حلفاء سورية غير مرتاحين إلى تحرك الجامعة
ماذا يستطيع العرب أن يفعلوا للبنان؟

إيلي الحاج من بيروت: لا يأمل اللبنانيون كثيراً بمبادرة لحل أزمتهم السياسية تطلقها جامعة الدول العربية، فهم لا يزالون يذكرون جيدا تجارب عام 2007 المخيبة مع هذه الجامعة التي عاودت تحركها بعد وصول المبادرة الفرنسية المدعومة اوروبيا وعربيا والمنسقة اميركيا الى طريق مسدود تمثل بتوقف الاتصالات بين باريس ودمشق على خلفية اتهامات متبادلة بعدم إلتزام الوعود لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية.

وكانت مصر بصفتها دولة مقر الجامعة العربية والمملكة العربية السعودية بصفتها رئيسة القمة العربية تقدمتا باقتراح الدعوة الى اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب غدا الاحد للبحث في الوضع اللبناني quot;لأن لبنان مسؤولية عربية، وجامعة الدول العربية لن تتراجع عن تحمّل مسؤولياتها في هذا الشأنquot;، على ما ما أكد الأمين العام عمرو موسى. وجاءت هذه الخطوة في ظل إقفال الأفق السياسي الداخلي في لبنان، والمخاوف الخارجية من اطالة أمد الفراغ الرئاسي بعد التأجيلات المتكررة لجلسات انتخاب الرئيس الذي بات محددا ومتوافقا عليه وهو قائد الجيش العماد ميشال سليمان ، وفي ظل استياء عربي وفرنسي من عدم تجاوب سورية مع الدعوات الى عدم عرقلة الانتخابات الرئاسية في لبنان.

وبات معروفاً في الكواليس الدبلوماسية في بيروت أن جدول أعمال الاجتماع وبيانه المعد مسبقا سيحمل ثلاثة عناوين بارزة: دعم حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، الدعوة الى انتخاب العماد ميشال سليمان على قاعدة التوافق السياسي ووفق الأصول الدستورية، وتحميل سورية وحلفائها مسؤولية تعطيل الانتخاب وأي تأخير سيحصل الآن فصاعدا، مع ما يعنيه ذلك إحراج لقوى 8 آذار/ مارس المتحالفة مع مع دمشق.

وتخشى هذه القوى ان يكون الهدف غير المعلن للاجتماع العربي هو التمهيد لتدويل موضوع الانتخابات الرئاسية، خصوصا أن معلومات وردت إلى بيروت عن مناقشات جرت خلال الأيام الماضية حول الدور الذي يمكن مجلس الأمن ان يؤديه في مجال الانتخابات الرئاسية في لبنان ، وأن الأولوية الدولية انتقلت من إعطاء الوقت الكافي للتوافق الداخلي إلى ضرورة فعل شيء ما حيال لبنان وعدم ترك الوضع يسلك طريقا غير محسوب النتائج، وعدم القبول باستمراره على ما هو . وقد عبر رئيس مجلس النواب وحركة quot;أملquot; نبيه بري عن مخاوف القوى الحليفة لسورية بقوله إن التحرك العربي المفيد يجب ان يسلك اتجاها محددا ليس في اتجاه الداخل اللبناني وانما في اتجاه تسوية الخلاف السعودي- السوري، وتشكل القمة العربية المقررة في آذار/ مارس المقبل محطة بارزة وفرصة مناسبة لذلك. كما أن التعامل المفيد مع سورية لا يكون بتصعيد الضغط عليها كي تضغط بدورها على حلفائها في لبنان ، علماً أنها ليست في هذا الوارد إطلاقاً.

ومما يزيد في شكوك القوى الحليفة لسورية ان عودة المبادرة العربية في شأن لبنان بدأت تتبلور في الاجتماع الدولي- العربي الذي عقد في باريس على هامش مؤتمر الدول المانحة للفلسطينيين. وفي ذاك الاجتماع ساد توجه واضح الى تحميل سورية وحلفائها في لبنان مسؤولية تعطيل الانتخابات الرئاسية اللبنانية، وبدا وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في ذلك الاجتماع شديد الاستياء من سورية متهما إياها بالتعطيل وزعزعة الاستقرار في لبنان ، وجاراه في ذلك وزيرا خارجية المملكة العربية السعودية ومصر اللذين عبرا عن خشيتهما أخطار إطالة مدة الفراغ الرئاسي في لبنان بسبب رغبة القياد السورية في مقايضة الإستقرار اللبناني بتحقيق مطالب تطرحها على بعض الدول العربية ، وفي طليعتها إنجاح القمة العربية في دمشق.