موسكو: يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 8 فبراير الجاري في موسكو بدونالد توسك رئيس الوزراء البولندي.
وأخذت العلاقات بين البلدين تتحسن بعد تولي توسك رئاسة الحكومة البولندية. وبالأخص، بت الطرفان في مسألة صادرات اللحوم من بولندا إلى روسيا والتي حملت وارسو على تعطيل المفاوضات بين روسيا والاتحاد الأوروبي بشأن إعداد وتوقيع معاهدة جديدة حول الشراكة والتعاون. وفي الوقت نفسه ظل عالقا عدد كبير من المسائل التي سوف تطرح، على الأرجح، على طاولة المباحثات. وبينها، مثلا، نشر منظومة الدفاع الصاروخية الأمريكية وقواعد الناتو في الأراضي البولندية ومشروع خط أنابيب النفط quot;Amberquot; البولندي - البلطيقي باعتباره بديلا لمشروع quot;Nord Streamquot; الروسي - الألماني.
وفي حديث صحفي أدلى به توسك لوسائل الإعلام الروسية عشية زيارته لموسكو استعرض مواقف وارسو التي يريد أن ينطلق منها في موسكو وهي مواقف بعيدة عن أن تكون ودية. فمثلا، أعلن توسك أن وارسو سوف تعترض من جديد على إطلاق المفاوضات بين موسكو والاتحاد الأوروبي حول معاهدة الشراكة الإستراتيجية الجديدة إلى أن تتأكد من أن قرار روسيا بإلغاء الحظر المفروض سابقا على توريد المنتجات الزراعية البولندية ترجم إلى الواقع العملي. ولا تقل تشددا تصريحات توسك بشأن مشروع quot;التيار الشماليquot; (Nord Stream) الروسي الألماني، حيث تقف بولندا ضد الانضمام إلى هذا المشروع بسبب غلائه الفاحش. وتود وارسو أن تعرض على موسكو مشروعا بديلا يمر بأراضي ليتوانيا وبولندا. ولكن هذا المشروع غير مقبول بالنسبة لروسيا بسبب المخاطر المترتبة على ترانزيت الغاز، كما أعلن في 7 فبراير رئيس رابطة الغاز الروسية فاليري يازيف. وفيما يتعلق بالموضوع الرئيسي للمفاوضات التي سيخوضها توسك في موسكو أي قضية نشر منظومة الدفاع الصاروخية الأمريكية وقواعد الناتو في أراضي بولندا، فهو، على ما يبدو، محسوم بالنسبة لوارسو لصالح النشر بصورة نهائية.
صحيح أن العلاقات الروسية - البولندية لا بد وأن تأخذ بعين الاعتبار quot;حقيقة عضوية بولندا في الاتحاد الأوروبي والناتو وكذلك علاقات التحالف التي تربط بولندا بالولايات المتحدةquot;. ويستدل من كل ذلك أن المباحثات ستكون صعبة وأن كلا من الطرفين أعد أوراقا رابحة من أجل هذه اللعبة.