وسط ترقب حذر في غزة
هل تصعيد الإغتيالات ضد حماس... ورقة إسرائيل قبل الأخيرة
خلف خلف من رام الله:
يعيش قطاع غزة وسط حالة من الترقب والخوف من عملية عسكرية إسرائيلية برية واسعة، هذا في وقت هدد وزراء إسرائيليون اليوم الأحد بتصفية قادة سياسيين كبار في حركة حماس والجهاد الإسلامي، بل إن وزيرًا إسرائيليًا دعا إلى محو أحياء في قطاع غزة حتى يتعظ السكان، لكن معظم المراقبون يؤكدون أن إسرائيل ستلجأ بحسب كافة التوقعات إلى تصعيد عمليات الاغتيال ضد قادة وكوادر من حركة حماس، ولن تقدم على اجتياح بري.
ويستند هؤلاء المراقبون في تحليلهم إلى أن إسرائيل لن تغامر بورقتها الأخيرة، والمتمثلة في اجتياح قطاع غزة بريًا، لان ذلك سيؤدي إلى تعريض حياة الجندي جلعاد شاليت المحتجز في غزة للخطر، وكذلك قادة إسرائيل عليهم الإجابة على عدة أسئلة هامة قبل قيامهم بهذه الخطوة، ماذا ستفعل إسرائيل عندما يصبح جيشها داخل غزة التي تعتبر أكثف نقطة سكانية في العالم.
ويضاف لذلك، فالتقديرات التي يوردها الجيش الإسرائيلي تشير إلى أنه قد يخسر قرابة 100 جندي في حال تنفيذ عملية عسكرية برية في غزة، وبخاصة مع تطوير الفصائل الفلسطينية المسلحة لطرق قتالها، وتزودها بالمتفجرات والعبوات الناسفة.
وبدورها الصحف الإسرائيلية الصادرة انقسمت بين الحديث عن قرب عملية عسكرية ضد قطاع غزة، وبين الحديث عن تصعيد عمليات الاغتيال المركز، وكتبت صحيفة معاريف في عددها الصادر اليوم الأحد تقول: quot;إن الوسط السياسي في إسرائيل لا يميل لاتخاذ قرار بتنفيذ عملية عسكرية برية واسعة في قطاع غزةquot;.
ولكن صحيفة يديعوت من جانبها، نقلت عن محافل سياسية إسرائيلية تلويحها أن الرد العسكري على تواصل نار القسام نحو سديروت يقرب نحو حملة برية شاملة وعامة في قطاع غزة. وأشارت الصحيفة أن الإحساس بأن إسرائيل تجتذب نحو التصعيد ساد القيادة السياسية العليا أمس السبت، حيث قالت محافل سياسية في تل أبيب إن إسرائيل ترى بخطورة شديدة الحدث في سديروت، وأنه يقربنا من العملية الكبرى في غزة.
كما نقل عن محافل في مكتب رئيس الوزراء إيهود أولمرت قولها إن إسرائيل ستتخذ خطوات حازمة ومقررة للدفاع عن سكانها. وقال محفل عسكري إن quot;الجيش الإسرائيلي سيرتفع درجة في النشاط في غزة. وهذا سيتضمن تصعيد الاحباطات المركزية ضد المخططين، المسؤولين، النشطاء الميدانيين والنشطاء الكبار والصغار المسؤولين عن نار صواريخ القسام، عن عمليات الإرهاب، قذائف الهاون وزرع العبواتquot;.
وصرح وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي آفي ديختر الذي زار سديروت أمس إن الوضع في سديروت صعب جدًا، وان 20 في المئة من سكان المدينة هجروها، وقال: quot;السكان يشعرون بأنهم يعيشون على المعجزات وعلى الحظوظ وفقط ينتظرون الحل بعد سنوات من الكابوسquot;. ودعا الوزير الحكومة الإسرائيلية إلى الأمر بعملية واسعة تغير قواعد اللعب حيال غزة وتمس بقيادة حماس.
وإضافة إلى ذلك، ترى محافل سياسية رفيعة المستوى في إسرائيل بأنه يوجد تخوف من أن عملية واسعة في غزة سترجئ الصفقة لتحرير الجندي المخطوف جلعاد شليت بل وتعرض حياته للخطر. وكان اولمرت أجرى أمس سلسلة مشاورات مع قيادة جهاز الأمن وأمر الجيش الإسرائيلي بتنفيذ عملية موضعية قاسية، ولكن اولمرت وبراك على حد سواء قررا عدم عقد المجلس الوزاري السياسي ndash; الأمني وعدم تصعيد المواجهة في غزة لدرجة دخول بري مكثف للجيش الإسرائيلي إلى الداخل.
وبالتوازي مع إمكانية عملية عسكرية في القطاع يتواصل تفعيل عقوبات التخفيض للكهرباء، في إطار فرض قيود مدنية على سكان القطاع بسبب استمرار الصواريخ التي تطلق من غزة، وقلصت إسرائيل يوم الخميس الماضي تزويد الكهرباء بنصف في المئة. وحسب القرار الذي اتخذه المجلس الوزاري السياسي ndash; الأمني، ففي كل أسبوع سيتم تقليص نصف آخر في المائة.
في هذه الأثناء، تحدث الكاتب الإسرائيلي اليكس فيشمان عن ما وصفه أسباب عدم تصفية قادة حماس في غزة، وقال في مقال له في صحيفة يديعوت تحت عنوان: quot; لماذا لا يصفون قادة حماسquot;: quot;هناك انطباع أن دولة إسرائيل تتصرف برقة مع حماس، ببساطة لان ليس لها مصلحة حقيقية في إسقاط الحكم هناك. وجود نظام حماسي في غزة، عزله عن الضفة وتخليد كيانين فلسطينيين ndash; تبدأ في أن تكون مريحة جدًا لنا.
وأضاف فيشمان: quot;مثل هذا الوضع يضمن ألا يكون ممكنًا لفكرة الدولة الفلسطينية، حسب الرؤيا الأمريكية أن تتحقق. لا يوجد طريق آخر لنشرح وهن حكومة إسرائيل وامتناعها عن المس بقيادة حماس ومؤسسات حكمهاquot;.
ومن جانبه، تحدث تسفي بارئيل الكاتب في صحيفة هآرتس عن ما أسماه تبادل القصف بين إسرائيل وحماس، وكتبت يقول في مقال بعنوان: quot;إستراتيجية ليس في غزةquot;: quot;حوار القصف المتبادل بين صواريخ القسام التي تطلقها حماس على سديروت وبين غارات سلاح الجو على غزة يبدو مثل سلسلة طويلة من الأفعال، وردود الأفعال التلقائية التي لا يفهم احد منطقها لأنها تظهر في صورة الديناميكية الذاتية.
وتساءل بارئيل: quot;هل سبق الصاروخ القنبلة وبالعكس؟ حتى المعادلة الشائعة صواريخ القسام مقابل قتل المطلوبين ndash; لم تعد تنجح في بلورة توازن رعب. يبدو أن الجيش الإسرائيلي وحماس وحدهما الغارقين في هذه المعادلة وقوائمها لأنهم يعتبرون ذلك المغزى الوحيد المتبقي للمعركة التي تجري في غزة والضفة: عدد القتلى وعدد صواريخ القسام يشكل توازن الهزيمة أو الانتصارquot;.