انقرة: يشكل حزب العمال الكردستاني الذي شنت القوات التركية عملية عسكرية جديدة ضد قواعده في شمال العراق، معضلة بالنسبة الى تركيا منذ بدأ حركة تمرد على السلطة المركزية في 15 آب/اغسطس 1984. ويقدر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره في لندن ان عدد مقاتلي الحزب انخفض اليوم الى ما بين 3000 و5000 عنصر.

وتقول كارينا اوريلي الخبيرة في معهد جينز البريطاني المتخصص في شؤون الدفاع ان عدد مقاتلي الحزب انخفض في شكل كبير بعدما كان مقدرا بنحو عشرة آلاف خلال التمرد الذي قاده في جنوب شرق تركيا من 1984 الى 1999. تأسس حزب العمال الكردستاني العام 1978 وبدأ حركة تمرده المسلحة ضد السلطة المركزية من اجل اقامة دولة كردية مستقلة في جنوب شرق الاناضول العام 1984، جاعلا المسألة الكردية ابرز مشكلة تواجهها تركيا. وتفيد الارقام الرسمية ان اعمال العنف المرتبطة بهذا النزاع اوقعت منذ ذلك الحين اكثر من 37 الف قتيل.

وكثف حزب العمال الكردستاني عملياته ضد الجيش في جنوب شرق البلاد بعدما وضع حدا في 2006 لوقف اطلاق نار اعلنه من جانب واحد. وتنسب السلطات التركية ايضا الى حزب العمال الكردستاني تفجيرات عدة وقعت في اسطنبول ومنتجعات بحرية في غرب تركيا. ويرفض الحزب هذه الاتهامات ويشير الى انها من تنفيذ مجموعة متطرفة خارجة عن سيطرته.

وقد تحولت مطالب حزب العمال الكردستاني في سبيل الحصول على استقلال المنطقة الكردية في تركيا، مطالب باقامة حكم ذاتي في اطار نظام فدرالي والعفو عن المتمردين لضمان مشاركتهم في الحياة السياسية والافراج عن زعيمه عبد الله اوجلان المعتقل في سجن في جزيرة بشمال غرب تركيا.

واثر اعتقال اوجلان في كينيا بعد اشهر على ابعاده من سوريا والحكم عليه بالاعدام الذي خفف الى السجن المؤبد العام 1999، تخلى حزب العمال الكردستاني عن المطالبة بالاستقلال واعلن وقفا لاطلاق النار من جانب واحد لم تعترف به انقرة. وتقول انقرة ان نحو 3500 ناشط تمركزوا في شمال العراق ويتسللون منه الى الاراضي التركية لشن هجمات، متوعدة برد عسكري داخل الاراضي العراقية.

وحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره انقرة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي منظمة ارهابية تم حله في نيسان/ابريل 2002 واصبح اسمه quot;المؤتمر من اجل الحرية والديموقراطية في كردستانquot; (كاديك) ثم quot;حزب مؤتمر الشعبquot; (كونغرا-جل). والعام 2005 قرر استعادة اسمه الاصلي.

ويتمركز كل الجناح العسكري لحزب العمال في مخيمات تقع في كردستان العراق فيما يمثل الجناح السياسي سياسيون اكراد مقيمون في المنفى في دول اوروبية وخصوصا في بلجيكا. ورغم ان اوجلان لا يزال يحظى بنفوذ لدى حزب العمال الكردستاني بعدما حكمه بقبضة حديد، الا ان مساعديه السابقين مثل شقيقه عثمان تخلوا عنه بعد سجنه. وابرز قائد عسكري لحزب العمال الكردستاني هو مراد كارايلان الذي يجسد الجناح المتشدد داخله، وهو موجود ايضا في شمال العراق.