باريس: اشارت توقعات لمؤسسات استطلاعية نشرت لدى اقفال صناديق الاقتراع عند الساعة 00،20 بالتوقيت المحلي (00،19 ت غ) الى ان الحزب اليميني بزعامة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي سجل تراجعا كبيرا في الدورة الاولى من الانتخابات البلدية التي جرت اليوم الاحد في فرنسا.

وعلى الصعيد الوطني، حصلت لوائح اليسار وانصار البيئة على 5،47% من الاصوات ولوائح اليمين على 40% بحسب استطلاع quot;سيه.اس.ا-ديكسياquot;.

وبحسب التقديرات في مدن اعتبرها معهدا quot;ايبسوس-ديلquot; وquot;تيه ان اس-سوفريسquot; بمثابة اختبار، فاز الحزب الاشتراكي خصوصا من الدورة الاولى في روان العاصمة التاريخية لمنطقة النورماندي (غرب) على رئيس البلدية المنتهية ولايته والمدعوم من حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية اليميني.

واقر زعيم الحزب الرئاسي باتريك ديفيدجيان منذ الاعلان عن الارقام الاولى بانها quot;ليست نتائج جيدة بالطبعquot;، داعيا الهيئة الناخبة اليمينية في كلمة عبر شبكة quot;تي اف 1quot; الى quot;عدم فقدان العزيمةquot;.

وفي ليل، كبرى مدن الشمال، سجلت رئيسة البلدية المنتهية ولايتها الاشتراكية مارتين اوبري تقدما كبيرا ويتوقع فوزها بولاية ثانية من الدورة الاولى.وفي كان، وهي مدينة كبرى في النورماندي، يتوقع تقدم ممثل الحزب الاشتراكي على مرشحة الاتحاد من اجل حركة شعبية، لكن اجراء دورة ثانية يبدو ضروريا للفصل بين المرشحين.

من جهته، احتفظ الحزب الاشتراكي منذ الدورة الاولى برئاسة بلدية توركوان (شمال) وهي مدينة كان يتوقع الاتحاد من اجل حركة شعبية الفوز فيها. الا ان هذه التقديرات الاولية لا تشمل بعض المدن الكبرى التي يمكن ان تتحول من اليمين الى اليسار مثل مرسيليا (جنوب شرق) وتولوز (جنوب غرب) وستراسبورغ (شرق).

وفي بو (جنوب غرب) حيث يراهن الزعيم الوسطي فرنسوا بايرو على مستقبله السياسي عبر ترشحه الى الانتخابات البلدية، فان اللائحة الاشتراكية ستتقدمه، وستحل لائحة رئيس البلدية المنتهية ولايته والمدعوم من الاتحاد من اجل حركة شعبية في المرتبة الثالثة.

وتعتبر هذه الانتخابات بمثابة اول اختبار انتخابي لنيكولا ساركوزي منذ انتخابه في ايار/مايو رئيسا للجمهورية. وقد تدهورت شعبيته منذ بداية العام ولم يعد يحظى سوى بدعم ثلث الفرنسيين تقريبا.

هذا واعتبر زعيم الحزب الاشتراكي الفرنسي فرنسوا هولاند ان الدورة الاولى من الانتخابات البلدية التي تميزت بتقدم اليسار، تشكل quot;تحذيرا للحكومة اليمينية وللرئيسquot; نيكولا ساركوزي. وقال هولاند quot;ان هذه الدورة الاولى تدل على الرغبة في تحذير رئيس الجمهورية حيال السياسة المتبعة منذ تسعة اشهر ولا سيما في ما خص القدرة الشرائيةquot;.

ووجه رئيس الحزب الاشتراكي ايضا quot;نداء الى التعبئة من اجل الدورة الثانيةquot; الى الناخبين اليساريين، معتبرا ان شيئا لم يحسم بعد وقال quot;انها نتائج مشجعة، لكن ينبغي اجتياز مرحلة اخرىquot;.

من جهتها، اعتبرت سيغولين روايال المرشحة الاشتراكية السابقة الى الانتخابات الرئاسية التي لم يحالفها الحظ امام نيكولا ساركوزي، ان هذه الدورة الاولى من الانتخابات البلدية بمثابة quot;معاقبةquot; للسلطة.وقالت quot;ينبغي ان يتسع تصويت المعاقبة هذا الاحد المقبل ولا فلن يتغير شيءquot;.

كذلك، طلب رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون من الناخبين quot;عدم الخلط بين الرهاناتquot; في الدورة الثانية من الانتخابات البلدية، طالبا من معسكره حشد كل طاقاته. وعلى الرغم من التر اجع الكبير الذي سجله حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية الحاكم، في عدد من المدن الكبرى، فان فيون اعتبر ان النتائج quot;اكثر توازنا مما اعلن طيلة فترة هذه الحملةquot;.

واضاف ان الدورة الثانية في 16 اذار/مارس quot;هي بالتالي بين ايدي الناخبين اكثر من اي وقت مضىquot;.ومضى فيون يقول quot;ما هو على المحك هو ادارة مدننا وقرانا ودوائرنا. وخلال هذا الاسبوع اطلب من كل الذين يقرون بقيمنا ان يتحركواquot;.

واخذ رئيس الوزراء على المعارضة رغبتها quot;في تاجيج الانشقاقات السياسيةquot;.وقال ان quot;هذه المسيرة المنحازة لا تتناسب مع الوقائع والضرورات المحلية. ينبغي عدم خلط الرهاناتquot;.

و كان ساركوزي اعلن انه سيواصل وتيرة اصلاحاته ايا كانت نتائج الانتخابات التي تجري دورتها الثانية في 16 اذار/مارس. غير ان حزبه اليميني الاتحاد من اجل حركة شعبية يخشى ان يدفع ثمن استياء quot;الخائبين من الساركوزيةquot; وقد اجمعت استطلاعات الرأي على توقع فوز المعارضة الاشتراكية فيما كشف تحقيق اجري اخيرا ان فرنسيا واحدا من اصل ثلاثة بات يوافق على اداء الرئيس.

وادلى ساركوزي بصوته ظهرا في مدرسة بوسط باريس قريبة من قصر الاليزيه فبدا منشرحا. وتدهورت شعبية ساركوزي بشكل سريع منذ بداية السنة، ويأخذ عليه الفرنسيون انه لم يحقق شيئا على صعيد زيادة القدرة الشرائية التي باتت همهم الاول والتي وعد في حملته الانتخابية بجعلها اولوية عمله الرئاسي.

كذلك يواجه انتقادات حادة تاخذ عليه استعراض حياته الخاصة وميله الى الترف، لا سيما بعد الضجة التي اثارها طلاقه من سيسيليا وزواجه بعد ثلاثة اشهر من العارضة الايطالية كارلا بروني.غير ان ساركوزي قلل مسبقا من اهمية الفشل المتوقع لحزبه مؤكدا انه quot;لن يتلهى بالتقلباتquot; وان موعد تقييم سياسته لن يكون الا في نهاية عهده في 2012.

واستبعد امكانية اعتماد quot;خطة تقشفquot; يحذر منها الاشتراكيون، مجددا ثقته في رئيس الوزراء فرنسوا فيون الذي يسجل على خلافه ارتفاعا في شعبيته، ما يثير شائعات حول قيام خلافات بينهما.

وتشكل الانتخابات البلدية ايضا اختبارا صعبا للحركة الديموقراطية، حزب الوسط بزعامة فرنسوا بايرو المرشح السابق الى الانتخابات الرئاسية الساعي الى الفوز برئاسة بلدية بو (جنوب غرب)، وللحزب الشيوعي الذي يحاول انقاذ معاقله المحلية الاخيرة وكذلك الجبهة الوطنية (يمين متطرف).

وسيختار حوالى 5،44 مليون ناخب اعضاء مجالس البلديات ال36782 في فرنسا.كما سينتخبون نصف المستشارين العامين الاعضاء في برلمانات المقاطعات الفرنسية. ويأمل الحزب الاشتراكي الموجود على راس غالبية المقاطعات منذ 2004، باحراز تقدم جديد. ويسلط الاهتمام بصورة خاصة على مرشح خاص لاحد هذه المناصب وهو جان ساركوزي (21 عاما)، نجل الرئيس الفرنسي الذي ترشح في منطقة نويي-سور-سين، معقل والده السابق في ضاحية باريس، حيث يحظى بفرص كبيرة في الفوز.