موقف حماس حيال شروط إسرائيل الجديدة لإطلاق التهدئة
الغموض يكتنف لقاءات عمر سليمان ووفد حماس بالقاهرة


مبارك خلال لقاء سابق مع سليمان
نبيل شرف الدين من القاهرة : مازال الغموض سيد الموقف على صعيد المحادثات التي يجريها في القاهرة رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان وكبار مساعديه، مع وفد من قادة حركة quot;حماسquot; وموقفهم من الشروط الإسرائيلية الجديدة بشأن التهدئة، والتي يتصدرها تضمين صفقة تبادل الأسرى والجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت ضمن الإجراءات التي ينبغي اتخاذها قبل إطلاق ساعة الصفر، لتبدأ الهدنة المتبادلة المتزامنة بين إسرائيل وشتى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة. وحتى كتابة هذه السطور لم يعلن في القاهرة أي جديد في هذا المضمار، خلافاً للتصريحات المنسوبة إلى مصدر أمني مصري رفيع، والتي ألمح فيها إلى أن هذه مباحثات عمر سليمان في إسرائيل أسفرت عن تأييد وتفهم القادة الإسرائيليين للرؤية المصرية بشأن التهدئة المتزامنة والمتبادلة بين الجانبين والأهداف المصرية المنشودة منها والاستعداد لتنفيذها حال موافاة القيادة السياسية الإسرائيلية بموافقة التنظيمات الفلسطينية على عناصر التهدئة مع إبداء التطلع الإسرائيلي لحل مشكلة الجندي جلعاد شاليت في إطار تبادل الأسرى مع الجانب الفلسطيني واستقرار الأوضاع الأمنية على الحدود مع قطاع غزة .

ويرى مراقبون سياسيون في القاهرة أن كلاً من إسرائيل وحركة تحاولان إظهار عدم رغبتهما بالتهدئة، غير أن هناك مؤشرات وملابسات تؤكد أن الطرفين مهتمان بالتهدئة، فمثلاً رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت يسعى الآن إلى تقديم إنجاز ما للشارع الإسرائيلي، ليكبح اهتمام الرأي العام الإسرائيلي بقضايا الفساد المتهم بالتورط فيها، كما أن quot;حماسquot; تسعى جاهدة لفك الخناق عن قطاع غزة لتثبيت شرعيتها في حكم القطاع .

شروط إسرائيل
على صعيد متصل فقد كشف مصدر فلسطيني في القاهرة عن الشروط الإسرائيلية الجديدة، قائلاً إنها تركزت على أربع نقاط أساسية :
ـ اقتصار التهدئة بالنسبة لإسرائيل على قطاع غزة في البداية على أن تمتد لاحقاً إلى الضفة الغربية، أما بالنسبة لحماس وبقية الفصائل، فإن التهدئة تشمل غزة والضفة الغربية، وهو ما سيترتب عليه وقف كافة الأنشطة العسكرية في القطاع وفي الضفة وداخل الخط الأخضر .
ـ أن تقدم مصر ضمانات بما سبق، بالنظر إلى أن الاتفاق ليس مع حماس، بل مع مصر، كما تطالب إسرائيل أيضاً بضمانات مصرية بوقف تهريب الأسلحة عبر الأنفاق الحدودية، وأن تبذل جهوداً كافية من أجل إحكام حركة التهريب عبر تلك الأنفاق .
ـ أما بالنسبة لمسألة المعابر، فقد اشترطت إسرائيل أن يكون فتح معبر رفح وفقاً لاتفاق عام 2005، أي بإدارة الفريق الأوروبي وإشراف السلطة الفلسطينية، وهو ما ترحب به حركة حماس، لكنها تشترط أن يكون الفريق الأوروبي غير معطل .
من جانبه قال المصدر الأمني المصري المشار إليه، إن المشاورات الجارية في القاهرة بين الفصائل الفلسطينية ورئيس المخابرات المصرية جاءت بهدف توفير المناخ الملائم لتحقيق التهدئة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وعلى النحو الذى يمهد الطريق أمام مناقشة قضايا أخرى، تتعلق بصفقة تبادل الأسرى بين الجانبين وتحقيق الاستقرار داخل قطاع غزة وصولا لرفع الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة وفتح جميع معابره لرفع المعاناة عن كاهل الفلسطينيين داخل القطاع وهو ما لقي موافقة ودعما من الرئيس الفلسطيني للرؤية المصرية في هذا الصدد .
ومضى ذات المصدر قائلاً إن الاجتماعات مع ممثلي التنظيمات الفلسطينية تسعى إلى الاتفاق على أسس التحرك في المرحلة القادمة وبداية التنفيذ مع تكثيف التحرك المصري بشكل متزامن لحل قضيتي تبادل الأسرى واستقرار الأوضاع الأمنية على الحدود مع قطاع غزة وبما يضمن رفع الحصار بشكل كامل عن الشعب الفلسطيني وتوحيد صفوفه لصالح تحقيق هدف التسوية السياسية .
تجدر الإشارة إلى أن وفد حماس الموجود حالياً في القاهرة يضم كلا من : موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، وعماد العلمي وأحمد نصر عضوي المكتب السياسي، (من قيادات الداخل) ومحمود الزهار وخليل الحية وجمال أبو هاشم (من قيادات الداخل) .