حذرت الحركات الدينية من الترويج لأفكارها بالسلاح
بغداد : لم نعتقل عربيا ولانتهم دولة عربية بعينها
أٍسامة مهدي من لندن :
أكدت الحكومة العراقية لدى إعلانها اليوم نتائج التحقيق مع عناصر الحركة المهدوية التي فجرت أحداث البصرة والناصرية مؤخرا عدم اعتقال أي مواطن عربي خلالها وعدم ثبوت أي دور لدولة عربية في مساعدة او دعم هذه الجماعة وتحريضها على العنف فيما تم الاعلان عن مقتل واصابة 429 شخصا من عناصر الجماعة ورجال الامن خلال المواجهات المسلحة في المدينتين .
وحذر الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ الحركات الدينية من استخدام السلاح في الترويج لأفكارها وقال إن السلطات ستتصدى لها ولن تسمح لها بارتكاب جرائم ضد المواطنين . وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك في بغداد مع مسؤولين كبار في وزارة الداخلية واعلنت خلاله نتائج التحقيق في الأحداث المسلحة التي شهدتها البصرة والناصرية الجمعة الماضي إن الحركة المهدوية التي ظهرت في المدينتين كانت تنشط على قاعدة مبادئ دينية تستغل افكار المهدي الامام الثاني عشر لدى الشيعة المسلمين والغائب بانتظار ظهوره ليملاْ الدنيا عدلا بعد ان ملئت ظلما كما يعتقد الشيعة .

واشار الى ان عناصر هذه الحركة في مدينتي البصرة والناصرية الجنوبيتين كانت تخطط لما تسميه بإطلاق الصرخة لظهورها في العاشر من محرم الحالي الذي صادف السبت الماضي فبدأت استهداف المواطنين ورجال الامن . لكنه اشار الى انه لاعلاقة لهذه الحركة مع حركة جند السماء التي ظهرت قرب النجف في محرم العام الماضي وتصدت لها القوات العراقية والاميركية في اشتباكات مسلحة ادت الى مقتل العشرات واعتقال المئات من عناصرها . وقال إن قائد الجماعة المهدوية احمد حسن اليماني قد أمر أتباعه بممارسة عملياتهم المسلحة في البصرة والناصرية الجمعة الماضي وفي محافظات اخرى .

واكد الدباغ ان اي شخص عربي لم يعتقل خلال الاحداث هذه وقال ان الاتهامات التي وجهتها جهات لدول عربية بعينها بالضلوع في تشجيع وامداد هذه الجماعات غير صحيحة والحكومة العراقية لاتتحمل مسؤوليتها . وشدد بالقول على ان التحقيقات الجارية مع المعتقلين لم تثبت ضلوع اي دولة عربية بعينها في مساعدتهم موضحا انه اذا ثبت ذلك فان السلطات لن تتوانى عن اعلانه .. واوضح ان توزيع الاتهامات التي وصفها بغير المسؤولة ليست من راي الحكومة .
واضاف ان كثيرا من الجهات اعلنت عن دعم الدول العربية لكن الحكومة العراقية لاتريد الاعلان الا بعد التاكد من صحة المعلومات . وقال إن الحكومة غير مسؤولة عن الاتهامات التي توججها بعض الجهات الى دول صديقة او مجاورة بشأن تورطها في الاحداث الدامية التي شهدتها البصرة والناصرية الجمعة الماضية.
واوضح ان هناك عدة فرق للمهدوية وقد رصدت السلطات لحد الان خمسة منها لكنها لم تتصد لها لانها لاتحارب الافكار او الجماعات ما دامت ملتزمة بالقانون وانما واجهت الحركة الاخيرة لانها حملت السلاح وخرجت على القانون من خلال استخدامها للعنف .
وقال إن الحركة المهدوية تستخدم أسماء رمزية ودينية لكسب تعاطف المواطنين واستغلال العاطلين عن العمل الى جانب استغلال الحرية الممنوحة في العراق. واشار الى ان الحكومة العراقية مقتنعة بانحراف الحركة لأنها تدعي أن اليماني هو المهدي المنتظر إضافة الى التجاوزات التي حدثت بحمل السلاح. وشدد على أن الحكومة ملتزمة بالدستور ولاتحاسب أفراد الحركة الا عندما قررت الترويج لأفكارها بالسلاح واصبح على الحكومة ملاحقة ومحاسبة واعتقال مروجي الفكرة. واكد الدباغ ان الحكومة ستلاحق كل من ينتمي الى جماعة اليماني لكون الحركة quot;محظورة وخارجة عن القانون .

ومن جانبه قال اللواء حسين كمال وكيل وزارة الداخلية لشؤون الاستخبارات إن التحقيقات التي أجراها فريق من ضباط التحقيقات في الوزارة مع المعتقلين في المدينتين أسفرت عن اعترافات صريحة حول دور قيادات الحركة المهدوية quot;في توجيههم لارتكاب أعمال إجراميةquot; . واكد ان السلطات قد اعتقلت رؤوس التنظيم في محافظتي الناصرية والبصرة واعترفوا بهروب أعداد من أتباعهم الى محافظات أخرى.

واشار الى ان معظم هؤلاء المعتقلين هم من البسطاء والمحتاجين الذين تم التغرير بهم إضافة الى اخرين استغلوا حرية التعبير التي كفلها الدستور لزعزعة الامن والاستقرار . وقال انه سيتم نقل هؤلاء المعتقلين الى بغداد لمواصلة التحقيق معهم .
واضاف انه في مدينة البصرة فقد تم التعاطي مع مسلحي الجماعة بسرعة حيث كانت السلطات على علم بوجود مخطط لهم للبدء باعمال مخالفة للقانون في العاشر من محرم لكن الاندفاع المتسرع للقوات الامنية في مواجهة هذه الجماعات المنحرفة ادى الى وقوع خسائر في صفوفها . واشار الى ان السلطات لاتسعى إلى محاربة الافكار لان هذه لايمكن القضاء عليها وانما عندما تتحول الافكار الى اعمال تخريبية مسلحة فستتم مواجهتها بقوة . وأوضح أن عناصر من الجماعة قد هربوا من البصرة والناصرية الى محافظات مجاورة حيث تتعقبهم السلطات حاليا للقبض عليهم .

وردا على سؤال حول لقطات تلفزيونية عرضتها قنوات عدة عن قيام رجل امن عراقي بركل معتقلين بحذائه اشار المسؤول العراقي الى انه في بعض الاحيان لايمكن لرجل الامن السيطرة على عواطفه والالتزام بالتعليمات التي تؤكد التصرف وفقا لمبادئ حقوق الانسان . لكنه وصف هذا التصرف بالفردي ومن دون توجيه وقال ان وزير الداخلية جواد البولاني قد امر بالتحقيق مع رجل الامن الذي ألقي القبض عليه .
وحول إعلان رئيس الوزراء نوري المالكي اليوم عن إرسال قوات من الجيش الى مدينة الموصل الشمالية لخوض معركة حاسمة مع تنظيم القاعدة اشار وكيل وزارة الداخلية الى انه بعد الهزائم التي لحقت بهذا التنظيم في بغداد وديالى والانبار فإن عناصره هربوا الى الموصل الشمالية حيث ستكون المعركة فاصلة لتحطيم القاعدة . واضاف ان القوات العراقية قد نجحت في إفشال خطط القاعدة لتأسيس quot; دولة العراق الاسلاميةquot; موضحا ان عناصرها ينشطون بشكل خاص حاليا في مناطق جنوب الموصل لكن القوات العراقية استطاعت اختراقها ومعرفة تحركاتها وخطط عملياتها المستقبلية .

واضاف ان تعليمات قد صدرت الى الفرقتين الثانية والثالثة في الجيش العراقي لتوسيع عملياتها المسلحة والتحرك نحو الموصل لتجريد القاعدة من ملاذاتها الآمنة وحاضناتها وتحويلها الى هدف سهل يتم التعامل معه والقضاء عليه .
اما الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية اللواء كمال خلف فقد اكد ان القوات الامنية تحركت نحو عناصر الجماعة المهدوية خلال نصف ساعة من بدء عملياتها المسلحة في الناصرية والبصرة . واشار الى انه نتيجة هذا التحرك السريع فقد لجأ المسلحون الى المباني الحكومية وفي البصرة الى مقر شركة نفط الجنوب لكنهم حوصروا في مناطق تواجدهم وتم القضاء على تحركهم .
وعن عدد القتلى والمعتقلين في الاحداث الدامية التي شهدتها الناصرية اشار المسؤول الامني العراقي الى انه تم اعتقال 206 من عناصر الجماعة المهدوية فيما قتل منهم 6 وجرح 9 في حين قتل من القوات الامنية 10 عناصر بينهم 4 ضباط واصابة 47 اخرين بينهم 14 ضابطا . اما بالنسبة الى البصرة فقد أوضح ان عدد المعتقلين فيها بلغ 172 شخصا اضافة الى 35 قتيلا و40 جريحا فيما خسرت القوات الامنية 7 عسكريين بينهم 4 ضباط و22 جريحا بينهم 8 ضباط .
وعلى الصعيد نفسه قدم ممثل المرجعية الشيعية العليا في كربلاء أحمد الصافي شرحا للافكار المهدوية خلال خطبة الجمعة اليوم وعلاقتها بالمهدي الامام الثاني عشر للمسلمين الشيعة قائلا quot; نحن نعتقد اعتقادا لا يشوبه شك بأن الإمام المهدي هو إبن الإمام الحسن العسكري وقد ولد عليه السلام في سامراء سنة 255 للهجرة وغاب فيها الغيبة الصغرى بضعة عقود من الزمن عين خلالها أربعة نواب ليكونوا صلة الوصل بينه وبين الأمة الاسلامية ثم غاب الغيبة الكبرى بعد أن أوضح أن مراجع الدين - ممن تتوفر فيهم شروط معينة قد أوضحها ونقلتها لنا المصادر الموثوقة - هم نوابه في الغيبة الكبرى والتي ما زالت قائمةquot; .

واضاف quot;لدينا الكثير من الروايات التي تبين هذه القضية بتفاصيل كثيرة وهي روايات موثوقة ولدينا روايات أخرى تضع قواعد رؤية الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف في زمن الغيبة الكبرى وهذه القواعد مفصلة ومعروفة لدى مراجع الدين العظام ومن أراد معرفتها عليه الرجوع إليهم كما أمرنا الإمام الغائب عجل الله فرجه الشريف وفي كل المسائل الفقهيةquot;.

وقال الصافي في إشارة إلى ادعاء الإتصال بالإمام المهدي من قبل بعض الجماعات في بعض المحافظات العراقية quot; هناك الكثيرمن المدعين ممن لايسيرون في دعاواهم وفق أي قواعد ومنها ما اشرنا اليها بل وهم يستندون إلى اوهام ولا يمتلكون اي دليل على مدعاهمquot; . .
وحذر ممثل المرجعية المواطنين من quot;الانسياق وراء تلك الدعاوى وتصديقها لمجرد دوافع عاطفية دون أن يتحققوا من صدقها من خلال مراجع الدين الذين أمرنا من قبل أئمتنا عليهم السلام بالرجوع إليهم في كل صغيرة وكبيرةquot; . وقال quot;ان ما يلفت النظر في هؤلاء المدعين أنهم جميعا يحيلون الناس في قضية تصديقهم بهم إلى أشياء مجهولة مثلا يحيلون دليلهم على مرجع ميت حتى لا تتمكن الناس من التأكد منه أو يحيلون الناس على شخصية لا يمكن اللقاء بها كما أنهم يشتركون في كونهم يحاولون فصل الناس عن المراجع من خلال اتهامهم اياهم بأنهم علماء السوء الذين سيقتلهم الإمام المهدي!quot; .
وحذر الصافي من quot;وجود أيادٍ خفية وراء هؤلاء المدعين تحاول تفتيت الجسد الإسلامي وتحاول المس بأقدس عقائدنا وهي عقيدة الإمام المهديquot; .
تعطيل شبكات تنظيم القاعدة في العراق وقتل واعتقال 20 من عناصرها
قتلت قوات التحالف واعتقلت 20 مسلحا خلال عمليات استهدفت شبكات القاعدة في وسط وشمال العراق.
وقالت القوات في بيان اليوم ارسلت نسخة منه الى quot;إيلافquot; انها استهدفت شمال شرق سامراء قرب جبال حمرين مشتبها فيه من تنظيم القاعدة في العراق يزعم عمله كمحقق في احد السجون الارهابية ومعسكر تدريب في المنطقة. واشارت التقارير الى ان هذا الشخص يسهل شراء الاسلحة وحركة المقاتلين في المنطقة وايضا قتل شقيق الشخص المستهدف لتورطه في تقديم التسهيلات للمقاتلين الاجانب وشبكة اختطاف في منطقة جببل حمرين حيث قادت معلومات استخبارية قوات التحالف الى موقع حيث كان يعتقد ان الشخص المستهدف كان يعمل.تم الاشتباك وقتل احد الارهابيين المسلحين ودمرت عجلة.

وهذا الصباح وخلال عملية اخرى في المنطقة ألقي القبض على ارهابيين اثنين في حين استهدفت قوات التحالف احد العناصر يزعم انتماءه الى تنظيم القاعدة في العراق والمرتبط بعمليات الدعاية والاعلام الارهابية.
كما ألقت القوات التحالف القبض على احد الاشخاص قرب بغداد يعتقده انه قائد خلية من تنظيم القاعدة في الباوي حيث اشارت التقارير ان هذا الارهابي مسؤول عن هجوم بسيارة مفخخة استهدفت دورية لقوات التحالف مؤخرا وتورطه بتهريب الاسلحة من خلال جنوب العراق والتخطيط لهجوم في منطقة العاصمة .. واضافة الى الشخص المطلوب ألقت القوات البرية القبض على اربعة من الارهابيين خلال العملية.
وايضا تم اليوم في بغداد القبض على مطلوب اخر لتسهيلهه مرور الاسلحة ومواد العبوات الناسفة والعجلات والانتحاريين للاستخدام في هجمات تنظيم القاعدة في العراق. واشارت التقارير إلى انه على اتصال مع شبكة تسهيل دخول الاجانب الى العراق و عدد من الارهابيين العاملين حاليا خارج العراق. المطلوب مرتبط ايضا بإرهابي مشتبه فيه اخر ألقي القبض عليه الشهر الماضي لتورطه في هجمات إرهابية.

كما قامت القوات بسلسلة من العمليات التنسيقية في بيجي الشمالية حيث ألقت القبض على اثنين من المطلوبين واربعة اخرين تم الابلاغ عن احدهم كونه مسؤول شبكة الدعاية والاعلام لتنظيم القاعدة في بيجيي .وتم القبض على الشخص المطلوب الثاني في المنطقة المستهدفة التالية ويعتقد انه القائد المسؤول عن شبكة قناصين تابعة للقاعدة والمسؤولة عن الهجمات ضد قوات التحالف. ويرتبط كلا الشخصين بعلاقة مع عدد من القادة الارهابيين في المنطقة ويتضمن ذلك علاقتهم بالقائد البارز للتنظيم في بيجي.,
وخلال العمليات في الموصل هذا الصباح,ألقت قوات التحالف القبض على اثنين من المطلوبين و ثلاثة من الارهابيين لتورطهم في مجموعة انصار السنة العاملة في المدينة. وتشير التقارير إلى ان هؤلاء الارهابيين هم قادة بارزون للمجموعة ولهم علاقات مع متشددين اخرين يعملون في المنطقة.

وقال الرائد ,ونفيلد دنيلسون, المتحدث باسم القوات المتعددة الجنسية في العراقquot; سنستمر في ملاحقة القاعدة والمتشددين الأخرين في العراق لاي مكان يلتجئون اليه.quot;ان هجماتهم التي لا تمييز بين الناس واعمالهم العدوانية سوف لن يتم التغاضي عنها وسنلتزم مع القوات الامنية العراقية لوضع نهاية لحملتهم الارهابية.

.