فيينا، طهران: يبدأ المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الجمعة زيارة الى ايران تستمر يومين بهدف السعي مجددا لاستيضاح بعض نقاط البرنامج النووي الايراني المثير للجدل.وقالت المتحدثة باسم الوكالة ميليسا فليمينغ quot;يأمل البرادعي خلال زيارته ان يتمكن من تطوير سبل ووسائل تحسين وتسريع ارساء اجراءات الحماية في ايران بهدف حل القضايا التي لا تزال عالقةquot; بشأن الانشطة السابقة والحالية النووية الايرانية.

ويرافق البرادعي في زيارته السادسة لايران منذ 2003، المسؤول الثاني في الوكالة الذرية اولي هينونين وفيلموس سيرفيني مدير العلاقات الخارجية والتنسيق السياسي.

ومحور الزيارة الجديدة هو البرنامج النووي الايراني الذي تقول ايران انه محض مدني وسلمي وتقول واشنطن وبعض حلفائها الغربيين انه يخفي اهدافا عسكرية، ويشير محللون الى انه تنقصه الشفافية رغم اربع سنوات من التحقيقات المكثفة.

وتأمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي انتقدت ايران في تشرين الثاني/نوفمبر بشأن استئناف انشطة تخصيب اليورانيوم رغم تحذيرات وعقوبات الامم المتحدة، معرفة المزيد بشأن تجارب اجريت باستخدام البلوتونيوم واستخدام اجهزة طرد مركزي من نوع بي1 وبي2 لانتاج يورانيوم مخصب.كما تتساءل الوكالة ايضا بشأن جزيئات اليورانيوم العالية التخصيب شبيهة بتلك التي تدخل في تصنيع السلاح الذري التي عثر عليها مفتشون من الوكالة في جامعة طهران التقنية.

وكان يتعين مبدئيا ان تقدم خطة العمل المعدة من الايرانيين ومسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في آب/اغسطس الماضي، كامل الاجوبة عن هذه الاسئلة في كانون الاول/ديسمبر 2007، غير ان الامر ما زال معلقا بهذا الشأن.

وبعد بدء ملف المباحثات المخصص لمشاكل تلوث محتمل في تشرين الثاني/نوفمبر، يتعين على خبراء الجانبين من الان فصاعدا بحث quot;الانشطة التي يمكن ان تكون لها تطبيقات عسكريةquot;، بحسب خطة العمل.

ودون تحديد اسماء، قالت المتحدثة باسم الوكالة ان البرادعي سيلتقي شخصيات رفيعة المستوى في طهران. وتوقع مصدر دبلوماسي في فيينا ان تشمل اللقاءات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد وآية الله علي خامنئي المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في ايران.

وبعد التقرير الاخير لاجهزة الاستخبارات الاميركية الذي اشار الى ان ايران عملت على برنامج نووي عسكري غير انها اوقفته في 2003، تصر واشنطن على قيام طهران بالكشف التام عن برامجها.

وقال غريغوري شولت السفير الاميركي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية quot;ان النقطة المركزية تتمثل في الحصول على كافة الوثائق الخاصة بتاريخ كامل البرنامج النووي الايراني العسكري اضافة الى وسائل التثبت من ان البرنامج اوقف بالفعلquot;.

واضاف ان زيارة البرادعي لايران quot;ستكون مناسبة للالحاح على الحصول من ايران على اعترافات كاملة وعلى اثبات دون تأخيرquot;.واضاف السفير انه بموازاة جهود البرادعي quot;تواصل (الولايات المتحدة مع دول حليفة في مجلس الامن) اتخاذ اجراءات اضافية لدفع ايران الى الوفاء بواجباتها النووية الدوليةquot;.واكد شولت بالخصوص quot;مطالبة طهران بتعليق انشطة تخصيب اليورانيومquot; ضمن مطالب اخرى.

مباحثات بين ايران وخبراء الوكالة الذرية بشأن التلوث باليورانيوم
وكان قد اجرى مسؤولون ايرانيون وخبراء من الوكالة الدولية للطاقة الذرية مناقشات جديدة بشأن مصدر تلوث باليورانيوم المخصب عثر عليه في جامعة طهران، على ما افادت الاربعاء وكالة الانباء الطلابية الايرانية. واعلن مسؤول رفض كشف هويته quot;خلال الايام القليلة الماضية، اجرى مسؤولون ايرانيون وخبراء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية اخر مباحثات بشأن مصدر التلوثquot;.وعثر خبراء من الوكالة على جزيئات من اليورانيوم المخصب على تجهيزات في كلية طهران التقنية اثر عملية تفتيش في كانون الثاني/يناير 2006.

واضاف المسؤول ان quot;هذه المفاوضات انتهت الثلاثاء وعاد الخبراء الى فيينا الاربعاءquot;.

وكان الطرفان اجريا سلسلة اولى من المناقشات من 10 الى 13 كانون الاول/ديسمبر.واجرى المسؤولون الايرانيون عدة مباحثات مع خبراء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ ان اتفقوا في اب/اغسطس على ان ترد طهران على اسئلة حول برنامجها النووي.

فرنسا: سلوك ايران شديد الخطورة
من جهة ثانية قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير يوم الاربعاء ان سلوك ايران في مضيق هرمز شديد الخطورة وحذر من اي اعمال quot;استفزازيةquot; في المستقبل.

وتقول واشنطن ان زوارق ايرانية اقتربت من ثلاث سفن تابعة للبحرية الاميركية في الممر المائي وهو طريق بحري رئيس لشحن النفط قبالة ساحل ايران وهددت بتفجير السفن.

وتقول الولايات المتحدة ان الحادث كاد يؤدي الى تبادل لاطلاق النار ووصفه الرئيس جورج بوش يوم الثلاثاء بأنه quot;عمل استفزازيquot;.

وقال كوشنير في مؤتمر صحافي لدى سؤاله عن الحادث quot;اصف سلوك ايران بانه شديد الخطورة . وادعوهم الى اظهار ضبط النفس.quot;

ونشرت الولايات المتحدة شريط فيديو للحادث الذي وقع في مطلع الاسبوع وتسجيلا لما قالت انه الحديث الذي دار بين الجانبين. ورفضت ايران شريط الفيديو بوصفه ملفقا واتهمت واشنطن بمحاولة إثارة التوتر في المنطقة.

وقال كوشنر quot;في هذا الوقت وهذا المكان - مضيق هرمز- اي عمل استفزازي او هجومي او دفاعي يبدو محفوفا بالمخاطر وعلى ذلك فاننا ندعو الطرفين الى ابداء الاعتدال.quot;

وكان كوشنير قد اثار عاصفة دبلوماسية العام الماضي عندما قال في مقابلة تلفزيونية اذيعت على الهواء انه ينبغي للعالم ان يستعد لاحتمال نشوب حرب مع ايران بسبب برنامجها النووي لكنه قال منذ ذلك الوقت انه يفعل كل ما بوسعه لتفادي مثل هذا الاحتمال.

وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في مقابلة مع مجلة الشهر الماضي انه هناك خطر حقيقي لنشوب حرب مع ايران وان اسرائيل وليس الولايات المتحدة هي الدولة التي يرجح ان تشن هجوما على الجمهورية الاسلامية الايرانية.