يبدأ محادثاته مع المستشارة ميركل غدا:
بن راشد يطلق مرحلة للشّراكة الاستراتيجية بين الإمارات وألمانيا

ميركل ومحمد بن راشد خلال زيارتها للإمارات
تاج الدين عبد الحق من برلين: قد تكون الصّدفة هي التّي جعلت الزيارة الرسمية التي يبدأها الشيخ محمد بن راشد المكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي غدا الاربعاء لألمانيا الاتحادية ،تتّم في اليوم نفسه الذي قامت به المستشارة الألمانية انجيلا ميركل بزيارتها الأولى لدولة الإمارات في شباط فبراير من العام الماضي . لكن الواضح أن الزيارتين يعكسان انتظام الاتصالات بين البلدين حيث لا يكاد يمر شهر دون أن تستقبل الإمارات زائرا ألمانيا او تستقبل ألمانيا مسؤولا إماراتيا .

وتشير الاستعدادات الاستثنائية الألمانية لاستقبال الضيف الإماراتي والوفد الكبير الذي يصحبه الشيخ محمد في زيارته لألمانيا ، الى أن الزيارة قد تكون مفصلا مهما في علاقات البلدين التي تشهد منذ عدة سنوات زخما كبيرا جعل الإمارات أكبر شريك تجاري لألمانيا في المنطقة العربية بأرقام لامست 6 مليارات يورو وهو ما يقرب من 3 أضعاف ما كانت عليه في بداية عام 2000 .

وفيما يجد الإماراتيون في ألمانيا صديقا موثوقا ، يجد الالمان في الامارات صديقا مريحا بفضل الجاذبية التي تمثلها السوق الإماراتية سواء من حيث المزايا النسبية التي يتمتع بها ، او بسبب توفر أجواء الانفتاح والاعتدال الذي يغري المستثمرين الألمان بالاندفاع نحو هذه السوق .

ورغم الطابع الرسمي لزيارة الشيخ محمد بن راشد لألمانيا ورغم أن الجانب السياسي لن يغيب عن محادثاته مع المستشارة ميركيل ، فإن الواضح أن الشيخ محمد يوظف ثقله المعنوي ، لتمهيد الطريق أمام وفد رجال الأعمال الذي يصحبه لعقد المزيد من الاتفاقات والشراكات مع نظرائهم الالمان .

ويقول السفير الإماراتي في برلين محمد احمد المحمود ، إن التطور الذي تشهده العلاقات الإماراتية الألمانية تعبر عن تطلع الجانبين الى بناء علاقات شراكة استراتيجية بعيدة المدى والتنوع . وأشار في لقاء له مع الوفد الإعلامي المرافق للشيخ محمد الى أن هذه العلاقة ذات أبعاد سياسية واقتصادية وثقافية . فألمانيا هي قلب أوروبا وأكبر قوة اقتصادية فيها ولديها واحدة من أفضل الخيارات التكنولوجية . كما أنّ ألمانيا هي سوق مهمة للترويج الثقافي والسياحي لدولة الإمارات حيث يصل عدد السياح الالمان الذين يزورون الامارات اكثر من نصف مليون سائح سنويا وهذا العدد قابل للزيادة أضعافا مضاعفة مع تزايد حجم ونوعية العلاقات الاقتصادية بين البلدين .

وذكر السفير أن هناك أكثر من 70 رحلة طيران أسبوعيا بين المدن الإماراتية والمدن الألمانية وهو ما يؤشر الى حركة السفر الى الإمارات .

ومع أن الميزان التجاري يميل لصالح المانيا فإن الإمارات تأمل من خلال استقطاب الاستثمارات الالمانية في شراكات صناعية في أن تحسن من هذا الميزان فضلا عن أن الإمارات كما يقول السفير المحمود تأمل في أن تفتح السوق الألمانية للصادرات النفطية الإماراتية .ويركز السفير المحمود على تطوير مصادر الطاقة البديلة كأحد أبرز الخيارات الاستثمارية أمام الشراكة الألمانية الإماراتية وكما يقول فإن ألمانيا مهتمة جدا بتوجه الإمارات بشأن مصادر الطاقة المستقبلية لكنه نفى في رده على سؤال ل ( إيلاف ) علمه بإمكانية مساهمة ألمانيا في بناء المفاعل النووي الذي تتطلع دولة الإمارات الى بنائه كجزء من جهودها لتطوير مصادر طاقة بديلة عن النفط .

أما المهندس صلاح الشامسي رئيس غرفة تجارة وصناعة ابوظبي ورئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة الاماراتية وعضو الوفد المرافق للشيخ محمد بن راشد ال مكتوم فقال في حديث ل ( إيلاف ) ، إن الزيارة ( تمنح دينامية جديدة للعلاقات الاقتصادية المتطورة بين البلدين مشيرا الى الصناعة كخيار وأولوية للشراكة مع الجانب الالماني في المرحلة المقبلة ) . ويقول الشامسي إن الامارات توفر أرضية جذابة للاستثمارات المشتركة بين الجانبين فيشير الى توفر الطاقة الرخيصة نسبيا ، وتوفر المواد الاولية اللازمة لبعض الصناعات وكذلك جاذبية الاستثمار بالنسبة إلى رجال الاعمال الألمان حيث لايوجد اي نوع من الضرائب كما هو الحال في دول اخرى ، كما ان أسعار صرف الدرهم المرتبط بالدولار يمثل عاملا مساعدا لجذب الاستثمار الى السوق الإماراتية .

ورغم أن الشامسي يقول إن الإمارات تتطلع الى شراكات صناعية عالية التقنية والتي لاتحتاج الى يد عاملة كثيفة الا أنه يقول إن اليد العاملة في المنطقة تظل من المزايا النسبية التي يمكن الاشارة اليها في الحديث مع الجانب الالماني.

وحسب المهندس الشامسي فإن هناك تغيرا في مفاهيم الشراكة الاستثمارية ( فنحن لا نشتري ال ( know how) ، بل نعمل على ان تكون هناك شراكة متكافئة في الرأسمال وفي الادارة وفي كل مراحل الانتاج والتسويق فالامارات لاتملك الرأسمال فقط بل مزايا استثمارية نسبية اخرى يستفيد منها المستثمر وتعظم ارباحه ).

وحسب الشامسي فإن اي مشروعات صناعية مشتركة لن يكون هدفها تلبية احتياجات السوق الاماراتية او اسواق منطقة الخليج بل الاسواق العالمية وهو ما يعني ان الاستثمارات في هذه المشروعات ستكون استثمارات ضخمة وهو ما يعطيها طابع الشراكة الاستراتيجية اذ لايمكن تصور استثمارات كبيرة لفترات زمنية قصيرة .

ويجد الشامسي أن المظلة السياسية التي تشكلها زيارات مهمة كزيارة الشيخ محمد بن راشد المكتوم وقبلها زيارة لولي عهد ابوظبي الشيخ محمد بن زايد ال نهيان وزيارة للشيخ حمدان بن زايد ال نهيان نائب رئيس الوزراء هي تعبير عن التفاعل الذي تبديه القيادة الاماراتية مع التطور الذي شهده قطاع الاعمال الاماراتي الذي بدأ يخرج الى الاسواق العالمية باحثا عن فرص استثمارية او شراكات لمشروعات في المنطقة .