لن يعمل قبل 10 سنوات ووفق نظام أمني صارم
البرادعي يناقش مع مبارك برنامج مصر النووي

نبيل شرف الدين من القاهرة: التقى الرئيس المصري حسني مبارك اليوم الاثنين، الدكتور محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي وصف البرنامج النووي المصري بأنه برنامج سلمي مخصص لتوليد الكهرباء كجزء من مصادر الطاقة التي تحتاجها مصر في المستقبل، وأنه ليس له صلة بالجانب العسكري.

غير أن البرادعي استدرك قائلاً في تصريحات ليلة أمس quot; إنه يجب أن تكون هناك دراسات واضحة تتضمن كم عدد المحطات التي ستحتاجها مصر، وما هي المواقع المؤهلة؟، وهل لدينا الكوادر اللازمة حتى نستطيع أن نتأكد أن البرنامج على أعلى مستويات الأمان، مشيرا إلى أن هدف الوكالة من التكنولوجيا النووية هو تعظيم الفوائد وتقليل المخاطر quot;.

ومضى البرادعي قائلاً إنه يقول هذا لأنه يقرأ أحيانا أن هناك خلطاً، أو عدم فهم في ما يتعلق بموضوع إنشاء البرنامج النووي المصري فهو مخصص لتوليد الكهرباء وبالتالي فهو برنامج سلمي، وأضاف أن الوضع كما تراه الدول العربية في الوقت الحالي هو ليس زيادة عدد الدول التي تمتلك قدرات نووية في الشرق الأوسط ، وإنما إخلاء منطقة الشرق الأوسط من كافة الأسلحة النووية لأن الأسلحة النووية تهدد أكثر مما تطمئن .

وأشار البرادعي ـ وهو دبلوماسي مصري الأصل ـ إلى أنه تحدث مع حسن يونس وزير الطاقة المصري، واتفق معه على أن المسألة ليست عملية حماسية، لافتا إلى أنه حسب الدراسات المبدئية فإن مصر ستحتاج إلى الاتجاه للطاقة النووية، ويجب أن نعلم أن أول محطة نووية لن تكون جاهزة للتشغيل قبل العام 2018 فهناك على الأقل عشرة أعوام، ولذلك يجب أن نسير طبقا لخطة محددة ونظام صارم .

البرنامج المصري
قال إن البرنامج المصري يجب أن يسير بحذر وبدراسات متأنية،. مشيرا إلى أن هناك دراسات جدوى تعدها الوكالة حيث إننا نساعد على أقصى ما نستطيع الجانب المصري، وقال البرادعي إن مصر اتخذت قرارا بأن تبحث البديل النووي، ولكن ليس هناك قرار بعد ببناء أول محطة، كما أكد وزير الكهرباء، وأنه قبل أن يتم هذا لابد من استكمال دراسات الجدوى.

وتابع البرادعي تصريحاته قائلاً : quot;إن مصر في سبيل استحضار بيت خبرة عالمي لكي يساعد على الانتهاء من دراسات الجدوى، وعندما تنتهي دراسات الجدوى فسوف تنتقل مصر إلى الخطوة الأخرى وهو القرار ببدء إنشاء المحطة النووية، مشيرا إلى أن هذا القرار لم يتخذ بعد لأن مصر ما زالت في مرحلة دراسة الجدوى .

وشدد البرادعي على ضرورة وجود جهاز رقابي مستقل للأمان النووي في كافة دول العالم وطبقا للمعايير الدولية مستقل ومزود بكافة العناصر البشرية المجهزة والمدربة، وأضاف أننا نعمل بقدر ما نستطيع لمساعدة مصر خاصة في عمليات التدريب وعمليات بناء البنية التحتية أن تكون في موقع يسمح لها باستخدام الطاقة النووية في المستقبل .

وأوضح أنه يجب دائما أن نفهم أن هذه تكنولوجيا معقدة تتطلب بنية تحتية كذلك قدر كبير من التقدم في ما يتعلق بالإطار القانوني وتدريب الموارد البشرية واختيار الموقع المناسب، كما أن الأمن والأمان النووي هو جزء أساسي ومهم وحيوي بالنسبة إلى استخدام الطاقة النووية، ولذلك لايجب أن نسرع الخطى أو نقفز في أي خطوة في هذا البرنامج .

واختتم البرادعي تصريحاته حول البرنامج النووي المصري قائلا : quot;لدينا في مصر مفاعل قوي يمكن استخدامه بأقصى فاعلية، ولذلك نصحت الزملاء في هيئة الكهرباء وهيئة الطاقة الذرية المصرية، بأنهم ينبغي أن يشحذوا جهودهم لاستخدام مفاعلي الأبحاث في مصر الاستخدام الأمثل، في كافة التقنيات في مجال الطب والزراعة والصناعة وغيرهاquot; .

البرنامج الإيراني
كما تطرق البرادعي إلى البرنامج النووي الإيراني، قائلاً quot;إن هناك قلقا لدى العديد من الدول بشأن نوايا إيران المستقبلية ،إذ تتخوف كثير من الدول من أن إيران لو حصلت على التكنولوجيا الخاصة بتخصيب اليورانيوم فانها تكون قد قطعت شوطا بعيدا نحو القدرة على صنع السلاح النووي في فترة قصيرة .

وأضاف البرادعي أن الوكالة تستطيع أن تقوم بعملية التفتيش وتقديم الضمانات في ما يتعلق بالماضي والحاضر ، ولكن لا نستطيع أن نفتش أو نقرأ النوايا المستقبلية فهذه عملية تتعلق ببناء الثقة بين إيران وبين المجتمع الدولي ، ولذلك أنا أدعو دائما إلى أن يكون الحل عن طريق المفاوضات متعددة الاطراف بين إيران والمجتمع الدولي وجزء كبير منها يتعلق بالأمن الإقليمي، وبالتالي فلا بد أن تكون كافة الاطراف الإقليمية ممثلة في هذا الحوار .

وأضاف أن هناك عددا من المسائل ما زالت معلقة في ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني مثل كيف نشأ هذا البرنامج وتطور في العقدين الماضيين نظرا لأن إيران لم تفي بالتزاماتها لمدة نحو 18 عاما ، ولم تقم بإبلاغ الوكالة عن أنشطتها في هذا الوقت ، وهي تقول إنها كانت تعمل في الخفاء لأنها كانت لاتستطيع أن تحصل على مواد وتكنولوجيا نووية بسبب المقاطعة الاقتصادية .

وأوضح البرادعي أن ذلك خلف صعوبة للوكالة الدولية للطاقة الذرية في أن تعيد بناء صورة واضحة لبرنامج إيران النووي في الماضي، وأضاف لقد قطعنا شوطا بعيدا في إيضاح البرنامج الإيراني في السابق، وهناك زملاء لي هذا الأسبوع في إيران ونحاول إذا استطعنا أن نعمل على إيضاح كافة المسائل في ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني .

واختتم البرادعي قائلاً quot;إننا نحاول أن نصل لأكبر قدر من التوضيع في ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني في الوقت الحالي، وقال إن هذا يتطلب من إيران أن تسمح لنا بتطبيق البروتوكول الإضافي والذي يعطينا صلاحيات لكي نحصل على مزيد من المعلومات ومزيد من التفتيش داخل منشآت إضافية، لافتاً إلى أن الجزء الثالث يتعلق بنوايا إيران المستقبلية .