إستجواب وزيرة التربية الكويتية وسط حضور نسائي كثيف:
تساؤلات حول غياب رئيس الحكومة وتأجيل حل مجلس الأمة

الكويت: استجواب وزير يعنى بحقيبة التربية للمرة الرابعة

الكويت: تقديم استجواب ضد وزير الداخلية قد يعقد الاوضاع السياسية...

فاخر السلطان من الكويت: بدأ مجلس الأمة بعد الساعة العاشرة من صباح اليوم، إستجواب وزيرة التربية نورية الصبيح والمقدم من النائب السلفي وعضو الكتلة الإسلامية المستقلة سعد الشريع. وشوهد في أوساط الجمهور الكثيف، حضور نسائي كبير ولافت، قال عنه المراقبون إنه لأول مرة تشهد استجوابات مجلس الأمة هذا العدد الكبير من النساء. وكان الجمهور قد تواجد منذ الساعة السابعة صباحًا عند بوابات المجلس لحضور جلسة الاستجواب حيث البرد كان شديدًا، ووصلت درجة الحرارة إلى 4 درجات فوق الصفر. دخلت الوزيرة الصبيح قاعة مجلس الأمة في تمام الساعة الثامنة والنصف صباحًا، هي وفريق عملها الخاص بالاستجواب، وقوبلت بتصفيق حاد وتحية كبيرة من الجمهور الحاضر الذي كما قلنا غلب عليه الحضور النسائي الكثيف. واستهل رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي جلسة الاستجواب بالتنبيه على الوزيرة والمستجوب النائب الشريع الالتزام بمحاور الاستجواب وعدم الخروج عنها، كما نبه على الجمهور عدم ابداء اي اشارات استحسان او استهجان ملوحًا بإخراجهم من القاعة في حال لم يلتزموا بالقواعد والقوانين. وقال النائب الشريع في بداية الاستجواب انه لن يعرض ما لديه من افلام حول حفل راقص ومختلط لطلبة المدارس تدين الوزيرة، وذلك احترامًا للشعب الكويتي، لكنه اكد انه سيذكر وقائع هذه الافلام واذا قامت الوزيرة بنفيها فسيضطر إلى عرضها.

لكن الشريع قام بعدها بعرض فيلمين من احاديث الوزيرة حاول ان يبين فيهما تضارب اقوالها، كما تحدث عن تصريح الوزيرة لصحيفة القبس حول تدخل النواب في عملها والضغوطات التي أتت عليها، وانتقد كلام الوزيرة واعتبر أنها تحمل نفسية عدائية. وتسيطر حادثة اعتداء جنسي من قبل عمال نظافة على أربعة طلبة أطفال في مرحلة الابتدائية الشهر الماضي على وقائع الاستجواب. وأمس برز خبر جديد عن حادثة اعتداء جنسي جديدة في مدرسة مزعل الصلال مما قد يصعب كثيرا موقف الوزيرة في استجواب اليوم. وقال منسق الكتلة الإسلامية المستقلة جابر المحيلبي إن الفضيحة الجديدة المتمثلة باعتداء جنسي في مدرسة مزعل الصلال الابتدائية ما هو إلا تأكيد على فشل وزيرة التربية في مواجهة تفشي الانحلال الأخلاقي في مدارسنا، متسائلاً: هل هناك بعد هذا الحادث شك في أن وزيرة التربية ليس لديها القدرة على حمل أمانة رعاية النشء والمحافظة على قيم المجتمع، موضحًا أنها أثبتت أنها غير جديرة بالاستمرار في منصبها. وأكد المحيلبي انه ثبت بما لا يدع أي مجال للشك إن الوزيرة ليس في أجندتها المحافظة على العادات والتقاليد والعقيدة الإسلامية وهذا ما سنكشفه بالاستجواب وبالدليل القاطع حتى يعرف النواب والشعب الكويتي هذه الحقيقة المرة وان الوزيرة أخلت بمسؤوليتها السياسية، وهذه هي النتيجة تكرار الاعتداءات الجنسية على الطلبة، مما يؤكد انفلات التعليم وانحداره في ظل وجود وزيرة همها تنفيذ أجندة بعيدة كل البعد عن التعليم وحفظ النشء.

وكان الشريع والنواب المؤيدون للاستجواب قد وعدوا الجمهور بأنهم سيفجرون مفاجأة في جلسة الاستجواب اليوم. وكان العضو في كتلة العمل الوطني النائب علي الراشد، المؤيد هو وكتلته للوزيرة، قد تطرق لتلك المفاجأة في مهرجان خطابي للتحالف الوطني الديمقراطي (تنظيم ليبرالي) تأييدًا للوزيرة يوم أمس. حيث قال إن المفاجأة هي لإحراج نواب الاخوان المسلمين في المجلس، الذين لم يحددوا موقفهم من الاستجواب إلى حد الآن. وتتمثل المفاجأة حول طالبة عمرها 11عامًا متهمة بأنها من عبدة الشيطان ومتهمة بالتشخبط على القرآن. و كان الحادث قد وقع قبل تولي الوزيرة الوزارة. وقد تم فصل الطالبة وتحويلها إلى لجنة تحقيق، وبعد ان جاءت الوزيرة ظهرت نتائج التحقيق بأن ما كان موجود على القرآن لم يكتب بخط الطالبة واثبتت لجنة التحقيق ان هذه الطالبة لم تكتبه بخط يدها، فتم ارجاعها الى مدرستها.

وكانت قد تحدثت مصادر خبرية وسياسية في الكويت عن أن قرار حل مجلس الأمة حلاً دستوريًا كان في طريقه إلى الإعلان، ثم أرجئ إلى ما بعد لقاء سيجمع القيادة السياسية بكتل نيابية يقودها نائب رئيس مجلس الأمة محمد البصيري (إسلامي من تيار الاخوان المسلمين) يوم الأحد المقبل. وقالت المصادر إن قرار حل المجلس من عدمه سيتحدد بعد هذا اللقاء. ويأتي هذا التطور بعد أن هدد عضو كتلة العمل الوطني البرلمانية النائب أحمد المليفي أمس بتقديم إستجواب لوزير الداخلية الشيخ جابر خالد الصباح على خلفية كشوف التجنيس، لكنه تراجع عن ذلك بعد ضغوط نيابية طالبته بالتأجيل. ومنذ أن أعلن الأسبوع الماضي عن تجنيس أكثر من 500 شخص والكويت تمر بأزمة سياسية بسبب الأسماء الواردة في كشف التجنيس، حيث تم توجيه اتهامات للحكومة الكويتية بالتدخل في الكشف وتنفيع أشخاص في مقابل ظلم أشخاص آخرين. ويأتي تهديد المليفي بتقديم استجواب ضد وزير الداخلية في وقت سيناقش مجلس الأمة في جلسته غدا الاستجواب الذي قدمه النائب السلفي سعد الشريع لنورية الصبيح.

ويقول المراقبون هنا إن تأجيل قرار حل المجلس قد يرتبط أيضًا بزيارة الرئيس الأميركي جورج بوش إلى الكويت نهاية هذا الأسبوع، حيث يستبعد هؤلاء أي خطوة تصعيدية ضد مجلس الأمة أثناء الزيارة بسبب أنها قد تعتبر بمثابة ضربة للديمقراطية لا يمكن استبعاد تبعاتها لدى صانع القرار الأميركي. ويضيف المراقبون أن لقاء أمير الكويت بالكتل النيابية يوم الأحد القادم جاء بناء على طلب من الكتل النيابية نفسها، مؤكدين أن احتمالات حل المجلس قائمة بقوة في حال لم يتم تحقيق النتائج المرجوة من اللقاء. وكان عضو كتلة العمل الوطني البرلمانية النائب صالح الفضالة اعتبر اليوم أن محاور استجواب وزيرة التربية لا ترقى لمستوى الاستجواب. وأضاف أنه ينصح بعدم الاستعجال في تقديم استجواب لوزير الداخلية. ومن جانبه قال النائب السلفي فيصل المسلم اليوم أن وزير الداخلية يستحق الاستجواب، لكن حل المجلس لا يزال بأيدي أمينة.

من جانب آخر يلفت المراقبون إلى ظاهرة غياب رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد عن البلاد، امتدت ما يقرب من ثلاثة أسابيع، في ظل الاستعداد لاستجواب وزيرة التربية غدا. ويؤكد المراقبون أنه ربما يكون لهذا الغياب دلالات سياسية في اتجاهات عدة. أهم تلك الاتجاهات، هي التي تتحدث عن ضجر الشيخ ناصر المحمد وامتعاضه من استمرار بعض أفراد الأسرة الحاكمة في وضع العراقيل أمام حكومته لإفشالها وإظهار رئيسها بمظهر غير القادر على تسيير الأمور واحتواء مجلس الأمة، مما يعني إمكانية عزوفه عن الاستمرار في المنصب وتقديم استقالته فيما لو استمر هذا الوضع ولم يتم كبح جماح من يعمل على استمراره. لكن ما يتردد عن تلك الاستقالة لايزال مجرد اشاعات. ولو صدقت فهي أمر منطقي بالنسبة للعديد من المراقبين الذين يطرحون التساؤل التالي: لماذا يستهدف وزرائه الواحد تلو الآخر، على الرغم من كل محاولات التهدئة؟