الأميركيون متفائلون والصدر أرسل قراره إلى وكلائه لقراءته غدا
تمديد مشروط بالتوقف عن مواجهته لتجميد جيش المهدي

أسامة مهدي من لندن: مع اقتراب انتهاء فترة تجميد نشاط جيش المهدي توقع مصدر مقرب من التيار الصدري أن يمدد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر هذا التجميد ستة اشهر أخرى شرط توقف القوات العراقية والاميركية عن مواجهته عسكريا في بادرة حسن نية وبعكسه سيعود عن قراره خلال هذه الاشهر في وقت أرسل الصدر اليوم قراره النهائي مكتوبا الى وكلائه في أئمة المساجد لقراءته غدا خلال خطبة الجمعة .

وأشار المصدر الذي كان يتحدث مع quot;إيلافquot; عن هذا الموضوع إلى أن الصدر قد اتخذ قراره النهائي بعد دراسته لمختلف التقارير التي وصلته عن تداعيات تجميد جيش المهدي منذ التاسع والعشرين من اب ( اغسطس ) الماضي بشقيها السلبي والايجابي .واشار الى ان هناك اتجاها لتمديد التجميد فترة اخرى شرط التوقف عن ملاحقة القوات العراقية والاميركية لعناصره واعتقالهم . وأكد ان الصدر لم يبلغ مساعديه لحد الان بالقرار الذي يتوقع اعلانه غدا الجمعة حول جيش المهدي الذي يضم حوالى عشرة الاف مسلح وتشكل بعد أشهر قليلة من سقوط النظام السابق في نيسان ( ابريل ) عام 2003 لكنه اوضح ان أغلفة مختومة قد وصلت اليوم الى وكلائه من ائمة المساجد تحتوي على قراره بهذا الشأن وعليهم قراءتها غدا خلال خطبة الجمعة متوقعا ان يكون القرار باتجاه التمديد المشروط .

وفي بيان له اليوم قال الشيخ صلاح العبيدي مدير مكتب الصدر في مدينة النجف quot;ليس شرطا أن يقوم سماحة السيد القائد المفدى مقتدى (دام عزه) بالاعلان عن انتهاء التجميدquot;.. واضاف quot;اما ان يقوم بالاعلان عن تمديد التجميد أو أن يسكت ولا يعلن أي شيء.. واذا سكت فهذا معناه ان التجميد قد انتهىquot; .

واوضح المصدر ان القيادة العراقية والقيادة العسكرية الاميركية تنتظر باهتمام قرار الصدر خشية أن يؤدي انتهاء وقف إطلاق النار الى تهديد المكاسب الامنية التي تحققت في الاونة الاخيرة ويشعل من جديد أعمال العنف بين الشيعة والسنة. وأعرب مسؤولون عسكريون أميركيون عن اعتقادهم بأن الصدر سيختار تجديد وقف إطلاق النار وأشادوا به لأنه ساعد في خفض العنف وأعطى الساسة العراقيين متنفسا يمكنهم من اتخاذ خطوات باتجاه المصالحة.

وأدى وقف اطلاق النار الذي أعلنه الصدر ونشر 30 ألف جندي أميركي اضافي وقرار القبائل العربية السنية الانقلاب على القاعدة الى تراجع نسبته 60 في المئة في أعمال العنف منذ حزيران (يونيو) عام 2007.

ويشتكي التيار الصدري من قتل العشرات واعتقال المئات من عناصره منذ بدء الحملة الامنية ضدهم بشكل مكثف مطلع العام الماضي والذي دفع التيار الى سحب وزرائه الخمسة من حكومة نوري المالكي الحالية في نيسان (ابريل) الماضي . وقال تقرير نشره موقع الكتروني للتيار الصدري اليوم ان مدينة الصدر في ضواحي بغداد الشمالية والتي يقطنها حوالى ثلاثة ملايين عراقي من الشيعة اغلبهم يدينون بالولاء للصدر تتعرض منذ ايام الى اجواء من الرعب بسبب quot;قيام القوات الاميركية المحتلة بعمليات دهم ليلية لبعض الاحياء الامنة مصحوبة بغطاء جوي للطائرات المقاتلة والتجسسية والسمتية التي تحلق فوق بيوت تلك الاحياء بارتفاعات منخفضة مصحوبة باطلاق نار مركز وكثيف وقصف عشوائيquot;.

واشار الى ان هذه الاستفزازات خلقت حالات من القلق quot;دون ان يعرف الناس الاسباب التي تقف وراء ذلك quot;. واكد ان شابا قتل قبل يومين واصيب اربعة فيما اعتقل 16 اخرون بسبب إطلاقات القوات الاميركية ومداهماتها بالاسلحة النارية الكثيفة . وقال quot;ان هذه الاستفزازات تأتي بعد ايام من تحذير اطلقته مجموعة الازمات الدولية الى الجيش الاميركي المحتل بعدم استفزاز جيش الامام المهدي وجرِّه إلى استئناف أنشطته العسكرية التي جمدها سماحة السيد مقتدى الصدر العام الماضيquot;.

وبهذا الصدد اشار حازم الاعرجي احد مساعدي الصدر في بغداد في تصريح صحافي اليوم الى ان من النقاط السلبية لتجميد جيش المهدي quot;هي اننا لم نجد استثمارا جيدا من الحكومة العراقية بخصوص قرار التجميد .. فخلال فترة التجميد زج باكثر من الف معتقل في سجون الاحتلال خصوصا في منطقة الديوانية وكربلاء وبغدادquot;. واكد ان حكومة نوري المالكي لم تحترم الهدنة وقال quot;انهم قتلوا عناصرنا واعتقلوهم وعذبوهم واهانوهمquot;.

وعلى الرغم من ذلك يؤكد مسؤولون عسكريون اميركيون ان هدنة الصدر لعبت دورا كبيرا في خفض العنف الطائفي والاشتباكات بين الميليشيا من جانب والقوات الاميركية والعراقية من جانب اخر. وحذروا من ان العودة الى القتال ستفرض مخاطر على المكاسب الامنية في وقت بدأ فيه الزعماء العراقيون تحقيق بعض التقدم نحو مصالحة وطنية.

وتزعم مقتدى الصدر وهو ابن رجل دين شيعي بارز اغتاله نظام الرئيس السابق صدام حسين انتفاضتين ضد القوات الاميركية في عام 2004 وأعلن وقف اطلاق النار بعد اشتباكات دامية في اب الماضي بين جيش المهدي وقوات الامن المتحالفة مع المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الشيعيي في مدينة كربلاء قتل فيها العشرات.

وقال القائد العسكري الاميركي للقوات المتعددة الجنسيات في العراق الجنرال ديفيد بتريوس الاسبوع الماضي انه يتوقع من رجل الدين الشيعي المناهض للولايات المتحدة ان يقرر تمديد الهدنة. وقال مسؤول في مكتب الصدر في مدينة البصرة الجنوبية ان الصدر قد يعلن رفعا جزئيا للهدنة ربما في بعض المحافظات التي يستهدف فيها انصاره.

ورغم إشادة الجيش الاميركي بالصدر بشأن الهدنة لكنه مستمر في اطلاق وصف متشددين quot;مارقينquot; على عناصر يقول انها لم تلتزم بقرار الصدر وتتلقى التمويل والسلاح من ايران. وقالت المجموعة الدولية لادارة الازمات في تقرير في الآونة الاخيرة ان إلغاء وقف اطلاق النار سيكون انتكاسة للعراق. واضافت quot;لن يؤدي هذا الى استئناف اعمال القتل الطائفية فحسب وانما سيكون تصعيدا في حرب بين الاشقاء بين ميليشيات شيعية متنافسة.quot;

واليوم قالت صحيفة quot;واشنطن بوستquot; في تقرير لها إن جيش المهدي عزز تجميد انشطته من خلال حملة تطهير لكل افراده الذين لم يلتزموا بامر وقف اطلاق النار الذي أصدره الصدر العام الماضي.
وأضافت الصحيفة أن quot;مقاتلين من جيش المهدي اقتادوا شابا يبلغ من العمر 25 عاما إلى بيت مظلم واعدموه شنقا وهم يرددون آيات قرآنيةquot; .وأوضحت أن quot;الشخص الذي اعدمه جيش المهدي، في كانون الثاني (يناير) الماضي ينتمي إلى الجيش الذي يشكل أكبر مليشيا شيعية في العراقquot; . ونقلت الصحيفة عن قادة في الجيش إن الرجل الذي أعدم هو احد قادة جيش المهدي واسمه الحركي حمزة وكان قد عمد إلى قتل وخطف عدد من الاشخاص على الرغم من امر إلقاء اسلحتهم. وأضافوا أن حمزة اعترف بجرائمه خلال تحقيقات كثيرة وان حكم الاعدام بحق حمزة صدر بثلاث صفحات من مكتب مقتدى الصدر. ونقلت الصحيفة عن محمد علي (24 عاما) قائد جيش المهدي في حي الشعلة في ضواحي بغداد الشمالية الغربية الذي شارك في عملية الاعدام قوله quot;تلقينا امرا في وقت لم يحدده بالتخلص من حمزة ونفذنا الامر وبهذا نطهر جيش المهدي من هذه العناصرquot;.

وطبقا لما يقول قادة كبار في ميليشيا المهدي ومسؤولون أميركيون إن المئات من افراد جيش المهدي قد اعدموا او سجنوا أو أبعِدوا منذ صدور امر الصدر بالتجميد كجزء من اعادة تنظيم شاملة كانت سببا حاسما في انخفاض مستوى العنف الذي تشهده البلاد في الأشهر الماضية.

واشارت الصحيفة الى أن حملة التطهير هذه قد رفعت سمعة الصدر بخاصة بين صفوف القادة الأميركيين الذين كانوا يعدونه في ما مضى عدوا إلا انهم يشيرون اليه الان باحترام في وقت يساعده فيه هذا الامر ايضا على إحكام سيطرته على الجيش غير المنضبط . وفي الوقت نفسه يقول افراد من الجيش اضعف هذا التجميد الحركة الصدرية امام هجمات quot;وقمع جماعات شيعية مناوئة لهاquot; .
ونقلت الصحيفة عن قائد في جيش المهدي يطلق عليه أبو جعفر (31 عاما) وهو عامل باجرة يومية من منطقة الشعب شمال شرق بغداد وكان واحدا من اولئك الذين ابعدوا قوله انه بعد وقت قصير من اعلان امر التجميد تسلم مذكرة استدعاء من جيش المهدي من الوحدة المعروفة باسم الفوج الذهبي التي توصف بأنها وحدة استخبارات تراقب الانضباط الداخلي بين صفوف جيش المهدي حيث تم توبيخه لسماحه لحوالى 100 فرد تحت امرته بارتكاب ما اسماه بجرائم ضد المدنيين. وأوضح أبو جعفرالذي رفض اعطاء اسمه الكامل خوفا من القوات الاميركية والعراقية quot;جاءوا الي وقالوا كيف لا تعرف عن اخطاء الناس الذين تحت امرتك وانت قائد؟ انت لا تصلح للقيادة وطردونيquot; .