اسلام اباد، وكالات: نشرت السلطات الباكستانية يوم الأربعاء صورة رأس مقطوعة وأخرى لرجلين يقفان وسط الحشود قبل لحظات من إغتيال زعيمة المعارضة بينظير بوتو وعرضت جائزة لمن يتعرف عليهما. وقتلت رئيسة وزراء باكستان السابقة بالرصاص وفي تفجير انتحاري وهي تغادر تجمعا حاشدا في مدينة روالبندي يوم الخميس الماضي.

وأظهرت احدى الصور التي نشرت مع إخطار في أكبر صحيفة تصدر في باكستان باللغة الاوردية رجلين يقفان وسط الحشود خارج مقر تجمع بوتو قبل لحظات من خروجها من التجمع ومقتلها. وبثت محطة تلفزيونية هذه الصورة من قبل وفيها شاب حليق الذقن يرتدي نظارات شمسية وقميصا أبيض وسترة غامقة اللون. وكان من ورائه رجل يضع وشاحا أبيض على رأسه قالت محطة تلفزيونية انه يعتقد انه المفجر. وأظهرت الصور اللاحقة وأفلام الفيديو الشاب وهو يطلق الرصاص من مسدس على بوتو بعد مغادرتها مقر التجمع بينما كانت تلوح لاتباعها من فتحة في سقف عربتها المضادة للرصاص.

وفي صورة أخرى نشرت يوم الاربعاء ظهرت رأس مقطوعة وهي للمفجر فيما يبدو. وقالت وزارة داخلية اقليم البنجاب الذي توجد فيه روالبندي في الاخطار quot;مطلوب من الناس تقديم العون لاعتقال مرتكبي هذا الحادث المروع.quot; وعرضت الوزارة جائزة قيمتها عشرة ملايين روبية (164 ألف دولار) لمن يتعرف على الجناة.

ولم تذكر الحكومة الباكستانية عدد المهاجمين الذين تعتقد انهم شاركوا في الهجوم لكنها ألقت اللوم على متشدد له صلة بالقاعدة متمركز على حدود أفغانستان يدعى بيت الله محسود. لكن كثيرا من الباكستانيين يعتقدون أن اخرين من أعداء بوتو القدامى وربما من داخل الاجهزة الامنية القوية في باكستان متورطون في اغتيال زعيمة المعارضة.
ونفى متحدث باسم محسود تورطه في اغتيال بوتو.

وبخلاف التساؤلات التي تدور حول من يقف وراء مقتل بوتو ثار جدل حول السبب الذي أدى الى الوفاة. وتقول الحكومة الباكستانية أن بوتو قتلت حين كسرت جمجمتها لدى الارتطام باليد التي ترفع سقف سيارتها خلال الهجوم. ويقول أنصارها انها قتلت بالرصاص. وظهر في صور الفيديو الشاب الحليق وهو يطلق ثلاث طلقات على الاقل على بوتو من بعد لا يزيد عن نحو ثلاثة امتار وحينها تحرك وشاحها الابيض ربما حين أصابتها الرصاصة ثم سقوطها داخل عربتها المدرعة.

باكستان سطلب مساعدة دولية في التحقيق بإغتيال بوتو

وقال أحد مساعدي الرئيس برويز مشرف المقربين يوم الأربعاء أنه سيعلن أنه سيطلب مساعدة دولية في التحقيق في حادث إغتيال بوتو. وأضاف قوله إن مشرف سيدعو أيضا في كلمة الى الامة عبر التلفزيون الساعة الثامنة مساء (1500 بتوقيت جرينتش) الى الهدوء قبل الانتخابات التي كان مزمعا اجراؤها في الثامن من يناير لكنها تأجلت بضعة أسابيع. وسوف تعلن اللجنة الانتخابية موعدا جديدا للانتخابات قبل كلمة مشرف. وتتعرض باكستان لضغوط من الولايات المتحدة وجهات أخرى وكذلك حزب الشعب الباكستاني المعارض لقبول تحقيق خارجي في اغتيال بوتو. وقال مساعد مشرف لرويترز quot;سنطلب تحقيقا دوليا في وفاتها.quot;

فرنسا والاتحاد الاوروبي يعرضان تعاون خبراء في التحقيق حول اغتيال بنازير بوتو
إلى ذلك اعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ان فرنسا والاتحاد الاوروبي عرضا الاربعاء على الرئيس الباكستاني برويز مشرف تعاون خبراء فرنسيين او اوروبيين في التحقيق حول اغتيال زعيمة المعارضة بنازير بوتو.

وقد اغتيلت رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنازير بوتو الخميس الماضي في اعتداء انتحاري في اعقاب تجمع انتخابي في روالبندي بضاحية اسلام اباد استعدادا للانتخابات التشريعية والمحلية المقرر اجراؤها اصلا في الثامن من كانون الثاني/يناير ويرجح تاجيلها الى شباط/فبراير.

واتهمت الحكومة على الفور جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة فيما تحدث حزب بوتو عن خيط مرتبط بمسؤولين كبار مقربين من دوائر السلطة واجهزة الاستخبارات الباكستانية وطلب لجنة تحقيق من الامم المتحدة على غرار تلك التي تحقق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري.

وكان كوشنير وهو اول وزير اجنبي يزور باكستان منذ اغتيال بنازير بوتو وقد جاء يتحدث quot;باسم فرنسا والدول ال27 الاعضاء في الاتحاد الاوروبيquot;، اعتبر مساء الثلاثاء انه من quot;الصعبquot; فتح تحقيق دولي.
وقال الوزير الفرنسي في هذا الصدد quot;اذا كان طلبا لخبراء دوليين، فلم لا، نحن مستعدون لتامين ذلك، واذا كان طلبا دوليا بمعنى انه من الامم المتحدة فحينئذ هناك شروط ليس من السهل تلبيتها للاسفquot;، مضيفا ان quot;لجنة دولية امر ولجنة تابعة للامم المتحدة امر آخر، لان هذه الاخيرة تتطلب ان يكون هناك تورط لدولة اخرىquot;.

وقال كوشنير الاربعاء عقب لقاء استغرق ثلاثة ارباع الساعة مع رئيس الدولة في روالبندي، quot;لكن اليوم اقترحنا على الرئيس مشرف تقديم خبراء فرنسيين او اوروبيينquot; لمساعدة السلطات الباكستانية في التحقيق.
واضاف ان الرئيس مشرف quot;اجابنا ان الفكرة مهمةquot;.

وقد سلمه رسالة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تصفحها مشرف بسرعة قبل ان يتوجه الى كوشنير بالقول quot;انني موافق تماما على ذلكquot; على ما افاد مراسل لوكالة فرانس برس.
وعلق الوزير الفرنسي بالقول quot;ان الرسالة تعبر عن تضامن فرنسا مع الشعب الباكستاني بعد هذه الجريمة المريعة وعن دعم الرئيس ساركوزي للجهود الديمقراطيةمن اجل استمرار العملية الانتخابية ومكافحة الارهاب والتطرفquot;.

والثلاثاء قال كوشنير ان quot;التطرفquot; هو الذي اغتال بنازير بوتو، موضحا بعد ذلك ان من المرجح جدا ان يكون quot;التطرف الاسلاميquot;.
ومن المفترض ان يلتقي كوشنير بعد الظهر مسؤولين من حزب بوتو ويضع باقة من الزهور في المكان الذي اغتيلت فيه في روالبندي.

مقتل 27 مقاتلا اسلاميا في المناطق القبلية الباكستانية

ميدانيا اعلن مسؤول عسكري باكستاني الاربعاء ان 27 مقاتلا اسلاميا على الاقل قتلوا خلال يومين من المواجهات في المناطق القبلية في شمال غرب باكستان على الحدود مع افغانستان. واندلعت المعارك اثر خطف ناشطين من انصار طالبان والقاعدة الثلاثاء اربعة جنود باكستانيين في ولاية وزيرستان الجنوبية القبلية، بحسب المصدر العسكري. واوضح المسؤول ان quot;خمسة مقاتلين قتلوا امس (الثلاثاء) و22 الليلة الماضيةquot;.

وتم خطف الجنود الاربعة حين كانوا يتمونون من مراكز الجيش. واطلق جنود النار على المقاتلين الاسلاميين وقتلوا خمسة منهم واعتقلوا 20، بحسب المصدر ذاته. واثر ذلك تجددت الاشتباكات بعد فشل وساطة مجلس قبلي، ليلا ما ادى الى مقتل 22 اسلاميا متطرفا. ولم يقتل اي جندي في الاشتباكات غير انه لم ترد اي معلومات عن الجنود الاربعة المخطوفين.

ومنطقة وزيرستان الجنوبية هي معقل زعيم اسلامي مقرب من القاعدة هو بيت الله محسود اتهمته السلطات الباكستانية بتدبير اغتيال زعيمة المعارضة الباكستانية السابقة بنازير بوتو الخميس، الامر الذي نفاه محسود. ويؤكد مسؤولون اميركيون ان شبكة القاعدة وعناصر طالبان الافغان والباكستانيين اعادوا تنظيم صفوفهم في هذه المناطق القبلية خصوصا في منطقة وزيرستان الشمالية وذلك لتنفيذ عمليات على الجانب الاخر من الحدود في افغانستان حيث تكافح القوات الحكومية الافغانية وقوات اجنبية تمرد طالبان.