محمد الحسيني أمين عام المجلس الإسلامي العربي في لبنان لـ quot;إيلافquot;:
نرفض إختزال شيعة لبنان بحزب الله وسياسته الموالية لولي الفقيه

أسامة مهدي من لندن: رفض الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان السيد محمد علي الحسيني إختزال شيعة لبنان بحزب الله الذي إتهمه بتنفيذ أجندة إيرانية معادية للبنانيين من خلال إرتباطه بمنظومة ولاية الفقيه في إيران ووتقديمه الولاء والطاعة لها، وقال إن ايران أصبحت تشكل في لبنان دولة داخل الدولة من خلال مؤسساتها التي تنشئها على أراضيه. وأضاف الحسيني في حديث مع quot;ايلافquot; خلال زيارة إلى لندن، إختتمها أمس، أن المجلس يسعى لأن يكون لبنان سيدًا حرًا عربيًا يتمتع بالسيادة والإستقلال بعيدا عن التدخلات الأجنبية الخارجية وأن تكون مؤسساته قوية قادرة على تحقيق الإستقرار السياسي والإقتصادي والأمني. وقال إن الكثير من الشيعة في لبنان خدعتهم الشعارات التي حملها ولي الفقيه إلى لبنان، فإنقادوا إليها مصدقين منخدعين حيث بعضهم قد أكل طعم النظام الإيراني. وأوضح أن وساطة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في لبنان قد فشلت كما فشل الإتفاق بين حماس وفتح لأنها جاءت بمبادرة عربية... وفي ما يلي نص المقابلة:

لماذا تأسس المجلس الاسلامي العربي وما هي أهدافه؟
لقد تأسس المجلس الاسلامي العربي في لبنان عام 2006 في ظروف يتعرض فيها لبنان لهجمة شرسة تستهدف هويته وانتمائه العربي، فكان لا بد من التحرك من أجل الخروج من هذه الحالة... اضافة الى الهجمة التي تتعرض لها الأمة العربية بشكل عام. ولذلك فقد بادر علماء ومفكرين ورجالات رأوا أن واجبهم الشرعي والوطني يحتم عليهم الدفاع عن الامة وهويتها وعقائدها والوقوف في وجه الغزو الذي يستهدف ثقافتها وهويتها بتأسيس هذا المجلس.

أي تيار شعبي لبناني يمثله المجلس؟
إن اعضاء المجلس ومناصريه هم من المسلمين المنضوين تحت هذا الدين من الشيعة والسنة، لأننا في لبنان ليس لدينا تعصب او تطرف، وانما كل من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله، وآمن بالتوحيد وابتعد عن البدع والظلال وسار على سنة رسول الله فهو معنا. إن للمجلس اتجاه سياسي ايضًا، وهو قد أسس جمعية ذي القربى المرخصة بعلم وخبر في لبنان برقم (50 أ د) وهي تعنى بالأمور الخيرية والاجتماعية وتقديم المساعدات للمحتاجين، وتكفل الايتام، وتساعد الشباب على الزواج، وتقدم الدواء للمرضى المعوزين، إضافة الى خدمات اجتماعية اخرى متنوعة. ولدينا قسم للاعلام يعنى بأخبار ونشاطات المجلس والاخرى العامة، وسنطلق الشهر المقبل وكالة انباء تلاحق الاحداث والتطورات الحاصلة على الساحتين اللبنانية والعربية. كما أن هناك القسم السياسي وهم المعني بالقضايا والمتابعات السياسية وتطورات الاحداث... ونحن نقوم حاليًا بتدريب كادر في لبنان للاعداد للمشاركة في الانتخابات النيابية والبلدية المقبلة حتى يكون لنا وجود مؤثر فيهما .

من هم عناصر المجلس وما مدى تأثيرهم على الساحة اللبنانية؟
لدينا شورى مركزية ومسؤولي اقسام واعضاء ومنتسبين، وكذلك أمانة عامة وهيئة علاقات عامة. وتأثير المجلس واعضائه على الساحة اللبنانية جيد جدًا بشكل سيساعد على تحقيق مشروعنا الوطني السياسي لما فيه من مصلحة لبنان خاصة، والأمة العربية عامة لأننا نريد لبنان سيدًا حرًا عربيًا يتمتع بالسيادة والاستقلال بعيدًا عن التدخلات الاجنبية الخارجية، وأن تكون مؤسساته قوية قادرة على تحقيق الإستقرار السياسي والإقتصادي والأمني.

الحسيني في لقاء سابق مع العاهل السعودي الملك عبدالله
لماذا يحتاج لبنان إلى مجلسكم؟
لبنان بحاجة إلينا لأننا نمثل الخط الاعتدالي العروبي، حيث أن هذا البلد بأمس الحاجة إلى الحاضنة العربية وخاصة بالنسبة إلى شيعته، لأن الشيعة في لبنان ليس لهم اي مشروع خاص قادم من خارج لبنان .. ولا يسعون للارتباط بأي دولة خارجية .

من يمول نشاطاتكم وكيف تنفقون عليها؟
لا نتلقى اي تمويل او دعم مالي يذكر من احد... والمجلس يعتمد في نشاطاته على التبرعات والانفاقات الذاتية وبعض الاعمال التي يقوم بها اعضاؤه المنتمين من منتجات يدوية. هناك تبرعات للمجلس تأتي من الخيرين من الامة وهي متواضعة، ولذلك فإن الكثير من مشاريعه واهدافه متوقفة عن التحقيق، وهي رهن توفر المساعدات التي يحتاج إليها. والمجلس يتطلع إلى اخوانه العرب،كي يقفوا الى جانبه ويساعدوه لأنه يعبر عن الجنود الاماميين في جبهة المواجهة ضد أعداء العرب .

أنتم تقولون انكم شيعة لبنان العرب... هل هناك شيعة لبنانيون غير عرب؟ وبماذا تختلفون عنهم؟
مع الاسف ان في لبنان بعض اخوتنا الشيعة ارتبطوا بمنظومة ولاية الفقيه في ايران وقدموا لها الولاء والطاعة والتزموا بهذا الخط ونحن نعمل في المجلس على استرجاعهم الى الحضن العربي اللبناني باللين والحسن والمودة .

انتم شيعة لبنانيون .. وهناك في لبنان حزب مؤثر على الساحة السياسية فيه يقول انه يمثل شيعة لبنان .. فماهو ردكم على ذلك؟
نرفض ان يدعي حزب الله تمثيل الشيعة في لبنان، لأن الطائفة الشيعية في هذا البلد لا يمكن ان تختزل بحزب او ان يأخذ حزب الله وكالة حصرية بها... فالطائفة الشيعية لها شخصياتها ورجالاتها وسياسييها وفقهائها الكبار، وهم لم يكونوا حزبيين ولن يكونوا، وانتماؤهم عربي ويعملون لمصلحة لبنان لا غير... ان حزب الله هو الذي قال على لسان الناطق الرسمي باسمه امين السيد عام 1984 بان الحزب quot;لا يستمد قراره السياسي إلا من ولي الفقيه ونحن جزء لا يتجزأ من الثورة الإيرانية ولا ننفصل عنها ولا نؤمن بالجغرافيا وانما بالتغييرquot;... ولذلك فهم قدموا الطاعة والولاء لولي الفقيه واخذوا الدعم المطلق والمساعدة منه. صحيح أن حزب الله لبناني الهوية، ولكن قراره يأتي من خارج لبنان من ولي الفقيه في إيران، وهو يعمل لمصلحته وليس لمصلحة لبنان.

تقولون انكم تعملون على استرجاع القرار الشعبي اللبناني من مختطفيه الذين يستغلون الطائفة الشيعية... من هم هؤلاء وكيف اختطفوا هذا القرار... وكيف ستسترجعونه؟
لقد استطاع ولي الفقيه في لبنان ان ينسج دولته وينقلها إلى لبنان العربي من خلال حزب الله وهو يستكمل الآن مؤسساته في هذا البلد عن طريق انشاء المستشفيات والمدارس والمؤسسات الإجتماعية والاعلامية حتى اصبح دولة داخل الدولة... والأسوأ من هذا ان الكثير من الشيعة في لبنان ولأسباب عديدة منها عدم وجود الدعم العربي اللازم لهم في وقت من الاوقات دفع لأن يحل محله دعم النظام الايراني فقد انقادوا الى الشعارات التي حملها ولي الفقيه الى لبنان لأنها كانت تدغدغ مشاعر هؤلاء الشيعة فصدقوها منخدعين... لقد عمل النظام الايراني مثل الصياد الذي يرمي لفريسته الطعام ليصطادها. ومع الاسف، فإن بعض الشيعة في لبنان قد اكلوا طعم النظام الايراني، ولذلك فإننا نعمل الان على انقاذهم وارجاعهم الى حضن لبنان العربي وهذه مسؤوليتنا ومسؤولية العرب جميعًا بالوقوف مع المجلس الاسلامي العربي بكل الوسائل .

الى أي مدى تخشون على لبنان من تأثير ايراني سوري من جهة .. واميركي اوروبي من جهة ثانية؟
نحن نرفض أي تدخل سلبي في لبنان سواء أكان من أميركا أو ايران أو غيرهما، لأننا نريد السيادة الكاملة له... لكننا نقبل التدخل الايجابي كما يفعل اخوتنا العرب وخصوصًا في المملكة العربية السعودية والبحرين والكويت والاردن وقطر والامارات ومصر الذين يقدمون الغالي والنفيس الى لبنان وشعبه، لكي يصل الى امنه واستقراره في جميع المجالات .. ان اخوتنا العرب من دون النظام السوري يريدون لأخيهم الشقيق لبنان ان يستعيد عافيته وينهض من جديد، وهذا ما لمسناه بعد حرب تموز (يوليو) الماضي على لبنان، فكانت الدول العربية سباقة في دعم لبنان ومد جسور المعونات له ولشعبه لأنهم لا يريدون منه لا جزاء ولا شكورًا غير استعادة عافيته... ونحن مع هذا التدخل الايجابي الذي يحتاج إليه لبنان.

يعيش لبنان حاليًا أزمة سياسية مستعصية فإلى اي مدى تشكل لكم هذه هاجسًا بأن تعيد لبنان الى حرب أهلية أخرى؟
لا أريد أن اتحدث عن صغار القوم في لبنان أو الادوات، وإنما عن اصل المشكلة، وهو النظام الايراني الذي تحكمه ولاية الفقيه، والذي سعى منذ وصوله الى الحكم في عام 1979 للاستيلاء والسيطرة على بلداننا العربية، عاملاً وفق سياسة فرق تسد وهو الذي سبب لنا الكثير من المشاكل، ليس في لبنان وحده، وانما في فلسطين والعراق ايضًا... فبعد ان جمعت السعودية بمكة المكرمة قادة حماس وفتح واتفقوا على الوئام عمل النظام الايراني على افشال الإتفاق لأنه جاء عن طريق دولة عربية... والأسوء ان المنفذ لسياسة ايران هو النظام السوري الذي اصبح يغرد خارج السرب العربي . والنظام الايراني نفسه هو الذي يعاني منه العراق حاليًا الذي خدع شعبه وتحالف مع الشيطان الاكبر quot;اميركاquot; في احتلال افغانستان وروج لاسلحة الدمار الشامل في العراق .. ونظام ايران يحاور quot;الشيطان الاكبرquot; الان في العراق .. فكيف اصبح هذا الشيطان ملاكًا ليجلس معه ذلك النظام ؟ ان هذا دليل على ان هذا النظام لا تهمه الا مصلحته الخاصة وبقاءه، وليس مصلحة شعوب لبنان او العراق اوفلسطين .

كيف تنظرون الى جولات الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى لبنان؟ وهل تعولون عليه لايجاد حل عربي للازمة اللبنانية ؟
ان وساطة عمرو موسى فشلت كما فشل الاتفاق بين حماس وفتح، لأنها مبادرة عربية آتية من الجامعة العربية والذي يعمل على افشالها وتمزيق القمة العربية المنتظرة هو النظام الايراني الذي لا يريد للعرب ان يتوحدوا ويصبحوا قوة .. انا اعتبر ان بعض مشاكل الدول العربية سببها هذا النظام الذي يجب تغييره .

الفتم كتابًا عن كفاح الشعب العربي في الاهواز .. كيف تنظرون الى جهود الشعوب الايرانية غير الفارسية للحصول على حقوقها؟
إن من حق الشعوب الايرانية غير الفارسية التي تعامل من قبل نظام طهران، وكأنها من الدرجة الثانية في البلاد ان تطالب بحقوقها وخاصة الشعب الاهوازي العربي الذي يتطلب انطلاقًا من واجب الاخوة موقفًا عربيًا داعمًا لحصوله على حقوقه، ووقف عمليات الاعدام والسجن والاضطهاد التي تواجه ناشطيه على ايدي السلطات الايرانية.