quot;إيلافquot; تحاور سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي (2 من 2)
موسى : علاقتنا مع الأميركيين ضرورة راهنة لإستعادة السيادة

شعار الحزب الشيوعي العراقي
أسامة مهدي من لندن: أكد سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي حميد مجيد موسى أن إسم الحزب لا يكبله بأي قيود تمنعه من تطوير مواقفه وأفكاره، وأشار إلى أن مقارعته للإمبريالية الأميركية مستمرة لكن علاقته مع الأميركيين حاليًا ضرورة راهنة لإعادة السيادة والإستقلال، وقال إن الحزب عندما كان يواجه مهمة إسقاط الدكتاتورية قد ميز نفسه ورفض تحقيق ذلك عن طريق الحرب التي كانت تروج لها أميركا وبعض حلفائها، لكن الحرب وقعت وسقط النظام وحصل ما حصل في البلد... وعزا عدم حصول الحزب سوى على مقعدين في مجلس النواب إلى سنوات الإرهاب الطويلة والقمع الذي سلط على الشيوعيين وكلفتهم خسارة الكثير من قواه وإمكانياته عبر السجون والإعدامات والتقتيل والفصل والتهجير. وفي حوار من قسمين أجرته معه quot;إيلافquot; تحدث حميد مجيد موسى الذي يناديه رفاقه في الحزب الشيوعي quot;أبو داودquot; في الأول من أمس عن التطورات السياسية في البلاد وعلاقة الحزب مع القائمة العراقية الوطنية برئاسة رئيس الوزراء السابق إياد علاوي وعدم إستجابته لقرارها بالإنسحاب من الحكومة وموقف الحزب من حل مجلس النواب وتشكيل حكومة انقاذ وطني، وكذلك رأي الحزب في قانون المساءلة والعدالة البديل لقانون اجتثاث البعث .

ويتحدث سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي في القسم الثاني الأخير اليوم عن الفساد المالي والمطلوب لمعالجته ومدى الحاجة إلى تغيير اسم الحزب الشيوعي وتوجهاته الفكرية والسياسية وأسباب عدم حصوله على أكثر من مقعدين في مجلس النواب، إضافة الى دوافع تعاون الحزب مع الولايات المتحدة في العراق، وهو الذي بنى ارثه السياسي على مقارعة الامبريالية والرأسمالية التي تمثلها واشنطن... ودعا الى ملاحقة الشركات والمؤسسات والمنظمات التي نهبت وسلبت ومارست الفساد بأبشع صوره في العراق المستباح كي يتم استرداد حقوق الشعب العراقي منها ومن بعض العراقيين الذين سخروا أنفسهم لخدمتها في نهب ممتلكات شعبهم.

والحزب الشيوعي العراقي هو اعرق الاحزاب السياسية في العراق حيث تأسس عام 1934 وخاض نضالاً مريرًا ضد الأنظمة التي تعاقبت على السلطة في العراق منذ ذلك الوقت وقدم تضحيات كبيرة في سبيل ذلك . وحميد مجيد موسى من مدينة الحلة (100 كلم جنوب بغداد) عمل في صفوف الحزب في وقت مبكر من عمره وحصل على زمالة دراسية في تشكوسلافاكيا التي غادر إليها عام 1973 وعمل في منظمات الحزب في الخارج. وفي نهاية سبعينات وبداية ثمانينات القرن الماضي انتخب عضوًا في اللجنة المركزية للحزب، ثم سكرتيرًا للجنة خلال المؤتمر العام للحزب الذي عقد في شمال العراق عام 1992 .
وفي ما يلي نص الجزء الاول من الحوار مع حميد مجيد موسى :

الفساد المالي والمطلوب لمعالجته

* ما هي برأيكم الأسباب الكامنة وراء انتشار ظاهرة الفساد المالي في العراق، والوسائل الكفيلة بالقضاء عليه؟
- أسباب الفساد المالي والإداري في العراق كثيرة. فالفساد الذي استشرى مع الاحتلال ومع غياب دولة القانون والمؤسسات، ليس ظاهرة جديدة، وانما هو ظاهرة متراكمة من العهود السابقة. فعهود الاستبداد والدكتاتورية كانت عاملاً مشجعًا على تغلغل أساليب الفساد والافساد وترسيخها، والعنف والإجراءات الفوقية لا تلغي الفساد بعمقه، وانما تكيفه مع الممارسات القمعية. وما وصل إلينا هو موروث خبيث، تطور في كنف النظام السابق، وتعمق مع نهج الاحتلال وحالة الفوضى التي ضربت أطنابها في جميع مفاصل الحياة الاجتماعية والسياسية في البلد. وقد دعمه التشوه الكبير في الحياة الاجتماعية والأخلاق، وكل ما اعترى النسيج الاجتماعي من تشوهات. وأصبحت ظاهرة الفساد المرادف الطبيعي لظاهرة الارهاب والتخريب، فهي سند أمين ودعامة مادية للإرهاب والإرهابيين، وهي من جانبها تتغذى على الظروف التي يشكلها الارهاب والتخريب السياسي، وتتقوى بها. وعمومًا يرتبط الفساد بالفقر، والمواطن العراقي يعيش الفقر منذ سنوات طويلة،علىالرغم ممّا على بلده من غنى ومن امتلاك ثروات طبيعية وبشرية هائلة. فالشعب محروم من ابسط الحقوق ووسائل العيش. وهذا هو الأساس المادي الطبيعي لتشكيل حواضن الارهاب ولتشجيع الفساد والمفسدين. واذا ما ترافق الفقر والبؤس مع ظاهرة الغنى المفرط وغياب سلطة الدولة والقانون والمؤسسات الناظمة للحياة والمجتمع، فيجب ألا نستغرب مجيء العراق في أسفل السلم في قوائم المنظمات العالمية للدول الاكثر معاناة من انتشار الفساد.

هذه هي الأسباب الموضوعية والذاتية الأساسية لنمو الفساد وتفشيه. لكن ظاهرة الفساد ليست ابدية، وإنما يمكن تطويقها وحصرها وتقليص مداها عبر إعادة منظومة الحياة الطبيعية، الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ومن خلال بناء المؤسسات المنظمة للحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية. كذلك من خلال إحياء منظومة الضوابط الأخلاقية والاجتماعية والتربوية والتثقيفية وإعادة بنائها، التي من شأنها أن تعزز الروادع الذاتية للإنسان العراقي، ذي التقاليد والسمات النزيهة المستقيمة، سمات الإباء والامانة والوفاء والتفاني، وتوظيف كل هذه وغيرها من الخصال السليمة لصالح مكافحة الفساد والمفسدين. وهنا يجب ألا نهمل الفساد المستورد. فمع الاحتلال تدفقت إلينا وسائل مبتكرة للمفسدين ذوي المؤهلات التكنولوجية العالية، في كيفية نهب الموارد وامتصاص الاستثمارات وافراغها من محتواها الحقيقي. ويترتب علينا كدولة ان ننشّط وسائلنا القانونية، لملاحقة كل تلك الشركات والمؤسسات والمنظمات الفاسدة المفسدة، بأي شكل ووجه ظهرت، والتي نهبت وسلبت ومارست الفساد بأبشع صوره في العراق المستباح، كي نسترد حقوق شعبنا العراقي منها ومن بعض العراقيين، الذين سخروا أنفسهم لخدمتها في نهب ممتلكات شعبهم.

حزب عريق ومقعدان في مجلس النواب

* يعتبر الحزب الشيوعي من الأحزاب العريقة في العراق... فما هي أسباب حصوله على مقعدين فقط في الجمعية الوطنية السابقة وفي مجلس النواب الحالي؟
- هناك أسباب كثيرة، سبق لنا شرحها بإسهاب في أكثر من مناسبة ولأكثر من منبر إعلامي. بعض تلك الاسباب موضوعية، خارج عن إرادة الحزب الشيوعي، تتعلق في الداخل مثلاً بالسنوات الطويلة للإرهاب والقمع الذي سلط على الشيوعيين والحركة الديمقراطية عمومًا، وعلى كل الحركات السياسية المناهضة للدكتاتورية بشكل عام. فالحزب خسر الكثير من قواه وإمكانياته عبر السجون والإعدامات والقتل والفصل والتهجير والهجرة، ممّا ترك تأثيره على قدرات الحزب وإمكانياته. فتلك الممارسات لم تدم سنة أو سنتين بل استمرت لأكثر من ثلاثين سنة. من جانب آخر أطلقت ضد الفكر الشيوعي أو الفكر الاشتراكي والفكر الديمقراطي حربًا شعواء، بل وجرى اجتثاث لكل ما يشير الى هذا الفكر في الثقافة العراقية وفي الادب العراقي المنشور داخليًا، وبذلك حرم الشباب والأجيال الجديدة من التعرف إلى حقيقة هذا الفكر وإلى حزبنا، وصارت الكتب الموتورة الصفراء التي تنشرها أجهزة المخابرات والأمن التابعة للنظام المقبور، المصدر الاساسي المتاح بخصوصهما.

وكان هناك ايضًا التأثير السلبي على قدرات الحزب، الناجم عما جرى في العالم من انهيار لبعض دول المنظومة الاشتراكية، وخصوصًا الاتحاد السوفياتي، ومن تأويل معادٍ لمعاني هذا الانهيار، وتفسير مشوه لمدلولاته، التي أريد لها الا تكون في اطار نقد المؤسسات الحاكمة وفسادها وخروجها عن المثل والقيم الاشتراكية في البلدان الاشتراكية السابقة، وانما أريد لها ان تأتي بما يشين ويسيء الى المثال والنموذج والقيم الاشتراكية. نعم هذان عاملان أساسيان شكلا دورهما في التأثير على قوة الحزب الشيوعي وقدرته على اعادة بناء تنظيمه ونشاطه السياسي. لكن ذلك لا يعني ان الحزب خلال السنوات الطويلة من عمره لم يقع في أخطاء، أو أن نواقص وثغرات لم تحصل في أدائه. وقد كان عليه ان يمر بمرحلة إعادة بناء وتدقيق وتطوير وتجديد واشاعة للديمقراطية، كي يستطيع مواكبة العصر أيضاً، والوقوف على أقدامه قوياً في الظروف الجديدة. وهذا بدوره تطلب منه جهدًا غير قليل.

على كل حال بدأنا المسيرة بعد سقوط الدكتاتورية بإمكانيات تنظيمية محدودة وضعيفة، وفي ظل أجواء لا يمكن القول عنها إنها أجواء مناسبة للشيوعيين، الذين عارضوا الحرب على العراق كما عارضوا الدكتاتورية، وكما عارضوا طريق الحرب في التغيير. ومع ذلك استطاعوا ان يكيفوا أنفسهم للظرف الجديد، وان يستعيدوا عافيتهم ويعيدوا بناء منظماتهم الحزبية على امتداد الوطن، وان يدخلوا في النشاط السياسي من أوسع أبوابه كي لا يتخلفوا عن التفاعل مع تطلعات شعبهم ، وكي يستطيعوا التأثير في مجريات الأمور، وان يكون لهم صوت مسموع.

بهذه الخلفية باشرنا التحضير للانتخابات المبكرة مطلع 2005، التي لم تكن ظروفها مؤاتية للبلاد عمومًا، ولو أن الأمور جرت وفق قناعة حزبنا، لكان علينا الانتظار فترة أخرى حتى تتبلور الأمور وتهدأ نفوس العراقيين وتتبدد المخاوف، بعد كل الإرباك والفوضى السياسية التي حصلت، كي تجري الانتخابات في ظل أجواء أمنية- سياسية أفضل، يستطيع الناس فيها الاختيار بوعي وبعيدًا عن التوتر والخوف، وعلى أساس المصالح والبرامج السياسية. ولكن بما ان قفاز الانتخاب قد رمي في وجوهنا فلم يكن من المنطقي ان ننهزم ونقبع بعيدًا. بل كان علينا خوض غمار تلك الانتخابات بما لدينا من إمكانيات مادية ومالية وإعلامية ضعيفة، كي نثبت وجودنا في البلد حتى ولو بتمثيل محدود .

نعم، ان هذا الذي حصل ينطوي على الكثير من المفارقات فهو محصلة كل الظروف التي اشرنا اليها أعلاه، زائدًا ما رافق عملية الانتخابات من ضغوط فكرية وسياسية على الناخبين، وعملية تزوير لنتائج الانتخابات. وقد ظهر بفعل هذا وذاك فارق ملحوظ بين ما حصلنا عليه من أصوات في انتخاب مجالس المحافظات، وما حصلنا عليه في انتخاب الجمعية الوطنية، علمًا ان الانتخابين كليهما تما في وقت واحد وفي صناديق متقاربة. لكن هذا لا يعني اننا قد أصبنا بكارثة، فنحن لم نكن نرسم للحزب مواقع كبيرة كي نصدم. نعم، فوجئنا بأن هذا اقل مما نستحق بالفعل، وما زلنا نعتقد ذلك، ومثلنا يعتقد، أيضًا، الفرقاء السياسيون المشاركون في العملية السياسية. لكننا نواصل المسيرة نحو جولات قادمة باستيعاب أعمق للدروس، وبأمل ان تأتي الانتخابات المقبلة في ظل ظروف سياسية وأمنية وتنظيمية وإدارية أفضل .

مدى الحاجة إلى تغيير اسم الحزب الشيوعي

* هل تعتقدون ان الأوان قد حان لتغيير اسم الحزب الشيوعي وبرامجه، كما فعلت الأحزاب الشقيقة لكم في الدول الشرقية الأوروبية الاشتراكية سابقًا؟
- نحن انتهينا من اعمال المؤتمر الوطني الثامن قبل سبعة اشهر، وكانت امام المؤتمر وثيقة فكرية تعنى بكل القضايا الفكرية وبالانتماء الفكري للحزب الشيوعي العراقي، وبضمنها موضوع الاسم. وقد صوت المؤتمرون بالإجماع تقريبًا على إبقاء الاسم على ما هو عليه. ذلك هو منطق الديمقراطية وعلى أساسه نسير. فاسم الحزب الشيوعي لا يكبلنا إطلاقًا بأي قيود تمنعنا من تطوير مواقف الحزب وأفكاره وتصوراته عن المجتمع، وطرائق وآليات بناء وإعادة بناء هذا المجتمع، مستلهمين التجربة العالمية من ناحية، وواقع البلد الملموس وتاريخه وخصوصياته من ناحية ثانية. فالشيء ألاهم بالنسبة إلينا هو بماذا نفكر، وما هي السياسات التي نعتمدها، وليس محاكمة الحزب على أساس أحكام مسبقة ومسلمات عفى عليها الزمن. ان من يريد التعرف إلى الحزب الشيوعي العراقي عليه ان يتعرف إليه من خلال سلوكه العملي من خلال نشاطه الفعلي ومواقفه الحقيقية.

حاجة التغيير في التوجهات السياسية والفكرية للشيوعي

* هل تعتقدون ان التوجهات الفكرية والسياسية للحزب الشيوعي العراقي بحاجة الى تطوير لتتماشى مع تطلعات الجيل الجديد في زمن العولمة والقطب الواحد؟
- نعم، وهذا هو دين الحزب الشيوعي العراقي منذ الانعطافة الرسمية التي تبناها مؤتمره الوطني الخامس ( 1993 ) والذي أسميناه مؤتمر الديمقراطية والتجديد. وما زلنا سائرين على هذا النهج، فلا حياة لحزب شيوعي في اطار التكلس والجمود والركود العقائدي. نحن بحاجة دائمة إلى أعمال الفكر ومتابعة المستجدات الواقعية، عندنا في الوطن وفي الخارج. فلا بد من التفاعل مع كل ما هو جديد على الصعيد الفكري، لا بد ان نتعلم وان نضيف، وبذلك ننهض بما علينا من التزام أخلاقي وسياسي معنوي للأجيال الجديدة، وننهض بحزبنا الى مستوى ما يعنيه تبنيه للمنهج الماركسي.

موقف الشيوعي ضد الامبرالية والتعاون مع الاميركيين

* كرست الأحزاب الشيوعية في العالم وحزبكم من ضمنها تاريخها وتوجهاتها على مدى عقود طويلة للنضال ضد الامبريالية الأميركية.. لكننا نجد ان حزبكم يتعاون مع هذه quot;الامبرياليةquot; التي تحتل العراق عمليًا منذ أربع سنوات.. كيف تفسرون ذلك؟
- لم تختل الصورة لدينا، فما زلنا نسمي الأشياء بأسمائها، فالإمبريالية إمبريالية والرأسمالية رأسمالية والاشتراكية اشتراكية، وذلك لا يمنعنا من رؤية كل جديد في كل هذه المصطلحات. كل الأحزاب الشيوعية، ليس اليوم، بل على امتداد تاريخها، حينما تجد ضرورة في فترة ما لإقامة علاقة مع العدو او المنافس الفكري، فإنها لا تتردد في ذلك انسجامًا مع مصلحة شعبها والمصلحة المشتركة لقواه الحية. ومن يدرس بعمق تجربة الشعوب في إيران، واليمن، وجنوب أفريقيا، وايطاليا، وتجربة الحرب العالمية الثانية حينما تفاقم خطر الفاشية والنازية، يرى كيف تعاملت الأحزاب الشيوعية مع خصومها، وكيف أقامت التحالفات ليس فقط على صعيد الدول، وانما حتى على صعيد الأحزاب، كي تواجه الكابوس الذي يهدد وجود البشرية من أصله، أو يهدد شعبًا معينًا. نحن نعرف جيدًا ما تعنيه quot;الامبريالية الأميركيةquot;، ومن جانب ثانٍ لن يغشنا كثيرًا الصراخ والشعارات المدوية. حينما كنا نواجه مهمة إسقاط الدكتاتورية، ونحن من القوى الأساسية العاملة على إسقاطها، عملنا على تمييز أنفسنا ورفضنا طريق الحرب، الذي كانت تروج له أميركا وبعض حلفائها، لكن الحرب وقعت وسقط النظام وحصل ما حصل في البلد، فما المطلوب منا؟ هل المطلوب منا أن ننزوي ونبتعد مكتفين بالرجم الكلامي وندب الحظ والجأر بالشكوى والتذمر؟ ام المطلوب ان ننخرط مع زمر الارهاب والتكفير والتخريب الذي يسمي نفسه quot;مقاومةquot;، وهو في الحقيقة لا يريد إعادة بناء العراق بل إحياء كل مؤسسات الاستبداد السابقة، وهذا ما يعلنوه صراحة وعلنًا حتى يومنا هذا...؟

نحن اخترنا الطريق الاوفق، وهو المقاومة السياسية والعمل السياسي لإعادة السيادة والاستقلال، وترسيخ إمكانيات المؤسسات الوطنية العراقية للنهوض بها، وبالتالي توفير كل مستلزمات إجلاء القوات الأجنبية من الأراضي العراقية. نعم، نحن نعرف كل هذه الحقائق وعلى أساسها تصرفنا بسياسة واقعية تنسجم مع أعمق مصالح شعبنا، بعيدًا عن الجمل الثورية والنداءات المتطرفة التي لا تجدي نفعًا. نحن مع الآخرين من القوى الوطنية التي شاركتنا النضال طوال أيام المعارضة ضد الدكتاتورية، والتي لا شك في إخلاصها الوطني، نعمل كل من موقعه ووفقًا لخلفيته الفكرية وإمكانياته السياسية والمادية، لتقريب يوم عودة العراق الى الوضع السياسي الطبيعي وإلى مكانته الدولية اللائقة.

مدى الرضى عن شعبية الشيوعي

* كمناضل شيوعي هل انتم راضون أم لا عن مستوى الشعبية التي يحظى بها حزبكم في العراق الجديد... ولماذا؟
- نحن نطمح إلى أن تكون صفوف حزبنا أوسع وإمكانياتنا اكبر. الطموح لا حدود له، خصوصًا ونحن نعتقد أن في قوتنا قوةً لشعبنا، ولقدرته على تحقيق ما يصبو له من تقدم وتطور اجتماعيين، وترسيخ للديمقراطية وتأهيل لها في الحياة الاجتماعية والسياسية، ومن بناء اقتصادي متين متقدم يؤمن للشعب الخير والسعادة. لذلك نبذل كل الجهد من اجل تأمين قوة اكبر لحزبنا وللحركة الديمقراطية عمومًا، ولا تحدنا في ذلك حدود.

الجزء الاول