رايس تجتمع اليوم مع وزير الخارجية الليبي لرأب الصدع

رايس ستطلب من ليبيا الافراج عن السجناء السياسيين

شلقم يلتقي مسؤولين أميركيين في واشنطن

ليبيا تترأس مجلس الأمن للشهر الجاري

نيويورك: اكدت ليبيا التي صنفها الغربيون لفترة طويلة كدولة quot;مارقةquot;، الخميس وضعها الجديد في الساحة الدولية كدولة يتم التعاطي معها بشكل عادي خصوصا من خلال توليها الرئاسة الدورية لمجلس الامن الدولي اليوم الخميس وزيارة وزارية للولايات المتحدة. وعقد وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم الذي يقوم بزيارة رسمية للولايات المتحدة لقاء مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس التي كانت ستطلب خلاله من ليبيا الافراج عن السجناء السياسيين ومتابعة الاصلاحات الديموقراطية، بحسب وزارة الخارجية الاميركية.

ويفترض ان يمهد هذا اللقاء لزيارة تقوم بها رايس لليبيا. وكانت رايس اعربت الشهر الماضي عن رغبتها في زيارة طرابلس لتجسيد تطبيع العلاقات بين البلدين. وفي حال تأكدت هذه الزيارة فستكون الاولى لوزير خارجية اميركي لليبيا منذ 1953. واستؤنفت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين التي قطعت في 1981، في 2004 اثر اعلان الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي ان بلاده تخلت عن السعي لحيازة اسلحة الدمار الشامل.

وتم تطبيع هذه العلاقات في 2006 اثر سحب ليبيا من اللائحة الاميركية للدول الداعمة للارهاب وتبادل السفراء. وفي هذه الاثناء قامت العديد من الدول الاوروبية مثل بريطانيا والمانيا وايطاليا وفرنسا، باعادة علاقاتها الرسمية مع ليبيا لتستفيد من عقود تجارية مربحة. وكان تكريس تحسن العلاقات الليبية الفرنسية واضحا من خلال زيارة مثيرة للجدل قام بها الزعيم الليبي الى فرنسا في كانون الاول/ديسمبر الماضي بعد خمسة اشهر من الافراج عن فريق طبي بلغاري سجن في ليبيا لادانته بنقل فيروس الايدز لاطفال ليبيين وافرج عنه بتدخل من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.

وفي كانون الاول/ديسمبر رفض ساركوزي الانتقادات لزيارة القذافي موضحا انه يجب quot;التحادث مع الجميعquot; وتشجيع مسيرة ليبيا باتجاه quot;كسب الاحترامquot; رغم رصيد ليبيا في مجال حقوق الانسان. وكمؤشر واضح على هذه الوضعية الجديدة لليبيا، تم انتخاب طرابلس في تشرين الاول/اكتوبر للمرة الاولى منذ تولي العقيد القذافي السلطة في 1969، احد الاعضاء غير الدائمين في مجلس الامن الدولي وذلك للعامين 2008 و2009.

وبالنظر الى ما تمثله من مرشح توافقي في صلب المجموعة الافريقية، فقد تم انتخاب ليبيا بسهولة من قبل الجمعية العامة لهذا المنصب بتأييد من 178 صوتا من 190. وكانت الولايات المتحدة اعلنت انها لن تقوم بحملة ضد ترشيح ليبيا. وكانت ليبيا نالت عضوية مجلس الامن مرة واحدة في السابق في 1976-1977. وبعد انتخابها في تشرين الاول/اكتوبر قال سفيرها في الامم المتحدة جاد الله الطلحي quot;ان ذلك يعني اننا عدنا الى المجتمع الدولي، وان جميع المشاكل التي واجهناها في الماضي اصبحت خلفناquot;.

وشاءت الصدفة ان تتولى ليبيا في اول شهر لها في مجلس الامن رئاسته الدورية. وتمنح رئاسة مجلس الامن مداورة لكل الدول الاعضاء ال15 بحسب الترتيب الابجدي لاسمها بالانكليزية. وبالتالي فان اسم quot;الجماهيرية العربية الليبيةquot; يحل تلقائيا خلف ايطاليا التي تولت رئاسة المجلس في كانون الاول/ديسمبر الماضي.

ومن المفترض ان يعرض السفير الليبي لدى الامم المتحدة جاد الله عزوز الطلحي بعد ظهر اليوم الخميس بتوقيت نيويورك برنامج عمل المجلس للشهر الحالي والذي يتوقع ان يتمحور كما هي الحال عليه دائما على النزاعات الافريقية والشرق اوسطية. وتعتبر ليبيا طرفا فاعلا في حل نزاع على الاقل من هذه النزاعات وهو دارفور بالسودان.