بهية مارديني من دمشق: رأى محللون في العاصمة السورية دمشق أن تسليم وزير سوري دعوة رسمية إلى السعودية لحضور القمة العربية المقرر عقدها في دمشق نهاية الشهر الجاري لا يعني أن أجواء الإحتقان قد زالت بين العاصمتين لابل إن تسليم الدعوة الذي جاء بعد مخاض طويل يؤشر إلى أن العلاقات السعودية السورية قد تكون عرضة لمزيد من التوترات بعد القمة وانتهاء اعمالها الى نتائج ليست بمستوى الطموح.

ويشير المحللون الى ان هناك خلافات متراكمة بين العاصمتين حول عدد من الملفات اولها الملف اللبناني الذي جاء الشعرة التي قصمت ظهر البعير في علاقات البلدين حيث ترى الرياض ان سوريا مسؤولة كليا عن الازمة اللبنانية واطالة امدها حيث تدعم المعارضة التي تريد الوصول الى الحكم (بالانقلاب). كما يعتقد البعض ان الازمة متجذرة بين الرياض ودمشق على خليفة الملف الفلسطيني حيث تتهم بعض الاوساط السعودية سوريا بإنها تقف خلف حماس وهي التي دفعتها مع ايران الى السيطرة على غزة وبالتالي اضعاف محمود عباس التي ترى فيه السعودية شريكا مهما (تثق فيه واشنطن )ويمكن ان يقود عملية سلمية تنتهي الى اقامة دولتين في فلسطين وفق المبادرة السعودية للسلام او (ماتبقى من هذه المبادرة ).

ويبقى الملف الاكثر تأزما بين الرياض ودمشق هو العلاقات بين سوريا وايران حيث ترى السعودية ان امتداد ايران من الخليج الى المشرق العربي انما يهدد النفوذ السعودي التقليدي في هذه المنطقة ويجعل من الامن العربي رهنية بيد ايران (القوية )صاحبة الطموحات النووية المعلنة (وان كان بشكل سلمي ). ولكن في المقابل تؤكد المراجع المختصة في دمشق ان السوريين يلومون السعودية على انها طرف في الازمة اللبنانية وليست حكما وهي لاتستقبل من اللبنانيين الا الاعداء الصريحين لسوريا والذي يشتمون سوريا ورئيسها من على المنابر وامام مئات الاف من الناس مثل وليد جنبلاط وامين الجميل كما ان السعودية لاتقوم بالضغط على حليفها سعد الحريري لابل تتهم اوساط سورية السعودية بِإنها كانت مرارا وراء افشال مبادرات للتسوية عبر اجبار سعد الحريري على التراجع عن تعهدات كان قطعها سابقا للمعارضة كان من شأن تنفيذها حل الازمة اللبنانية .

وفيما يتعلق بفلسطين تنفي دمشق المسوؤلية عن فشل اتفاق مكة وتنحي باللائمة على الرياض التي اهملت الاتفاق ولم تتابع تطبيقه. اما حول الملف الإيراني فالسوريون تحدثون عن علاقات طويلة واستراتيجية مديدة بين الجانبين وهم يقولون انه في عز ازمة النظام في سوريا لم يجد سوى ايران ملجأ ومساعدا ضخ في الاقتصاد السوري مليارات الدولارات فيما كانت بعض الدول العربية تطبق الحظر الاميركي على المصرف التجاري السوري الذي يمول التجارة الخارجية في سوريا . امام كل هذه التناقضات في العلاقات فإن هناك من يتحدث عن معجزة يجب ان تحدث حتى تصفو العلاقات السعودية السورية وبالتأكيد فإن الجميع متفقون على ان هذه العصر اصبحت معجزاته (نادرة بالفعل ).