واشنطن: حذرت المخابرات الأميركية من خطر وقوع هجوم ارهابي ضد الولايات المتحدة بعد تحسن قدرة تنظيم القاعدة على تدريب وتجنيد أعضاء وتكليفهم بشن مثل هذه العمليات. وجاء التحذير في تقرير صدر اليوم الثلاثاء عن وكالات الاستخبارات الأميركية.

وحذر مايكل ماكونيل مدير وكالة المخابرات الداخلية الأميركية في التقرير أمام الكونجرس اليوم بشأن التهديدات التي تتعرض لها الولايات المتحدة من احتمال أن يؤدي استمرار ضعف الدولار الأميركي إلى أن تتجه البلدان المنتجة للنفط للتعامل بعملة أخرى أو تطالب بدفع مستحقاتها بعملات أخرى.

وأثنى ماكونيل على تعاون الحكومة الباكستانية في مجال مكافحة الإرهاب إلا أنه اشار إلى استمرار تسلل مسلحين إلى المناطق القبلية على الحدود مع أفغانستان. إلا أن التقرير استبعد أن تؤدي الفوضى السياسية القائمة في باكستان إلى خروج الأسلحة النووية الموجودة لدى باكستان عن نطاق السيطرة.

وأضاف ماكونيل أمام لجنة تابعة لمجلس الشيوخ: quot;رغم أن قوات التحالف تمكنت من توجيه ضربات موجعة لشبكة القاعدة في العراق، إلا أن التنظيم يبدو أنه يسعى لتشكيل خلايا إرهابية تابعة له خارج تلك الدولة.quot;

واستطرد قائلاً: quot;عناصر القاعدة تنشط أيضاً في شمال أفريقيا، لتوسيع نطاق أهداف هجماتهم، بما فيها المصالح الأميركية والغربيةquot; في المنطقة، مشيراً إلى أن نحو مائة من عناصر القاعدة بالعراق، بدأوا في تشكيل خلايا تابعة للتنظيم في دول أخرى.

كما أشار ماكونيل إلى أن حركة quot;طالبانquot; التي تم إسقاطها من الحكم في أفغانستان، قامت هي الأخرى بتوسيع نطاق عملياتها في عدد من المناطق التي كانت تنعم بالأمن في السابق، بمحيط العاصمة كابول، وفي غربي البلاد، رغم مقتل ثلاثة من القادة البارزين للحركة خلال العام الماضي.

وذكر أن عناصر القاعدة ما زالت تبحث عن quot;ملاجئ آمنةquot; لها في مناطق القبائل بشرقي باكستان، حيث يمكن للعناصر quot;الإرهابيةquot; شن هجماتهم بدعم من مسلحي حركة طالبان في أفغانستان. وأضاف أن مناطق القبائل الباكستانية quot;توفر العديد من الميزاتquot; لشبكة القاعدة، التي يتزعمها أسامة بن لادن، لتدريب العناصر المسلحة على شن مزيد من الهجمات في باكستان، والشرق الأوسط، وأفريقيا، والولايات المتحدة.

وكان ماكونيل قد حذر في سبتمبر/ أيلول الماضي، من هجوم إرهابي محتمل، على غرار هجمات 2001، نظراً لإمكانية تجنيد تنظيم القاعدة لمجندين جدد في أوروبا، التي يتاح للعديد من مواطنيها الدخول الأراضي الأميركية دون تأشيرة. وتحدث ماكونيل عن إحتمال تدريب التنظيم لعناصر أوروبية على نقل المتفجرات، المتوفرة في الأسواق التجارية في مناطق القبائل بباكستان، إلى أوروبا ومن ثم إلى الأراضي الأميركية.

وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، أقر مسؤول أميركي رفيع بأن الجماعات المعادية للولايات المتحدة، وفي مقدمتها تنظيم quot;القاعدةquot;، تعمل بشكل أفضل مما تقوم به الإدارة الأميركية لكسب مزيد من التعاطف العالمي في الحرب الدائرة بين الجانبين على مواقع شبكة الانترنت.

وقال جيمس غلاسمان، الذي تم ترشيحه مؤخراً لشغل منصب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، لشؤون الدبلوماسية العامة: quot;أعداؤنا يأكلون طعامنا على شبكة الانترنت، مستخدمين التكنولوجيا الرقمية.quot; جاء ذلك خلال جلسة استماع عقدتها إحدى لجان الكونغرس الأربعاء، قبل أن تقر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، تعيين غلاسمان بالمنصب الذي خلا منذ عدة أسابيع باستقالة كارين هيوز، التي عملت لفترة طويلة مع الرئيس جورج بوش.

السي اي ايه استخدمت تقنية quot;الاغراقquot; مع ثلاثة مشبوهين من القاعدة

من جهة أخرى اعترف مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) مايكل هايدن للمرة الاولى في جلسة استماع امام لجنة برلمانية ان السي اي ايه اعتمدت تقنية quot;الاغراقquot; مع ثلاثة مشبوهين من شبكة القاعدة.

واستخدمت هذه التقنية التي يصفها منتقدوها بانها وسيلة تعذيب، في استجواب خالد الشيخ محمد وابي زبيدة وعبد الرحيم الناشري في وقت ساد الاعتقاد بوشوك وقوع هجمات ضخمة اخرى على الولايات المتحدة، على ما قال.

وقال امام اعضاء في لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ quot;دعوني اقول بوضوح واصرح رسميا امام هذه اللجنة ان تقنية الاغراق استخدمت على ثلاثة اسرى فقطquot;. واضاف quot;استخدمت على خالد الشيخ محمد. واستخدمت على ابي زبيدة. كما استخدمت على الناشريquot;.