بغداد: واجه وفد عراقي، وصل إلى طهران الأربعاء، مسؤولين إيرانيين بأدلة تثبت أنّ إيران تهرّب أسلحة ومتفجرات إلى العراق، وتدرّب مسلّحين عراقيين، وهي تهم نفاها الإيرانيون بشدّة، وفق ما أكد سياسي عراقي. وقال الدكتور حيدر العبادي إنّ quot;الجانب الإيراني شعر بجرح بسبب هذه الاتهامات.quot;

وأوضح العبادي في تصريحاته أنّ الوفد العراقي الذي تشكّل من خمسة أعضاء، عرض على الإيرانيين أدلة على تهريب الأسلحة من إيران إلى العراق وكذلك أخرى تثبت وجود معسكرات تدريب للعراقيين في إيران. كما قدّم الوفد العراقي دليلا على أنّ quot;غالبية القياديين في المليشيات النشطة بالبصرة فرّوا إلى داخل إيرانquot; بعد الحملة العسكرية التي أمر بها رئيس الوزراء نوري المالكي، وفق العبادي.

وأضاف أنّ الإيرانيين نفوا بشكل كامل أن يكونوا بصدد تدريب أو تزويد جماعات مسلحة في العراق بأسلحة أو أموال، مشددين على كون بلادهم تسيطر على الحدود مع العراق. والعبادي هو عضو في البرلمان العراقي عن الائتلاف العراقي الموحد الحاكم كما أنه عضو في حزب الدعوة الذي يتزعمه المالكي.

وقال العبادي إنّ الإيرانيين شدّدوا على كون الأسلحة والمتفجرات موجودة أصلا في العراق، مشيرين إلى أنّ أطرافا أخرى تحاول إثارة مشاكل بين البلدين الجارين من خلال توزيع أسلحة تحمل علامات إيرانية. وأضاف أنّ الجانب الإيراني أعرب عن دعمه للعراق وحكومته quot;وجهودها من أجل التخلص من الجماعات المسلحة والخارجين عن القنون.quot;

على أنّه، ورغم quot;مشاكل البداية التي أثارتها الاتهامات والاتهامات المتبادلة، كانت الزيادة إيجابيةquot; وفق العبادي. وقاد الوفد العراقي نائب رئيس البرلمان خالد العطية، وسيعود السبت، وفق العبادي. ولم يلتق الوفد بمرشد الثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي مثلما كان متوقعا بعد أن أعلن مستشار المالكي، سامي العسكري أنّ الوفد سيطلب مقابلته.

وقال العسكري الخميس إنّ هدف الزيارة إلى إيران للتباحث مع قيادتها حول التقارير المتزايدة عن تقديم طهران دعماً وتسليحاً عسكرياً للمسلحين الشيعة في العراق. وقال مصدر رفض الكشف عن اسمه، إن خمسة سياسيين شيعة حملوا معهم من بغداد إلى طهران quot;أدلة واعترافات وصورquot;، تؤكد أن طهران تقدم أسلحة للمقاتلين الشيعة، يستخدمونها في تنفيذ هجماتهم على القوات الأمريكية والعراقية، بالإضافة إلى أدلة تثبت قيام عسكريين إيرانيين بتدريب المسلحين العراقيين.

وأوضح العسكري أنّ الزيارة هي بادرة من الائتلاف العراقي الموحد الحاكم وأنّ رئيس الوزراء لم يقم بإرسال الوفد. ومن ضمن أعضاء الوفد، العضو الشيعي البارز في البرلمان هادي العامري قائد منظمة بدر، التي كانت معروفة تحت اسم quot;كتئب بدرquot; والتي كانت تعدّ الجناح المسلّح لمجلس الثورة الإسلامية في العراق.

وانتقد المتحدث باسم مقتدى الصدر، الشيخ صالح العبيدي، إرسال وفد إلى طهران، قائلا إنّه كان يتعين حلّ الملف داخل العراق بين الصدريين والحكومة. وتشنّ قوات أمريكية وعراقية حملة ضدّ جيش المهدي في مدينة الصدر ببغداد، وفق ما تتناقله التقارير. وقال العبيدي إنّ وفدا رفيع المستوى من الصدريين التقى الرئيس جلال طالباني ورئيس البرلمان محمود المشهداني، مؤخرا، لمناقشة ملفّ أزمة مدينة الصدر. ولم يلتق الوفد مع مقتدى الصدر الموجود في إيران كما أنّ ذلك ليس في خططه.