مع قرب نشر تقرير فينوغراد النهائي
شبح حرب لبنان يرفض التوقف عن مطاردة أولمرت

خلف خلف من رام الله: بالتزامن مع اقتراب موعد نشر التقرير النهائي للجنة فينوغراد التي حققت في إخفاقات المستويين العسكري والسياسي في إسرائيل خلال حرب لبنان الثانية عام 2006. تقف الساحة السياسية الإسرائيلية فوق رمال متحركة، وتثار العديد من التساؤلات حول مدى متانة تهدد الائتلاف الحكومي الإسرائيلي الذي يتزعمه أيهود أولمرت، نتيجة تكهنات باحتمالية انسحاب حزب ( العمل ) الشريك الأكبر في الائتلاف بعد نشر التقرير المذكور. هذه القضية التي أشغلت وسائل الإعلام الإسرائيلية على مدار شهور تبعت حرب لبنان الثانية، عادت منذ أيام فقط لتحتل مكانة بارزة في الصحف العبرية مجدداً، وكتب المحلل السياسي الإسرائيلي الوف بن اليوم الخميس، يقول: quot;تقرير لجنة فينوغراد النهائي لم ينشر بعد، وها هي الأصوات تتعالى مطالبة بإبعاد اولمرت عن رئاسة الوزراءquot;.

وأضاف بن في مقال نشر في صحيفة هآرتس تحت عنوان quot;دعكم منه الآنquot;: quot;من الممكن تفهم الرغبة في معاقبة اولمرت حتى وان كانت متأخرة لأخطائه التي ارتكبها قبل الحرب وخلالها من تعيين عمير بيرتس وزيراً للدفاع مروراً بالخروج المتسرع للحرب والانجرار لحرب استنزاف مع حزب الله وانتهاء بالمعركة الأخيرة التي لا يوجد لها داع. ولكن الغضب ليس موجهاً جيداً للسياسة العملية. والسؤال هو: هل ستجدي إزاحة اولمرت في هذا التوقيت نفعاً للدولة أم أنها ستكون ضاره لهاquot;.

ومن جانبه، أعتبر الكاتب بنفس الصحيفة موشيه ارنس أن اولمرت الآن يتهرب من العقوبة مستغلاً التحالف السياسي غير المقدس والمصلحي الذي يضمن بقائه في الحكم. وتابع أرنس في مقاله الذي عنونه بـ quot;يتهرب من العقوبةquot;، يقول: quot;تقرير لجنة فينوغراد الانتقالي واضح وقاطع: رئيس الوزراء أيهود اولمرت فشل في إدارة حرب لبنان الثانية. التوصيات التي توصلت إليها اللجنة بعد أشهر من المداولات وسماع الشهادات كانت مسألة بديهية بالنسبة لأغلبية الإسرائيليينquot;.

وبحسب ارنس فأنه quot;فور موافقة إسرائيل على وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بموافقة الأمم المتحدة: إسرائيل خسرت الحرب.ليس لأنها لم تكن قادرة على هزيمة بضعة ألاف من مقاتلي حزب الله في جنوب لبنان، وإنما بسبب الطريقة الفاشلة التي أديرت فيها الحربquot;.

وأضاف أرنس: quot;اولمرت الذي صرح قبل بضع سنوات أننا quot;تعبنا من القتال... تعبنا من هزيمة أعدائنا وتركيعهمquot; (يونيو 2005، نيويورك)، الحق بإسرائيل الهزيمة الحربية الأولى التي تمنى بها منذ إقامتها. ومن جانبه، دعا المحلل السياسي عوزي بنزيمان، اولمرت إلى عدم التهرب المسؤولية سواء الأخلاقية أو المباشرة عن الحرب، وقال: quot;رئيس الوزراء ايهود اولمرت مطالب الآن بتحمل وزر هزيمة حرب لبنان الثانيةquot;.

وأشار بنزيمان تحت عنوان quot;أولمرت ليس غولداquot; إلى أنه يجب على أولمرت التذكر أن غولدا مائير ومناحيم بيغن (رؤساء وزراء إسرائيليين سابقين) قد دفعا الثمن الشعبي المطلوب عن مسؤوليتهما الأخلاقية عن الحرب الفاشلة في آخر المطاف: غولدا خرجت من المعترك السياسي بضغط من الرأي العام، وبيغن انغلق في بيته بسبب عذابات الضمير التي تسببت بها الحربquot;. واختتم بنزيمان حديثه قائلا: quot;عاجلاً أو آجلاً سيكون على رئيس الوزراء أن يخلي مكانه وهذه مسألة مؤكدهquot;.

ولا تطول الانتقادات أولمرت وحده، وإنما تمتد لوزير الحرب إيهود باراك الذي وعد سابقاً بسحب حزبه (العمل) من الائتلاف الحكومي فور نشر تقرير quot;فينوغرادquot;. وكتب المحلل السياسي تسيبي حوتوبالي في صحيفة معاريف تحت عنوان quot;ذنب الجمهورquot;: quot;على رغم إن أيهود براك وعد من قبل بأنه سيستقيل بعد نشر تقرير فينوغراد فإنه يبدو سيبقى في الحكومة وفي هذا نقض لوعده يؤيده عليه الجمهور بصمتهquot;.

وكان أيضا رئيس حزب الليكود والمعارضة، بنيامين نتنياهو، هاجم أولمرت بشدة، بعد صدور تقرير لجنة الخارجية والأمن مؤخرا، وقال: quot;أولمرت لا يفهم ما يقوله له جنود الاحتياط، وإن الكثيرين تحملوا المسؤولية وفقط أولمرت يرفض تحمل المسؤوليةquot;. كما أضاف نتنياهو بأنه quot;على باراك الوفاء بتعهده والخروج من الحكومة قبل نشر التقرير النهائي للجنة فينوغرادquot;.

يذكر أن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي أثناء الحرب، دان حالوتس، استقال مطلع العام الماضي 2007 من منصبه على أثر تحقيقات عسكرية عديدة تم إجراؤها داخل الجيش. كما استقال وزير الحرب أثناء الحرب عمير بيرتس بعد صدور تقرير لجنة فينوغراد الجزئي.