لندن، القدس، وكالات: يبدأ الرئيس الأميركي جورج بوش الأربعاء زيارة تاريخة لإسرائيل التي إتخذت فيها إجراءات أمنية إستثنائية في محاولة لمساعدة الإسرائيليين والفلسطينيين على إبرام إتفاق سلام في السنة الأخيرة من ولايته الرئاسية ووضع حد لنزاع مستمر منذ ستين عاما. ويصل الرئيس الاميركي عند الساعة 12:00 بالتوقيت المحلي (الساعة العاشرة ت.غ.) الى مطار بن غوريون قرب تل ابيب في الزيارة الاولى له خلال رئاسته والاولى لرئيس اميركي منذ العام 1998.
وينوي بوش المتهم بانه اهمل القضية الاسرائيلية-الفلسطينية، مساعدة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس الى احترام وعد قطعاه برعايته خلال مؤتمر انابوليس (الولايات المتحدة) بالتوصل الى اتفاق بحلول نهاية العام 2008 يسمح بقيام دولة فلسطينية تعيش بسلام الى جانب اسرائيل، رغم الشكوك في امكانية تحقيق ذلك في هذه الفترة الزمنية. وبعد مراسم الاستقبال في مطار بن غوريون وحتى مغادرته الجمعة سيلتقي بوش على انفراد المسؤولين الاسرائيليين والفلسطينيين فضلا عن ممثل اللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط توني بلير.
وسيكتفي بوش بزيارة اسرائيل والضفة الغربية من دون قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس. ويزور بوش المسيحي المتدين الخميس كنيسة المهد في بيت لحم (الضفة الغربية) مكان ولادة المسيح حسبما جاء في الكتاب المقدس. والجمعة سيضع اكليلا من الزهر عند نصب ياد فاشيم في القدس لضحايا المحرقة وسيزور كنيسة quot;العظة على الجبلquot; في الجليل حيث القى المسيح عظة الجبل. وينتشر اكثر من 11 الف شرطي اسرائيلي لضمان الامن في حين قرر الجيش الاسرائيلي فرض اغلاق تام على الضفة الغربية.
وقالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس التي ترافق بوش انه يجب عدم توقع تحقيق quot;اختراقquot; خلال هذه الزيارة. لكن بوش اوضح انه يريد مساعدة عباس واولمرت والحصول على دعم الدول العربية لجهود السلام. وتشكل اسرائيل والضفة الغربية المحطة الاولى في جولة بوش الممتدة حتى 16 كاننو الثاني/يناير وتشمل كذلك كلا من الكويت والبحرين والامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر.
وفي هذه الدول كما في اسرائيل سيسعى بوش الى الطمأنة انه رغم التقرير الاميركي المدوي الذي بدا وكأنه يقلل من اهمية الخطر النووي الايراني، تستمر واشنطن باعتبار طهران quot;تهديداquot; وستبقى ملتزمة امن المنطقة الغنية بالنفط. وطبعت مواجهة خطرة بين زوارق حربية ايرانية واميركية في مياه الخليج الاستراتيجية الزيارة من الان.
التايمز: جولة بوش للمنطقة هي الأهم منذ توليه الرئاسة
فيهذا السياق تقولصحيفة التايمز البريطانية في إحدى افتتاحياتها إن زيارة بوش إلى الشرق الأوسط تمثل إحدى أكثر جولاته الخارجية أهمية خلال رئاسته، فضلا عن التحديات التي تطرحها أمامه. إذ سيواجه بوش أربع قضايا ظلت عالقة خلال فترة رئاسته وهي النزاع الإسرائيلي الفلسطيني والعراق والاستقرار في الخليج وquot;تهديد إيران للأمن الإقليميquot;. وتمضي الافتتاحية قائلة إن نجاح بوش في معالجة أحد الملفات الأربعة المطروحة سيكون مهما.
فالرئيس الأميركي يبدو عازما على تخصيص معظم ما تبقى من ولايته الرئاسية لشؤون المنطقة ليس فقط لأن نفوذه وتأثيره يظل حيويا في حسم بعض القضايا ولكن لأنه يسعى لتحقيق إنجاز يخلد ذكره شأنه في ذلك شأن من سبقه من الرؤساء الأميركيين وينسب له الفضل في حل معضلة الشرق الأوسط بعد انتهاء ولايته الرئاسية. وترى الصحيفة أن زيارة بوش للمنطقة كان ينبغي أن تبدأ من الخليج بدل إسرائيل لكي تكون مثمرة أكثر من الناحية السياسية.
وتضيف الافتتاحية أن الرئيس بوش سيصل إلى المنطقة في وقت يشهد فيه الوضع الأمني توترا أحد من الشهور الماضية، وأن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي تجد نفسها تحت ضغوط قوية للرد على مصادر الصواريخ الفلسطينية التي تطلق من غزة وذلك بشن غارات جوية جديدة أو القيام بعملية توغل عسكري واسعة النطاق. وبالمثل، فإن التوغل الإسرائيلي في نابلس أدى إلى تأجيج التوترات في الضفة الغربية. في حين أنه لو بدأ زيارته من الخليج الذي ينعم بالاستقرار، فإنه سيحظى بترحيب حار من قبل حكوماته المصنفة على أنها من أشد حلفاء الولايات المتحدة.
صحيفة الإندبندنت تنشر تقريرا لمراسلها في القدس، دونالد ماكينتاير، يقول فيه إن مباحثات بوش مع إيهود أولمرت ستشمل الملف النووي الإيراني في ظل تراجع إمكانية توجيه ضربة جوية أميركية للمنشآت النووية الإيرانية بعد صدور تقرير أجهزة الاستخبارات الأمريكية الذي خلص إلى أن إيران أوقفت العمل في برنامجها العسكري النووي عام 2003.
وعشية بدء بوش زيارته، أذن عباس، وأولمرت، لوفديهما المتفاوضين، ببدء مباحثات حول القضايا الجوهرية، وهي القدس والاستيطان اليهودي ومصير اللاجئين. جاء هذا الإعلان عقب اجتماع أولمرت وعباس في القدس اليوم الثلاثاء عشية زيارة الرئيس الأمريكى جورج بوش التى تبدأ غدا للمنطقة. وقال بوش إن زيارته للشرق الأوسط، ستدور حول ثلاثة محاور. وقال إن الفلسطينيين بحاجة إلى أن تكون لديهم نظرة واضحة ومحددة لدولة تستطيع العيش جنبا إلى جنب الدولة الإسرائيلية، كما ينبغي على الفلسطينيين والإسرائيليين على السواء، الوفاء بتعهداتهم لترجمة هذه النظرة على الأرض الواقع.
وضع نهائي
ونقلت وكالة الأسوشييتد برس تصريحات للناطق باسم الحكومة الإسرائيلية، مارك ريغيف قال فيها إن الزعيمين الفلسطيني والإسرائيلي، أذنا لرئيسي الوفدين المتفاوضين quot;بإجراء مفاوضات مباشرة ومستمرة، حول الوضع النهائي.quot; وقال المفاوض الفلسطيني صائب عريقات -الذي حضر لقاء يوم الثلاثاء- إن هذا الاجتماع quot;جاد ورصينquot;ـ وأكد أن الزعيمين الفلسطيني والإسرائيلي أعطيا الإذن للتفاوض بشأن القضايا الأساسية. وقال كذلك:quot; إن الرئيس عباس يريد أن تكون سنة 2008 سنة سلام.quot; وكان الفلسطينيون والإسرائيليون الذين حضروا لقاء أنابوليس في شهر نوفبر/ تشرين الثاني الماضي، قد اتفقوا على محاولة الوصول إلى اتفاق سلام هذا العام. لكن لم يلح في الأفق ما يوحي بحدوث تقدم.
مفاوضات
وكان مفاوضون فلسطينيون وإسرائيليون، قد التقوا في القدس يوم الاثنين لبحث اطار مفاوضات السلام برئاسة احمد قريع وتسيبي ليفني. لكن محادثات الوفدين الإسرائيلي والفلسطيني، بدأت متعثرة، بعد أن حُصر قريع عند نقطة تفتيش إسرائيلية قرابة الساعة ، عندما كان في طريقه إلى الللقاء. وخلال لقاء الوفدين طالب الفلسطينيون الإسرائيليين بوقف الاستيطان والعمليات المسلحة، كتلك التي جرت في نابلس، مؤخرا، quot;لأن ذلك ينسف مصداقية الرئيس عباسquot; وقال المفاوض الفلسطيني صائب عريقات: quot;نأمل أن تتوقف الحكومة الإسرائيلية عن القيام بكل ما من شأنه، أن ينسف مفاوضات الوضع النهائي.quot;














التعليقات