري في كل المباحثات او التطورات المتعلقة بهاquot;.
ويخشى الاردن ان يتم خلال هذا الاجتماع التطرق الى فكرة الكونفدرالية بين الاردن والفلسطينيين والتي يمكن ان تكون quot;حجة لاخلاء الاراضي الفلسطينية لان هذا سيؤدي من دون شك الى عملية نزوح للفلسطينيين نحو الاردنquot; حيث نصف السكان البالغ عددهم ستة ملايين من اصل فلسطيني. وقال احد المحللين السياسيين ان quot;الاراضي الفلسطينية فقيرة الموارد وان الفلسطينيين ستجذبهم فرص العمل المتوافرة في المملكة مما قد يدفعهم للمجيء بحشود هائلة في حال تم ربط الكيان الفلسطيني بصورة رسمية وبطريقة او بأخرى الى الاردنquot;.
ويعد ناقوس الخطر هذا احد المواضيع التي غالبا ما تتناولها وسائل الاعلام الاردنية التي تحذر من شكل لاشكال الحل للقضية الفلسطينية quot;يدفع الاردن ثمنهاquot;. وقال المحلل الذي فضل عدم الكشف عن اسمه فان quot;كونفدرالية او فدرالية قبل او بعد قيام الدولة الفلسطينية تعني سيناريو ضارا بالنسبة للمملكةquot;. لذلك ، لن ترفض المملكة التي تعد احد ابرز الحلفاء العرب للولايات المتحدة الدعوة لحضور الاجتماع الدولي ، لكنها سوف تعرب عن تحفظاتها من خلال مستوى التمثيل.
وكان الرئيس الاميركي جورج بوش اعلن الاثنين عن رغبته في بذل كل الجهود الممكنة من اجل قيام دولة فلسطينية تتعايش مع اسرائيل واكد ان هذا الهدف ممكن ان يتحقق. وقال بوش خلال لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزرائه سلام فياض في نيويورك على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة لاعطاء دفع لمشروع الاجتماع الدولي للسلام الذي دعت اليه الولايات المتحدة quot;ادعم بقوة قيام دولة فلسطينيةquot;.
حكومة هنية المقالة تدعو لعدم المشاركة بمؤتمر الخريف
دعت الحكومة الفلسطينية المقالة التي يرأسها اسماعيل هنية الجمعة العرب والسعودية على وجه الخصوص الى عدم المشاركة في المؤتمر الدولي الذي دعت له الولايات المتحدة، محذرة من ان يتحول هذا المؤتمر الى quot;تطبيعquot; بين اسرائيل والعرب. وقال المتحدث باسم الحكومة المقالة طاهر النونو في بيان quot;ندعو الاشقاء العرب الى عدم الولوج في هذا النفق المظلم وخاصة نناشد المملكة العربية السعودية عدم المشاركة في هذا المؤتمرquot;. واضاف ان الحكومة المقالة quot;تحذر من ان يكون اجتماع الخريف بوابة جديدة للتنازلات التي يقدمها هؤلاء المفاوضون او ان يتحول الى بوابة للتطبيعquot; مع اسرائيل.
وقال النونو ان الحكومة المقالة تؤكد quot;رفض التنازل عن اي من حقوقنا الثابتة وخاصة حق العودة للاجئين الفلسطينيين وقضية القدس التي تعتبر ملكا لامتنا باكملهاquot;. وكان مصدر رسمي سعودي افاد الاثنين ان السعودية لم تتخذ موقفًا بعد من حضور المؤتمر الدولي حول السلام في الشرق الاوسط الذي دعت اليه الولايات المتحدة في الخريف المقبل.