خلف خلف من رام الله: عاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) من زيارته الأخيرة إلى واشنطن، وهو مكتئب، مما دفع الكثير من المراقبين للتساؤل عن طبيعة الكلام الذي سمعه الأخير من الرئيس الأميركي جورج بوش، الذي وصل اليوم لإسرائيل لمشاركتها في احتفال استقلالها الستين. وبحسب التقارير والمعلومات الصادرة عن محافل سياسية إسرائيلية فأن بوش سيكرس زيارته لدفع عملية السلام المتواصلة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في ظل حالة من السرية التامة، ويرافقها تضارب في التصريحات حول طبيعة القضايا التي تم نقاشها واتفق عليها مبدئيًا.

ورغم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت كرر تصريحاته في الآونة الأخيرة حول تقدم في المفاوضات، إلا أن الجانب الفلسطيني يرفض تأكيد ذلك، ويطالب بوقف الاستيطان اليهودي المستمر في الضفة الغربية، وبخاصة في مدينة القدس، ويعتبر الفلسطينيون أن الاستيطان يأتي كمحاولة لفرض وقائع على الأرض خلال عملية المفاوضات المستقبلية حول المدينة المقدسة التي يعتبرها كثيرون قلب الصراع.

وبدورها تدعو الولايات المتحدة الأميركية راعية خارطة الطريق لوقف الاستيطان وإزالة العشوائي منه في الضفة الغربية، ولكن الوزير الإسرائيلي إيلي يشاي أكد لصحيفة معاريف الصادرة اليوم الأربعاء أن بوش سمح لإولمرت بتحرير من الجمود خطط بناء استيطانية في المستوطنتين الأصوليتين بيتار عيليت وكريات سيفر اللتين تقعان بمحاذاة القدس ورام الله، وبحسب الوزير الإسرائيلي فأن هذا القرار جاء بعد زمن طويل من تجميد البناء الاستيطاني بضغط أميركي.

ويزعم يشاي أن أولمرت وضعه في كافة التفاصيل الخاصة في هذا الموضوع، ولكنه أبدى ملاحظة بأنه عمليا ستحث الخطط الاستيطانية فقط ابتداء من 18 في الشهر ndash; بعد أيام من انتهاء زيارة بوش إلى إسرائيل. ووضع الوزير يشاي أمس رؤساء السلطات المحلية في صورة الاتفاق المزعوم.

وتأتي الخطة الاستيطانية السابقة، بالتوازي مع تقارير تتكشف عن إجراءات للمصادقة على بناء كنيس يهودي في حي حرب في الحوض المقدس في شرق القدس التي يطالب الفلسطينيون بالمفاوضات بإعلانها عاصمة لدولتهم العتيدة. وحسب صحيفة هآرتس الصادرة اليوم الأربعاء فأن الخطة لبناء الكنيس اليهودي رفعت إلى الجمعية اليمينية المتطرفة quot;العادquot;، وستشمل الحطة بناء مكتبه، وصفوف روضة، بالإضافة إلى 10 وحدات سكن وموقف سيارات تحت الأرض.

وجمعية quot;العادquot; تعنى منذ بداية التسعينيات بشراء منازل الفلسطينيين في شرقي القدس وتأجيرها أو بيعها لسكان يهود، وقد رفعت في نهاية كانون الثاني/يناير لبلدية القدس الخطة لإقامة الكنيس في قلب القرية العربية المأهولة بسكنها العرب. وفتحت الجمعية ملف تخطيط وتقدمت بفتوى للبلدية، وفي وثيقة البلدية بتاريخ 21 كانون الثاني عن عملية المصادقة على الخطة، أشير إلى أنه استقبلت كل الفتاوى في الملف للمخطط.

والمنطقة التي يخطط فيها لبناء الكنيس الجديد فيها تقع على مسافة 200 متر من أسوار البلدة القديمة ويعتبر احد المواقع الأكثر حساسية وإشكالية في المفاوضات مع الفلسطينيين، بسبب قربه من نطاق الحرم القدسي. ومنذ مؤتمر انابوليس في تشرين الثاني من العام الماضي، شددت الولايات المتحدة متابعتها لتوسيع الاستيطان اليهودي في المنطقة المذكورة.