كاليفورنيا: كشف مسؤولون أن العديد من الجنود الأميركيين الذين تعرضوا لهجمات بالعبوات الناسفة وشاركوا في القتال في العراق وأفغانستان، يعودون إلى الولايات المتحدة الأميركية مصابين بفقدان دائم للسمع أو بطنين في الأذن، ما دفع بقيادة الجيش إلى مضاعفة جهودها لحماية القوات من الضجيج.

وأوضحت إدارة شؤون الجنود أن فقدان حاسة السمع هي الإعاقة الرئيسية التي يتلقاها الجنود في الحرب على الإرهاب، فيما قال خبراء إن المحصلة الدقيقة لهذه الإصابة قد تأخذ عقوداً قبل أن تتضح.

ووفق وكالة أسوشيتد برس فإن قرابة 70 ألف جندي من أصل أكثر من 1.3 مليون جندي خدموا في منطقتي الحرب تلك (العراق وأفغانستان)، يتلقون مساعدات لإعاقة طنين الأذن، بينما يتلقى قرابة 58 ألف جندي مساعدات تتعلق بإعاقة فقدان السمع، حسب ما قالته إدارة شؤون الجنود.

وقالت تيريزا شولتز، الخبيرة في السمعيات التي عملت سابقاً في سلاح الجو الأميركي quot;الأرقام مربكة.quot; يُذكر أن شولتز التي رأست أيضاً الجمعية الوطنية لحماية حاسة السمع كانت قد وضعت تقريرا في عام 2004 تحت عنوان: الجنود يعودون بمعدلات مقلقة من فقدان السمع.

ويقول المسؤولون إن معظم الإصابات تأتي نتيجة هجمات غير متوقعة أو سقوط الجنود في كمين مسلّح، لا مجال فيه هناك للجندي في وضع سدادات في أذنيه. وأوضح الطبيب مايكل هوفر وهو ضابط في البحرية الأميركية وخبير في علاج السمع quot;لا يمكنهم القول: انتظروا دقيقة، اسمحوا لي بوضع السدادات.. إنهم في أرض المعركة دفاعاً عن أرواحهم.quot;

غير أن الجيش الأميركي تجاوب قبل ثلاث سنوات مع هذه الظاهرة ووفر سدادات أكثر فعالية وأسهل استخداما لجنوده في العراق وأفغانستان، في وقت أعرب فيه مسؤولون عسكريون عن اعتقادهم أن ذلك سيخفض معدلات الإصابات الجديدة المحتملة بشكل كبير.

ووفق تقرير لقسم السمعيات في الجيش الأميركي فإن 60 في المائة من الجنود الأميركيين المعرضين لتفجيرات، يعانون من فقدان دائم للسمع بينما يصاب 49 في المائة منهم بطنين دائم في الأذن.

كذلك يتوقع أن ترتفع نسبة الذين سيصابون بفقدان السمع بين الجنود والجنديات هذا العام إلى 18 في المائة، مع كلفة رعاية صحية ستبلغ 1.1 مليار دولاراً سنوياً بحلول عام 2011، بحسب تحليل لبيانات من إدارة شؤون الجنود والجمعية الأميركية لمرضى طنين الأذن.

يُذكر أن أي جندي فقد نسبة 10 في المائة من سمعه، مشمول ببرنامج الرعاية الصحية. يُشار إلى أن قيادة سلاح البحرية والمارينز بدأت مؤخراً بشراء وتوزيع على بعضٍ من قواتها، سدادت للأذن متطورة تعرف باسم QuietPro تتضمن نظام رقمي يصد الموجات الصادرة عن الأصوات المؤذية كالأسلحة والتفجيرات، وفي نفس الوقت يسمح لمستخدمه بسماع الأصوات العادية من حوله.

ويكلف زوج من هذه السدادات 600 دولار أميركي. كذلك وزع الجيش الأميركي على كافة جنوده الموجودين في العراق وأفغانستان، سدادات مطوّرة تبلغ كلفة الزوج منها ثماني دولارات ونصف.