إقفال وسائل إعلام تيار المستقبل أدى لتزايد الإقبال على المواقع الإلكترونية
حرب الإنترنت تشتعل في لبنان وسنّة يستنجدون بالقاعدة

تبث من سن الفيل موقتاً والهواء طوال الليل لسحر الخطيب
شاشة quot;المستقبلquot; تعود بلا ضمانات ... والحزب يراقب

دبي: يناشد أحد رواد منتدى quot; فيوتشر موفمنت quot; الإلكتروني، التابع لتيار المستقبل اللبناني، رفاقه محذراً إياهم من تعرض الموقع لهجمة مركزة من قبل quot; هاكرز quot; أو قراصنة على صلة بحزب الله، فبعد إقفال تلفزيون المستقبل والصحيفة التي تحمل الاسم عينه وإذاعة الشرق التابعة جميعها لهذا التيار، لم يبق لديهم سوى موقعه الإلكتروني. ويرد آخر مؤكداً بأن موقع quot; القوات اللبنانية quot; المتحالفة مع المستقبل تعرض بدوره لهجوم ساحق عطله لبضع ساعات، فيجيبه ثالث بتوجيه تحيه لكل العاملين على quot;منتدى المستقبلquot; لأنهم حموه من القرصنة، ويدعو الله للانتقام من مرتكبي الخطايا.

هذه كانت أجواء حقيقية من المعركة quot; الافتراضية quot; التي شهدتها مواقع الإنترنت اللبنانية منذ أن سقطت بيروت الغربية في قبضة حزب الله وحلفائه، حيث انعكس إقفال وضرب وسائل إعلام تيار المستقبل الذي يمثل العصب الأقوى للطائفة السنية إقبالاً غير مسبوق على المواقع الإلكترونية.

لكن مؤيدي حزب الله، الذي يعتبر القوة الأبرز على الساحة الشيعية اللبنانية اليوم، رفضوا أن quot;ينعمquot; خصومهم بهذه الميزة، فشنوا هجمات إلكترونية لا تقل شراستها عمّا عرفته شوارع بيروت، أدت إلى quot;سقوطquot; موقع القوات اللبنانية لساعات وعرقلة عمل منتدى تيار المستقبل وموقع الحزب التقدمي الاشتراكي لبعض الوقت.

مسلحون داخل مكاتب تلفزيون المستقبل

ويبدو أن التفوق النوعي لمقاتلي الحزب المدربين في شوارع العاصمة كان له صداه على الشبكة العنكبوتية أيضاً، فيقول أحد الرواد لرفاقه: quot;لقد خسرنا أرض المعركة لأننا نفتقد السلاح والتدريب، فما الذي قد يحمينا إذا خسرنا الحرب على الشبكة؟quot; لكن يرد عليه آخر بدعوته إلى التروي وعدم مهاجمة مواقع حزب الله، وإلى الاعتراف بحقوق التعبير للآخرين وإن لم يعترفوا هم بحقه.

على أن الأهم في quot;معركة بيروتquot; على أرض الواقع تكمن في تحولها إلى صاعق لتفجير الشحن المذهبي على مستوى لم تعرفه البلاد من قبل بين السنّة والشيعة، فعلى منتدى quot;برامج نتquot; قال أحد المشاركين: quot;الضباط السنّة (في الجيش اللبناني) مطالبون بإنهاء مهزلة ميليشيا ميشال سليمان وإعلان جيش لبنان العربي فورا، لن يقمع الـ...، حسن نصر فارس، سوى سواعد أحفاد أبو جعفر المنصور.. دم السني عم يغلي.quot; من جهته، يقول مشارك في منتدى تيار المستقبل: quot;ما قبل السابع من مايو/أيار ليس كما بعده.. لم يثق أي سني في بيروت بالشيعة مجدداً.quot;

من جهته، كان مشارك آخر على منتدى quot;الخيمةquot; يتوجه باللوم للسنّة بسبب موافقتهم على تصفية وضرب تنظيم quot;فتح الإسلامquot; في مخيم البداوي العام الماضي، فقال إن السنّة يبحثون عمّن يدافع عنهم، وقال إنهم quot;يعضون أصابعهم ندماquot; لوقوفهم ضد فتح الإسلام، معتبراً أن السنة يطالبون بـquot;السلفية الجهادية.quot; وترد مشاركة على منتدى المستقبل بالدعوة إلى مقاطعة الشيعة في لبنان، فسجلت quot;بياناًquot; جاء فيه: quot;انطلاقا من الأحداث الإجرامية الأخيرة التي قامت بها الميليشيات الشيعية المجرمة وكوننا الآن في حالة مقاومة ضد هؤلاء المجرمين, أدعو أهلنا في كل رقعة في لبنان الى حملة عنوانه' مقاطعة الشيعة و مؤيدي نصر الله في لبنان.quot;

الجيش اللبناني متمركزن قرب مبنى التلفزيون

ويدعو مشارك على منتديات quot;لحظة العربيةquot; صراحة مقاتلي القاعدة إلى الانضمام للمعركة بمواجهة حزب الله فقال: quot;إن المجاهدين الذين ظلموا في النهر البارد وتجمع العالم كله عليهم فقط لأنهم من أهل السنة ولأنهم أرادوا أن يقيموا شرع الله ولو في مخيمهم، فوالله إنهم هم الذين سيدافعون عن أهل السنة في لبنان، فيا أبطال القاعدة لايفوتنكم نصيبكم من جيف الرافضه المنتنة في لبنان.quot;

أما على منتدى تيار المستقبل، فيقول أحد المشاركين لمن معه في غرفة الدردشة، quot;انظروا إلى ما تحتويه مواقع السلفيين وتنظيم القاعدة، إنها تطلب من سنّة العالم التحرك إلى لبنان لقتل حزب الله، في الواقع لقد استعملوا كلمة غير حزب الله، لكنني لن أستخدمها لتجنب التعميم.quot;

ويأتيه الرد من شخص آخر فيقول: quot;نحن نقوم منذ سنوات باضطهاد السلفيين في لبنان وها نحن اليوم نريد مساعدتهم، لكن الحذر الحذر فهؤلاء سيحرقون الأخضر واليابس.. يجب أن يكونوا الحل الأخير.quot; وهنا يتدخل مشارك فيقول: quot;خيارات يائسة بسبب الإحباط، فتح الإسلام والقاعدة ألغيناهم بأيدينا فخلينا نسكت وننضب.quot;وفي الوقت الذي كان quot;عناصرquot; هذه الجبهة يتابعون النقاش والتحليل، كانت الجبهة الأخرى تحتفي بالانتصار عبر منتديات مثل quot;يا حسينquot; وquot;الصوت الحر،quot; وتعد العدة لمواجهة أخرى قد لا تكون الأخيرة في لبنان الذي بات تاريخه السياسي الحديث كناية عن استراحات محارب.