موجة جديدة لنسيم الحرية ...
قناة (جيو) تعود إلى الشاشة بعد 78 يوما

عبد الخالق همدرد من إسلام آباد: قرر الرئيس الباكستاني برويز مشرف رفع الحظر المفروض على قناة (جيو) الإخبارية الشهيرة بعد 78 يوما وقبل مغادرته إلى لندن لزيارة رسيمة. وبذلك سيعيد منظمو الكابيل قناة (جيو) الإخبارية وقناة (سوبر) الرياضية التابعة لمجموعة جيو إلى الشاشة. وكانت (جيو) غابت فجأة عن الشاشة في الساعة الثانية ظهرا في 3 من شهر نوفمبر الماضي قبل تطبيق المرسوم الدستوري المؤقت ndash; حالة الطوارئ- بثلاث ساعات. وقد تم فرض الحظر على القنوات الإخبارية المحلية والأجنية في نفس ذلك اليوم؛ بيد أن وضع (جيو) اختلف عن القنوات الأخرى حيث تم فرض الحظر على قناتها الرياضية (سوبر) أيضا.

ومع فرض حالة الطوارئ في البلاد عرفت الهيئة الباكستانية لتنظيم الإعلام الإليكتروني ndash; PEMRA- ضوابط سلوكية جديدة معدلة للقنوات التلفزيونية، كانت مثل الضوابط السابقة اتفاقية متطوعة من جانب القنوات إلا أنها تضمنت عقوبة الصحافيين بسجن ثلاث سنوات ومصادرة أدوات البث على مخالفة لتلك الضوابط. وبذلك أصبحت سبب صراع بين القنوات والحكومة؛ بيد أن محادثات ناجحة بين الحكومة وبين ممثلي القنوات عاد معظم القنوات إلى الهواء مرة أخرى في 12 من شهر نوفمبر.

وكانت قناة جيو و (أيه آر واي) تبث برامجها من مدينة دبي الإعلامية بعد فرض الحظر عليهما داخل باكستان. وكان من الممكن استقبال بثهما في باكستان عن طريق الدش فقط.

وقد شهدت قناة جيو منعطفا جديدا عندما قررت سلطات الإمارات العربية المتحدة في 16 نوفمبر 2007 م فرض الحظر على بث جيو وقناة أيه آر واي من دبي. وقد ذكرت المديرة التنفيذية لمدينة دبي الإعلامية أمينة رستماني بأن ذلك الحظر كان بسبب قوانين داخلية بيد أن الانطباع السائد كان أن ذلك القرار قد اتخذ تحت ضغط من الحكومة الباكستانية. وفي حين عادت أيه آر واي إلى الشاشة في 22 نوفمبر 2007م لم تتمكن (جيو) من العودة. وكانت الأخيرة خارج الحلبة الإعلامية.

وفي تلك الأيام بدأت جيو تبث برامجها من أرصفة إسلام آباد ndash; راجع quot; بث حي من أرصفة إسلام آبادquot; مقال منشور في إيلاف ndash; وقد لحقتها خسائر إجمالية تقدر بـ 1500 مليون ndash; 2000 مليون روبية في حين تعرض أكثر من 10,000 مؤظف لتلك القناة لمشاكل مالية.

وتجدر الإشارة إلى أن (جيو) بدأت بثها في 14 أغسطس عام 2002م بمناسبة يوم استقلال باكستان. وقد كتبت جريدة نيو يورك تايمز أن quot; قناة جيو قد غيرت المشهد الإعلامي في باكستانquot;. وخلال شهر أغسطس عام 2007م أجرت مجلة (هيرلد) الباكستانية الشهيرة استطلاعا انتهى إلى أن 68 % من الشعب يعتمد قناة جيو مقارنة باعتماد 11 % من الشعب على القناة الرسمية لتلقي الأخبار.

وفي نهاية المطاف راجعت قناة (جيو) محكمة السند العليا بيد أنها لم تستطع الحسم في تلك القضية؛ إلا أن مكتب الرئيس تدخل فيها وقد منح الرئيس مشرف وقتا من أجندته الحافلة قبيل مغادرته إلى أوروبا لاجتماع لحل تلك القضية.

ويرى مراقبون أن ذلك القرار محاولة من الرئيس لتحسين صورته لدى الغرب كزعيم يؤمن بحرية الإعلام على الرغم من فرض الحظر عليه بعد إعلان الطوارئ في البلاد. كما أن الشعب الباكستاني رحب بعودة جيو لتكون القناة الإخبارية المفضلة في متناول الجميع داخل البلاد للوقوف على الوضع الداخلي أكثر من الأوضاع الإقليمية والدولية.